بقلم بهاء الدين|روندا روزي.. نقطة الضوء فى نهاية النفق

بقلم بهاء الدين|روندا روزي.. نقطة الضوء فى نهاية النفق

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 24 يونيو، 2018


الشكل الجميل، الجسد القوي، القبول من الجماهير، الواقعية.. كلها صفات ظل يبحث عنها فينس ماكمان فى فتاه المقبل ليكون وجه الاتحاد خلفا لجون سينا، وكلها صفات اضطر فينس ماكمان لوضعها بالقوة فى رومان رينز بعد ان فشل الاخير فى تحقيق تلك المعادلة، لكن يبدو ان الخلاص آتى لفينس ماكمان أخيرا، وإن كان من شخص غير متوقع على الاطلاق وهو روندا روزي.

ففي حين تم الاعلان سابقا عن انتقال ايقونة الفنون القتالية روندا روزي الى عالم المصارعة الحرة، رحب الكثيرون جدا بتلك الخطوة، وان كان البعض قد شككوا كثيرا فى مقدرة النجمة على التأقلم فى عالم الترفيه، خصوصا وأن لا خبرة لها كمصارعة ولم تتحدث من قبل بصورة مباشرة امام الجماهير. لكن كل شئ تغير فى اول نزال تخوضه فى عرض راسلمينيا 34 حين أذهلت الجميع بمستوى اكثر من رائع.

روندا روزي ظل تحطم الابواب اسبوعا بعد اخر وهي تحقق النجاحات المتتالية وتثبت أقدامها اكثر فى عالم المصارعة الحرة، فبعد أن اتت وهى لا تحمل معها سوى وجه جميل وجسد قوي مفتول العضلات، استطاعت ان تؤكد مقدرتها على المصارعة مع كيرت انجل ضد تربل اتش وستيفاني فى اول يوم، ولاحقا اكدت انها تمتلك شخصية مميزة فى السيناريوهات، كما انها قادرة على مخاطبة الجماهير بصورة تكفى وتتماشى مع شخصيتها الغاضبة.

ومع مرور الايام استطاعت روزي ان تجعل الجماهير تلتف حولها سريعا وتهتف لها، على الرغم من انها سارت على نفس منهج رومان رينز فى قبول الدفعات المتتالية ومطاردة اللقب بسرعة كبيرة مقارنها بوقتها القصير فى الاتحاد. هذا بالاضافة الى ميزة اخرى تضاف الى شخصية روندا الناجحة، وهى الواقعية. فهى قوية وعنيفة جدا وتسدد الضربات وكأنها فى عالم الفنون القتالية، ليظهر مشهدها وهى تطيح بكيرت انجل وطاقم التحكيم مقنعا للغاية مع انها امراة وهم اكثر من خمس رجال.

الان بات فينس ماكمان يمتلك اسما كبيرا للغاية فى اتحاده، اسما قد تتجاوز شهرته حلبات المصارعة كما لم يحدث مع اي مصارع آخر من قبل، بما فيهم بروك ليسنر نفسه، وهو ما يعنى ان على رئيس الاتحاد أن يتعامل بحذر شديد مع هذه الشخصية المهمة، وان ينتبه الى ان ما ظل يفعله طيلة السنوات الماضية لا يجب ان تخضع له روندا روزي على الاطلاق، وانها يجب ان توضع فى فئة مختلفة تماما عن البقية.

فريق الابداع كان ذكيا للغاية فى الفقرة التى تم تقديمها فى عرض الرو الماضي، وذلك حين قامت روندا روزي بالاعتداء على كيرت انجل، وهو ما وضعها على حافة التحول الى مكروهة، لكن الواقعية التى ظهرت بها واحساس الجماهير بانها مظلومة جعلهم يقفون معها ايضا، لتنجح بذلك روندا روزي فى اخر اختبار وهو الواقعية فى تقديم السيناريوهات.

لكن بالنسبة لكتاب السيناريو وفريق الابداع سيكون التحدى الاكبر هو ان روندا روزي أكبر من قسم السيدات، وان عدم تواجد خصم مقنع قد يقلل كثيرا من قيمتها ويحد من امكانياتها في الحلبة، فعلى الرغم من جودة السيناريو الحالي امام اليكسا بليس وتميز الاخيرة، الا ان ذلك لا يعدو حدود “البروموهات” ولن تتمكن الادارة من اقامة مواجهة مقنعة بين النجمتين، تماما كما حدث مع بروك ليسنر وسيث رولينز سابقا حين اضطرت الادارة للاستعانة باندرتيكر.

المشكلة ليست فى امكانيات الاسماء التى ستواجه روندا روزي في قسم السيدات، بل فى الطريقة التى تم بها تقديم تلك المصارعات سابقا ليظهرن بشكل ضعيف بعض الشئ. فلو اراد فريق الابداع البحث عن اسم يضاهى روندا روزي قد يجد الكثير جدا، وأولهم بيكي لينش والتى حين اتت الى WWE كانت عبارة عن ماكينة اخضاع ولديها خلفية فى الفنون القتالية. لكن من هي بيكي لينش حاليا، مجرد سيدة تخسر من امثال كارميلا.

اسم اخر كان من الممكن ان تقدم نزالات قوية جدا ضد روندا روزي وهى سونيا ديفيل، نجمة الفنون القتالية السابقة، لكن الادارة فضلت تقديمها كمجرد تابعة لماندي روز وتخسر بكل سهولة فى معظم النزالات، ولا ننسى انها وضعت في الاساس كمتلقى ضربات لروندا روزي. ولم يعد هناك اي خيار سوى اللجوء الى المميزة تشارلوت فلير او العنيفة أمبر مون.

على فينس ماكمان ان يعود الى شخصيته العبقرية التى كان عليها فى ايام عصر الاتيتيود، عليه ان يتخلى عن حذره المعهود وان لا يتردد فى وضع اي سيناريو يراه مناسبا لروندا روزي حتى وان كان خارج المألوف، فهى بالنسبة له تشبه تماما ما كانت تمثله اعجوبة العالم الراحل تشاينا سابقا، حين انتبه فينس وفريق الابداع ان لا مكان لها فى قسم السيدات، فأرسلت فورا لتقارع الرجال، وتمكنت من الفوز حتى ببطولة القارات فى انجاز لم يتكرر. وبعد ما قامت به روندا روزي مع تربل اتش وكيرت انجل فهي تستحق ان تكون تشاينا الجديدة لهذا العصر. وانها سببا فى عودة البعض لمتابعة المصارعة من جديد بعد فترة جفاف طويلة.

كتابة: محمد بهاء الدين