تحليل || ماذا تعني كلمة “موهبة” في نظر الاتحاد مع ذكر مثال ؟!

تحليل || ماذا تعني كلمة “موهبة” في نظر الاتحاد مع ذكر مثال ؟!

الكاتب رامي علي بتاريخ 4 مايو، 2014




أكتب ذلك المقال وعلامات التعجب والحسرة تعلو وجهي، تلك الحالة التي يشاركني فيها أغلب عشاق المصارعة الحرة سواء من جماهيرنا العربية الواعية أو حتى جماهير المصارعة العالمية، والتي سببها الأول تسريح واحد من أفضل المواهب التي كنت متوسم فيه خيرا أن يكون أحد أفضل المصارعين بالاتحاد، ومشروع بطل عالم في مدة زمنية قصيرة وهو المصارع الويلزي “مايسون راين”.

بعد تسريح الموهوب مايسون راين قبل أيام قليلة؛ أدركت أن القيم والثوابت – الخاصة بانتقاء المواهب والأمور الخاصة بتصعيد الجدير بالتصعيد وتسريح الغير جدير بالتصعيد – لا وجود لها من الأساس، شئ وهمي لا يوجد من يعترف به، كيف يقوم الاتحاد باتخاذ قرار بتسريح مصارع أقل ما يُقال عنه أنه موهبة من الطراز الفريد قلما تجد مثله هذه الأيام؟

لنجيب على هذا السؤال لابد أن نستحضر بعض النجوم الحالية بالاتحاد التي حصلت على أكثر مما تستحق من مكانة وتواجد على الساحة :


– رايباك :


شهد عام 2012 بداية رايباك الحقيقية بعد التخلص من شخصية “سكيب شيفيلد” التي كان يؤدي بها في عصابة النكساس، وتم تقديم رايباك حينها على أنه الوحش الكاسر وملتهم النجوم، وشبهه البعض بالأسطورة الكبير “جولدبيرج” ولكن التشبيه ليس للمستوى المتقارب ولكن للشكل والأسلوب المتقارب فقط، أي أن أي مقارنة بينه وبين جولدبيرج ليست عادلة بأي شكل من الأشكال ورايباك نفسه يعلم ذلك.

محاولات رايباك المتعددة في السابق لنيل فرصة لمواجهة جولدبيرج – الذي كان على وشك العودة العام الماضي – تثبت أنه يرى في نفسه المصارع الذي يستحق المقارنة بينه وبين جولدبيرج، أو يحاول إقناع نفسه بذلك.

لكنه وللأسف الشديد فشل في جميع الفرص التي مُنحت له، بداية من فشله في بداياته كمصارع مستقل، مرورا بفشله في أداء بعض الحركات وعنفه ورعونته التي تصل إلى حد الحماقة، وحتى عندما وضعته الإدارة مع بول هيمان أثبت فشل كبير ولم يستفد من لحظة واحدة بجانب الداهية هيمان، بل وخرج في تصريح يؤكد أن تلك الفترة كانت عبارة عن مضيعة للوقت.

إذن فمن الذي يجب أن يتلقى اللوم على ذلك الفشل ؟ رايباك على عدم استغلاله الفرص؟ أم الإدارة التي وضعت ثقتها في مصارع غير موهوب؟ أم الجماهير التي لم تقتنع بإمكانياته ولم تؤمن بموهبته الغير موجودة؟ 


– بيج إي :


يختلف كثيرا عن رايباك تقريبا في كل شئ، فالأول رؤيتي له أنه غير موهوب وفشله منطقي ونتيجة حتمية لوضع الشخص الغير مناسب في غير مكانه، لكن ما ذا من مصارع موهوب ذو قوة بدنية تتحدث عن نفسها ولكن بدون استغلال صحيح لتلك القوة ؟

هكذا الحال مع النجم وبطل القارات الحالي بيج إي، والذي على وشك خسارته لقبه الذي لم يستفد من حمله بشئ ولم يضف للقب شئ يُذكر، مصارع ذو قوة حقيقية أرانا جزءا منها في فترة من الفترات ولكن للأسف الشديد استمر الاتحاد في إهدارها شيئا فشئ إلى أن بدأت تتلاشى، وتلاشى معها حماس الجماهير لذلك النجم الموهوب.

