تحت المجهر .. خدعوك فقالوا الجماهير تدفع لترى رومان رينز واستهجانهم له نجاح !!!

تحت المجهر .. خدعوك فقالوا الجماهير تدفع لترى رومان رينز واستهجانهم له نجاح !!!

الكاتب أحمد زهران بتاريخ 6 أبريل، 2017


Roman Reigns & Vince McMahon

ريسلمانيا 33 … الحدث الذي شهد ما أسميه بأحد أكبر انتكاسات المصارعة الحرة على مر العصور، لما لا وهو قد شهد وصول عناد فينس مكمان مع الجماهير لذروته باختياره لمصارع يفتقد ما يتطلبه الأمر لوضع كلمة النهاية لأسطورة الأساطير الخالدة ومصارعي الأول أندرتيكر.

تحدثت بما فيه الكفاية عما حدث في مواجهة أندرتيكر ورومان رينز في تحليلي لعرض ريسلمانيا قبل أيام، ولكني اليوم سأتناول وجهة العديد من المحللين والمصارعين والبعض من القراء، هي وجهة نظر أحترمها كثيرا كما أحترم جميع وجهات النظر، ولكني أختلف معها وبشدة.

كل فترة يخرج علينا أحد نجوم WWE الذين يسعون لنيل مكانة أفضل ووضع أفضل بالاتحاد بالتملق للمسئولين ومحاولة نيل رضاهم عن طريق مشاركتهم نفس وجهة النظر، كلما سنحت لهم الفرصة لإجراء مقابلة صحفية نجد هؤلاء النجوم في إجابتهم على السؤال الذي أصبح ماركة مسجلة “ما رأيك في استهجان الجماهير للنجم رومان رينز؟ ” لتأتي الإجابة التي أصبحت مبتذلة كثيرا وتكون كالتالي : “رومان رينز مصارع موهوب ويتمتع بقدرات غير عادية ويستحق المكانة التي مُني بها بالاتحاد والجماهير التي تهاجمه جماهير طفولية وهم نفسهم من يدفعون الأموال لرؤيته بالعروض ويسارعون بإلتقاط الصور التذكارية معه”.

صراحة بعد هذه الإجابة لا أعرف من الطفولي الجماهير أم من يسعى للتقرب من السلطة بقول هذا رائع وأنت على صواب دائما، ولكن ليس من شأني معرفة من الطفولي ومن يمتلك من الرجولة والشجاعة أن يقف في وجه الإدارة ويقول رأيه الذي يمثل وجهة نظره الحقيقية، فكلنا نعلم ما تؤول إليه الأمور عندما تتحدث بوجهة نظر صريحة عكس ما يريده فينس، سينتهي بك المطاف بالتواجد لسد فراغ ما ولنا في النجم دولف زيجلر ألف عبرة وعبرة.

ولكن ما أود نقله إلى قراءنا وزوارنا الكرام هو وجهة نظري أنا التي سأرد بها على مثل تلك الآراء التي أراها تعكس وجهة نظر زائفة لا تمت بصلة للواقع ولا تمثل وجهة النظر الحقيقية للعديد منهم، وهنا سيقتصر ردي على نقطتين محددتين أستعرضهم فيما تبقى من المقال.

(أولاً) : هل الجماهير تدفع الأموال لترى رومان رينز حقا ؟!!!
إجابتي على هذا السؤال ستكون بسؤال آخر، (( هل عروض المصارعة أصبحت كعروض الكوميديا الارتجالية “ستاند أب كوميدي” ؟ )) هل تدفع الجماهير لرؤية مصارع واحد في العرض ؟ هل العرض من بطولة مصارع واحد وبقية المصارعين تابعين للرجل الأول ومساندين للبطل المطلق ؟

الإجابة لا تحتاج تفكير .. بالطبع لا، فكل مصارع أيا كان دوره أو حجم موهبته له محبيه وله كارهيه، رومان رينز له محبيه وكارهيه، فاندانجو وتايلر بريز لهما محبيهما وكارهيهما، وكل فرد من الجماهير يدفع ليرى مصارعه المفضل وليس رومان رينز، إذاً فكرة الدفع مقابل مشاهدته هو بعينه أصبحت فكرة سخيفة وليست واقعية أساسا، فإن اقتصرت عروض المصارعة على رومان بعينه أمام خصم ما، سنرى الدوري المصري لكرة القدم، مدرجات خاوية على عروشها، سنجد الكراسي في المدرجات تستهجن رومان رينز وتشجع خصمه.

(ثانياً) : هل استهجان الجماهير لـ رومان رينز نجاحاً لشخصيته ؟!!!
متى يعتبر الاستهجان نجاح ؟ حالتين فقط هما من أعتبر استهجان الجماهير فيها نجاح للمصارع وللاتحاد :

1- تقديم المصارع للشخصية المكروهة : ويقوم فيها المصارع باستفزاز الجماهير أو معاداة مصارع محبوب أو الاثنين معا وهنا مجرد الوصول لصوت الجماهير وإطلاق أصوات الاستهجان يجعل المصارع في قمة سعادته فهو أدى المطلوب ونفذ المراد.

2- انقسام الجماهير على مصارع معين : هذه الحالة تنقسم إلى شقين أيضا، الشق الأول نجد فيها المصارع محبوب ويجد أصوات تشجيع صاخبة تقابلها أصوات صاخبة أيضا ولكن استهجان، وحدثت وتحدث باستمرار مع النجم الكبير جون سينا معشوق الأطفال والنساء ومكروه الرجال، كان الأمر في بدايته معه مقلق ولكن مع مرور الوقت أصبح من مسببات السعادة له وللجماهير على حد سواء وأصبح وسيلة للمرح بالعروض.

الحالة الثانية يكون المصارع يؤدي بالشخصية المكروهة ولكن جماهيره العريضة تفرض كلمتها وتطلق صيحات تشجيعها حتى وهو يحاول استفزازهم وإن وصل الأمر لتطاوله عليهم أحيانا، عاصرنا ذلك مع العظيم سي ام بانك في أوج تألقه بالشخصية المكروهة، ونجد ذلك الآن مع الاستثنائي أي جي ستايلز كلما ظهر.

فهل تنطبق الحالة الأولى والثانية بشقيها على النجم رومان رينز؟ قطعاً لا .. النجم يؤدي بالشخصية المحبوبة وأصبحت صيحات التشجيع قلما نجدها إن وُجدت من الأساس، فقط شاهدوا عرض الرو الماضي وتأملوا رد فعل الجماهير بمجرد رؤيتهم له، صوت الجماهير وحده كفيل بنقل وجهة النظر، كلمة الجماهير بألف مقال وتحليل.

ومن كل ما سبق نستنتج أن النجم رومان رينز لا يمتلك ما يؤهله لمكانة وجه WWE ، لا يصلح لأن يحل محل جون سينا الذي رغم كثرة غياباته سيظل وجه WWE الأول حتى يعلن اعتزاله، رومان ليس لديه مقومات النجم الأول، الجماهير لا تدفع لترى رومان رينز ولكن لمشاهدة عرض مصارعة ترفيهي يمتد لساعتين أو ثلاث ساعات، استهجان الجماهير ليس نجاحاً للشخصية ولكن كرهاً للمصارع نفسه واستياءاً من فرضه على الجماهير عنوة.

النجوم أصحاب وجهات النظر المزعومة والمؤيدة لما يحدث مع النجم معظمهم يكذب على نفسه ومحاولتهم للوصول لشيء ما دائما ما تبوء بالفشل، فلو كانت الإدارة تسمع للنجوم كانت لتسمع للجماهير، وما يحدث مع رينز يعكس مدى المعاناة التي تعيشها الجماهير في إيصال صوتها للإدارة واللا مبالاة التي أصبحت تملأ جوف فينس مكمان وتنفيذه مخططه للنجم دون النظر لأي اعتبارات أخرى.

صدق سي ام بانك عندما أطلق قنابله الكلامية في حلقته الإذاعية الشهيرة عندما صرح أن فينس مكمان أصبح مجرد رجل عجوز فاقدا للمسته الإبداعية، صدقت أيها المتمرد المضاد للسلطة.

فينس مكمان على المدى البعيد سيمحي إرث صهره تريبل اتش الحقيقي في عالم المصارعة، فكل ما أنجزه المسئول الأول عن المواهب وعرض NXT الخاص بنجوم المستقبل سيضيع هباءاً لأن مهما حاولت رفع نجومك الشباب سيكون دورهم مقتصر على شغل مكانة الرجل الثاني والثالث خلف خالد الذكر رومان رينز.

وفي النهاية .. أتمنى من فينس مكمان أن يعيد تفكير في الوضع كاملا وألا ينصاع وراء عناده الذي سيكلفه كثيرا ويجعل الجماهير تتنافر أكثر من العروض ويبكيه على اللبن المسكوب بفعل فاعل، ارحموا الجماهير التي تعاني لأن الوضع من سيء إلى أسوأ.

 

بقلم / أحمد زهران