براي وايات: الطين الذي صنعه سينا وزاده ماكمان بللاً

براي وايات: الطين الذي صنعه سينا وزاده ماكمان بللاً

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 8 ديسمبر، 2015


براي وايات

عائلة وايات (براي وايات، لوك هاربر، اريك روان، برون سترومان) تلك العائلة التى اصبحت أهم وأميز اسم فى عالم المصارعين دون استثناء، واصبحت العائلة مرتبطة دوما بالسيناريوهات ذات الاهمية القصوى فى الدبليو دبليو اي، ولكن التركيز فى الاساس يأتى على براي وايات.

ذلك المصارع الذي بات يوضع فى تصنيف مختلف تماما عن بقية المصارعين، ولا تفرط ادارة WWE فى تشويه صورته او التلاعب به فى أي سيناريو ضعيف. وظل العديد من النقاد يصفونه بخليفة النجم اندرتيكر فى المستقبل القريب.

ومع ذلك ورغم الاهتمام الذي يعامل به النجم براي وايات الا ان هناك بعض الغرابة فى الوضعية التى يوضع فيها براي منذ ظهوره فى الشركة لأول مرة. وهو التعرض للخسارة وجعله (متلقى ضربات) للاسماء الكبيرة، وسلم يصعد عليه النجوم الكبار وتلميع اسمائهم. وهو ما ينافى تماما طريقة بناء اسطورة فى المستقبل.

وهو ما ينافى ايضا اي تشبهه بالنجم اندرتيكر، والذي بدأ سلسلة من الانتصارات منذ ان تحول الى الرجل الميت، وحصد الالقاب سريعا، ووضع على حساب اسماء اسطورية مثل هولك هوغان وتيتو سانتانا والوحش كامالا وغيرهم.

اما براي وايات فتوقف الدفع به بسرعة كبيرة بعد ان تغلب على النجم كين فى اول ظهوره له باتحاد WWE، وكان فوز عائلة وايات الكبير على حساب فريق الدرع هو نهاية انتصاراتهم الكبيرة، ليتعرض النجم براي وايات لأول خيبة حين تعرض لهزيمة غير متوقعة امام النجم جون سينا فى مهرجان راسلمينيا.

وهو اول ظهور للمصارع الشاب فى مهرجان راسلمينيا الكبير، وهو المهرجان الذي يطلق عليه (مصنع الاساطير)، وهو ما يعنى انه المكان الانسب لاطلاق شخصية براي وايات ونجوميته فى سماء WWE، ولكن انانية النجم جون سينا كان بمثابة الصخرة التى تحطمت فيها اسطورة براي وايات، وهو الخطأ الذي مازال براي يدفعه ثمنه حتى الآن.

لا أحد يمكنه ان يلوم فينس ماكمان فى محاولته لبناء اسم كبير للنجم رومان رينز تمهيدا لوضعه على رأس بقية المصارعين قبل ان يتحول الى وجه الشركة المقبل بعد ابتعاد جون سينا تدريجيا من الصورة، ولكن يجب ان يعرف ماكمان ومن معه، ان بناء مصارع اسطوري محبوب يتطلب الموازنة برفع اسم شرير بذات المستوى مع امكانية الفصل بينهما فى السيناريوهات المشتركة.

فالروك كان يعيش فى عهد الاندرتيكر ولم تتأثر شخصية اي واحد منهما، علي الاطلاق، وكذلك الحال بالنسبة للغولدبيرغ والنجم ستنيغ، فالجانب المشرق دائما ما يوازه جانب مظلم يتساوى معه فى القوى والاهتمام من قبل الادارة.

ولكن ما يحدث الآن هو الظلم بعينه لمصارع مميز مثل براي وايات. لماذا قررت الادارة ان يتحول النجم الى الخاسر الاكبر فى العروض الرئيسية، لماذا لم ينتصر على اسم كبير فى الاتحاد من قبل، لماذا خسر امام جون سينا في النهاية، وامام الاندرتيكر مرتين، وامام رومان رينز عدة مرات، ولماذا افضل انجازاته فى التغلب علي الاساطير كان على حساب كريس جيريكو.

وهو الفوز الذي قد لا يعتبر مهما ان قارناه بخسارة كريس جيريكو من قبل امام مصارع مثل فاندانغو، وهو ما يعيدنا الى النقطة الأهم. لماذا وافق كريس جيريكو بكل نجوميته وانجازه واسمه الكبير فى عالم مصارعة المحترفين ان يقدم خدمة فى مهرجان ضخم مثل راسلمينيا الى مصارع في بداية مشواره كفاندانغو. في حين رفض جون سينا الخسارة امام براي وايات.

اما عن لماذا نوجه اللوم لجون سينا وليس لفريق الابداع، فالسبب هو النجومية الكبيرة التى يتمتع بها سينا، والذي يعتبر من المصارعين الذين يحق لهم النقاش والتعديل فى سيناريوهات نزالاتهم، لذا فأن فوزه فى مهرجان راسلمينيا كان قراره هو فقط، وهو نفسه الذي كان يمكن ان يحول القرار لصالح براي وايات.

فهو يعرف ان الفوز سيضع النجم على خارطة الطريق الصحيحة في الدبليو دبليو اي، وسيكون الدافع له للاستمرار فى هذا الطريق، وهو ما سيجبر الشركة ايضا على عدم تعرضه لأي خسارة مهما كان المصارع، كونه يحمل صفة المصارع الذي هزم جون سينا فى مهرجان راسملينيا من قبل.

براي وايات يستحق الاهتمام اكثر مما هو عليه الآن، فهو النجم الوحيد الذي يجمع كل متطلبات المصارع الناجح، وهو الاميز على الاطلاق فى التحدث عبر المايكرفون والتواصل مع الجماهير، وهو المصارع الوحيد الذي يجد القبول التام من قبل الجماهير.

لذا يمكنه المنافسة على حزام بطولة الدبليو دبليو اي للوزن الثقيل والفوز بها ايضا، ولن تضطر الادارة الى تحوله الى مصارع شرير او مصارع طيب، كونه فى تصنيف لوحده لا علاقة له بهذه التوجهات، تماما مثل الاندرتيكر، والذي لا يدافع عن الجماهير ولا يهاجمها ايضا، بل يركز فقط على خصمه فى الحلبة. للآسف براي وايات لا يسير على الطريق الصحيح نهائيا، فهو يدخل فى اهم السيناريوهات ولكنه يخرج خاسرا فى النهاية.

وكان من الظلم ان يوضع فى طريق (المنفوخ) رومان رينز ويخسر امامه عدة مرات، ليأتى بعدها اندرتيكر وكين فورا ويتغلبا عليه فى المهرجان التالي، وبذلك يكون قدر مرت قرابة النصف عام على براي وايات وهو يتعرض لخسارة وراء خسارة. وبذلك يكون براي وايات هو المظلوم الاكبر فى الاتحاد حاليا.

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد