بيل غولدبيرغ .. قصة صعود وسقوط الأسطورة (الجزء الثاني)

بيل غولدبيرغ .. قصة صعود وسقوط الأسطورة (الجزء الثاني)

الكاتب يوسف أبوسيفين بتاريخ 7 فبراير، 2015


بيل جولدبيرغ

نستكمل معكم المشوار في قصة الأسطورة بيل غولدبيرغ المثيرة في عالم المصارعة، ونذكر كل الأصدقاء الذين فاتهم قراءة الجزء الأول من هذه القصة أن بإمكانه مطالعته من خلال الضغط هنا كي لا يفوتكم شيء من هذه الحكاية، ونترككم الان مع الحلقة الثانية والأخيرة:

في تلك اللحظة ظهر غولدبيرغ، لنعود الان الى حيث تركناه في بداية المقال، غولدبيرغ تعرض لإصابة خطيرة اثناء مسيرته في كرة القدم، وبينما كان يتعافى ظل اللاعب يتدرب على حمل الاثقال في نادي رياضي يتدرب فيه كل من ستينغ ولوكس لوغر، وتعارف الثلاثة وأصر عليه الاثنين ان يجرب المصارعة الحرة.

وفي البداية تردد الرجل لأنه ليس من معجبي المصارعة ولا يعرف عنها شيئا على الاطلاق، ولكن بعد ان أدرك ان اصابته لن تمكنه من العودة الى الملاعب الخضراء مرة اخرى، بدأ غولدبيرغ في التفكير في عرض الدبليو سي دبليو بعين الاعتبار، ولم يمض وقت طويل حتى اتصل بايريك بيشوف وأخبره بأنه جاهز للعب في اتحاده.

 ووضع اللاعب في مقر للتدريب خاص بالاتحاد ومن ثم تم الدفع به الى العروض الرئيسية فورا ولكن في نزالات لم تبث عبر التلفاز، وبعد ان نال اعجاب الجميع تم وضعه في نزال مباشر امام الجمهور في عرض النايترو أمام هيو موروس وكان ذلك في شهر سبتمبر عام 1997.

ومع مرور الوقت ظل المصارع ينتقل من فوز الى أخر وتعلقت به الجماهير بطريقة عفوية وظلت تردد اسمه اثناء دخوله في كل مرة. وقال ايريك بيشوف انه كان يريد ان ينسب شرف اكتشاف غولدبيرغ ونجاحه لنفسه ولكنه لا يستطيع ذلك، فنجاح غولدبيرغ كان بسبب الجمهور فقط.

ظهور غولدبيرغ وطريقة لعبه المميزة اعادت نسبة المشاهدة لصالح الدبليو سي دبليو، وسريعا جدا اكتشف الاتحاد الجوهرة الثمينة التى بين يديهم، ولكنهم كانوا غير قادرين على التعامل معها جيدا، وتركوا كل شئ يسير لوحده وهم يرون اسم غولدبيرغ يلمع بين المصارعين.

ولكن كانت هنالك مشكلة في طريقة لعب المصارع القوي، فالنزال لا يستمر أكثر من ثلاث دقائق فقط، وهو ما يجعله مصارع غير صالح لتقديم نزالات كبيرة في المهرجانات الشهرية، فقررت الادارة وضع غولدبيرغ في أول اختبار حقيقي وتم وضع المصارع المهاري وليام ريغيل في الحلبة معه، وفشل غولدبيرغ تماما وانكشف امام الجمهور بأنه لا يفقه شيئا في المصارعة الحرة ولم يتلقى التدريب المناسب.

اثار نزال غولدبيرغ مع ويليام ريغيل غضب الكثير من المسؤولين ورجعوا للتعامل مع غولدبيرغ بحذر شديد مرة اخرى وتركوه يصارع بالطريقة التى يعرفها هو، لتأتى النتيجة ايجابية للغاية وعادت الجماهير تهتف بأسمه مرة أخرى. هكذا احبت الجماهير غولدبيرغ وهكذا تريده، لا يتحدث ولا يمزح بل يكتفي بالضرب فقط، ضربتين وينتهي النزال.

وفي تلك الفترة بدأت الناس تتحدث ان كان غولدبيرغ المصارع الاصلع هو منتج الدبليو سي دبليو المقابل لاستيف اوستن في الدبليو دبليو اف، وعلى الرغم من التناقض الكبير بين المصارعين الا ان وجهة النظر تلك ظلت هى السائدة.

وهناك في الدبليو دبليو اي كان فينس ماكمان يعرف تماما ما يفعله، فالاتحاد المنافس يمتلك الان اغلب النجوم الكبار مثل هولك هوغان، التيموت واريور، ماتشو مان، كيفين ناش، سكوت هول، بريت هارت وغيرهم، ولكن بالنسبة لفينس فهو انه من صنع جميع هولاء المصارعين وهو قادر على صناعة مثلهم، لذا ظل الداهية يعتنى باستيف اوستن وكذلك النجوم الجدد مثل تربل اتش والروك، وهو يعرف ان ايريك بيشوف سيشاهد قريبا نجومه وهم يكبرون في السن.

بيل غولدبيرغ فاز بأول بطولة له وهي حزام الولايات المتحدة على حساب “رايفين” في عام 1998 بعد ان وصلت سلسلة انتصارته الى الرقم 75 دون هزيمة، ليقدم بعدها ايريك بيشوف على اول تصرفاته غير الحكمية. فبعد ان تمكن اتحاد الدبليو دبليو اي من التفوق عليهم في معدل المشاهدة الاسبوعية قرر بيشوف ان يرمي كل اوراقه ويضع أكبر اسمين في اتحاده في الحلبة.

ويحكي ايريك بيشوف كواليس ذلك القرار ويقول “تلقيت اتصال من هولك هوغان وانا اقود سيارتي وهو يخبرني بأنه يفكر في أمر يعيد الأمور الى نصابها، فاوقفت السيارة فورا وطلبت منه ان يفسر أكثر، وقال هوغان انه يريد ان يعطى غولدبيرغ نزالا على بطولة الاتحاد الذي يحمله”.

وبسبب تراجع عرضه وافق بيشوف مباشرة وتم تسجيل مقطع فيديو يتحدى فيه هولك هوغان خصمه الجديد غولدبيرغ على حزام بطولة الدبليو سي دبليو للوزن الثقيل، وبالفعل لم يمض أكثر من اسبوعين حتى اقيم النزال امام أكثر من 45 الف متفرج وتمكن غولدبيرغ من الفوز بأول حزام للوزن الثقيل في مسيرته الاحترافية، وعادت نسبة المشاهدة لصالح الدبليو سي دبليو كما كان متوقع.

ولكن ما ان عاد المسؤولين الى مكاتبهم حتى اكتشفوا الخطأ الذي وقعوا فيه، فنزال كبير مثل هذا كان يجب ان يقام في مهرجان شهري، وليس عرض اسبوعي مجانا، كما كان يجب ان يتم الترويج له جيدا وليس لاسبوعين فقط. الدبليو سي دبليو خسرت الكثير من الأموال بسبب ذلك القرار المتسرع من هوغان وبيشوف ولكن الاسوأ من ذلك لم يحدث بعد.

لا أحد يعرف من وضع فكرة العبث في شخصية غولدبيرغ في رأس ايريك بيشوف، ولا أحد يعرف ما الحكمة من القرار الذي أقدم عليه بيشوف بعد تلك الليلة. فبدلا من الاكتفاء بخسارة الأموال حاول بيشوف ان يصحح خطأه ولكن بخطأ أكبر بكثير وكان بداية السقوط الى الهواية بالنسبة لاتحاد الدبليو سي دبليو.

فحين كان غولدبيرغ المصارع القوى الذي لا يعبث معه أحد ولا يخسر على الاطلاق، فكر بيشوف بالقيام ببعض التغير، فأقيم نزال بين غولدبيرغ وكيفين ناش على حزام البطولة وتدخل في النزال العديد من المصارعين ليساعدوا ناش على خصمه القوي، ولكن غولدبيرغ كان يتعامل معهم جميعا، حتى اقترب رازور رامون وقام بصعق غولدبيرغ بعصا كهربائية لينفذ بعدها ناش ضربته القاضية ويخطف الحزام وينهى بذلك سلسلة انتصارات غولدبيرغ.

كيفين ناش في الحقيقة لم ينهى سلسلة انتصارات غولدبيرغ في تلك الليلة بل أنهى اسطورة كانت تعيش في مخيلة الجماهير لأكثر من عام كامل، وكانت الطريقة السخيفة التي خسر بها غولدبيرغ بسبب عصا كهربائية أكثر سوءً من الخسارة نفسها

ليتمادى بيشوف وهوغان بعدها بليلة واحدة ويدقون المسمار الاخير في نعش الدبليو سي دبليو حين قرر كيفين ناش ان يخوض نزال ضد زعيمه في العصابة هولك هوغان على حزام بطولة الدبليو سي دبليو، وخسر ناش بعد ان دفعه هولك هوغان بإصبعه فقط ويقوم بالعد عليه.

وهي الحادثة التي أطلق عليها إصبع الجحيم بالنسبة للدبليو سي دبليو. وفي المقابل كان هناك ستيف اوستن يشعل الحماس في الجماهير وهو يتصارع مع فينس ماكمان نفسه وبينهما يقف اسطورة الملاكمة مايك تايسون. ومنذ تلك اللحظة التى دفع فيها هولك هوغان كيفين ناش بإصبعه ليصبح بطلا تحولت الملايين من الاعين الى الدبليو دبليو اي ولم تعد بعدها على الاطلاق الى الدبليو سي دبليو.

وظل بعد ذلك غولدبيرغ يتعرض للعديد من الهزائم وعصابة هولك هوغان تذله في الحلبة دون الاهتمام بالصورة الاسطورية التي رسمتها له الدبليو سي دبليو في السابق، ليتحول بعدها غولدبيرغ الى اللامبالاة، قبل ان يقدم على تصرف وصفه هو نفسه بالمتهور والاغبى في مسيرته الاحترافية، وكان ذلك اثناء سيناريو ضد سكوت هول.

 حيث قام غولدبيرغ بمطاردة الاخير الى موقف السيارات وكانت هناك سيارة ليموزين تابعة لسكوت هول، فانهال عليها غولدبيرغ بالضربات القوية وكان من المفترض ان يحطم ثلاث من نوافذ السيارة بقبضة يده، الا انه تعرض لإصابة بالغة استدعت نقله الى أقرب مستشفى بعد نهاية العرض بسبب فقدانه للكثير من الدماء.

وتسببت تلك الاصابة ايضا في ابعاد غولدبيرغ لأكثر من خمسة أشهر عن الحلبة، ليتفوق بذلك اتحاد الدبليو دبليو اي تماما على الدبليو سي دبليو في حرب ليلة الاثنين، واستمر التفوق حتى نهاية الاتحاد الاخير لاحقا، وفي حين كانت عودة غولدبيرغ خبر سار للإداريين الا انها لم تغيير شيء في معدل المشاهدة ولم يعد الجمهور مهتم كثيرا بالمصارع الخارق.

ليتعرض غولدبيرغ لإصابة جديدة تبعده عن الحلبة مرة اخرى، ولكن هذه المرة واثناء تلقيه للعلاج تم بيع اتحاد الدبليو سي دبليو الى الدبليو دبليو اي، ليذهب غولدبيرغ الى اليابان لبعض الوقت قبل ان يعود وينضم الى الدبليو دبليو اي مصارعا عاديا للغاية.

كتب: محمد بهاء الدن