أعتقد أن مشكلة بيج إي الحقيقية تكمن في فشل الاتحاد في تقديمه بالطريقة المثلى، فنحن بحاجة إلى مصارع مدمر بمعنى الكلمة ذو قوة يستطيع بها مجاراة الكبار في زمن قياسي من بداياته مع الاتحاد، وهنا نذكر أن بيج إي كانت بداياته مع الاتحاد خلال صراع الشاب دولف زيجلر وصديقته حينها إي جي مع النجم الكبير جون سينا ودخوله كحارس شخصي للنجمة المذكورة، كيف يوظف الاتحاد قوة بيج إي لصالح مجرد نجمة بالاتحاد ؟! لماذا لم يتم تقديمه في ذلك العداء على أنه مصارع شاب ذو قوة بدنية يسعى لتدمير سينا لسبب ما بعيدا عن إي جي ؟!


– أليكساندر روسيف :


النسخة المُطورة من رايباك والذي يسعى الاتحاد من خلاله إلى تحقيق ما عجز في تحقيقه مع رايباك، تقديم روسيف للجماهير بتلك الطريقة أجده مبالغ فيه كثيرا وستكون نهايته سريعة بنتيجة شبيهة بتجربة رايباك وهي الفشل السريع والانحدار إلى أن نجده مصارع ثالث بجانب رايباك وكيرتس أكسل في فريق يجب أن يطلقوا عليه “رايباكسيف”. 

هذه هي المواهب في نظر الاتحاد المتبعة لسياسة التضخيم المبالغ فيها مع محدودي الموهبة لتقديم مصارع ذو قوة فتاكة مع إهمال من هم ذوي المواهب الحقيقية، حتى ولو رأت الجماهير جميعها خطأ وجهة نظر الإدارة التي لا تعترف بالخطأ إلا بعد فوات الأوان.


وهنا نتطرق إلى المصارع الذي بُني عليه موضوع التحليل .. “مايسون راين” !

– بداية مايسون راين :


بداية مايسون راين كانت بتدخله في نزال النجمين الكبار جون سينا وسي ام بانك “زعيم عصابة النكساس حينها”، واعتداءه على النجمين خاصة سينا ثم إعلانه عضوا جديدا بالنكساس وفتى جديد من فتين بانك.

زادت أسهم النجم بعدها لتصل إلى مكانة الأبطال في نظر الجماهير بعد إظهاره لقوة رائعة لا تشوبها شائبة ولا يتخللها أي خطأ سواء بأداء حركة تتطلب قوة بدنية أو ما شابه، وإسقاطه للوحش كين والعملاق بيج شو معا خير دليل على احترافيته، بل وصل الأمر إلى تشبيه البعض له بالوحش باتيستا وهنا أجده ندا قويا في المقارنة بل وأجد بدايات مايسون شبيهة ببدايات باتيستا ولكن مايسون أرى فيه بعض المميزات التي يتفوق فيها على باتيستا كالسرعة واللياقة والتجديد في الأسلوب.


– سحب مايسون راين من العروض بطريقة غير مبررة :

بعد فترة تألق عاش فيها النجم فترة نجومية مستحقة تم سحبه من العروض خلال مفاوضات الاتحاد مع باتيستا للعودة والتي كانت دون جدوى، تم سحبه بحجة افتقاره للحضور “الكاريزما” ومحاولة العمل على شخصية جديدة يتدرب عليها ويتقنها ثم معاودة الدفع به في العروض مرة أخرى، لم أكن أدرك ولم يخطر على بالي لوهلة أن الاتحاد سيقوم بتسريحه في يوم من الأيام وينتهي حلم الجماهير برؤية وحش كما ينبغي أن يكون.


– تسريح مايسون راين المفاجئ :

إذا كان تسريح مايسون راين من الاتحاد لأن تواجده في الأساس كان بهدف صنع باتيستا جديد يعوض باتيستا الذي رحل حينها، فما المانع من وجود وحشين شبيهين لبعضهما ؟! فكان يمكن بعد دفعة قوية لمايسون أن يقوم الاتحاد بتنظيم نزال بين الطرفين كالذي سعت له الإدارة أن يتم بين جولدبيرج ورايباك بريسلمانيا، أتصور أن نزال كنزال باتيستا مع مايسون راين كان ليُصنف من نزالات القمة وكان سيأخذ منعطفا لن تنساه الجماهير.

إذن .. مصطلح “موهبة” بالاتحاد يعني أن يقوم الاتحاد بإخراج مصارع ما من باطن الأرض، ومع شخصية جديدة، وقليل من الإكسسوارات المزيفة، وكثير من القوة البدنية، والنظرة الشرسة يكون الاتحاد قد أدى رسالته في الحياة وصنع موهبة “مصطنعة”، تأتي بعد ذلك عملية عرض السلعة التجارية وهي تحول المصارع الغير موهوب إلى موهبة يسعى الاتحاد إلى إقناع الجماهير بها رغما عنه عن طريق بعد الهزائم للمصارعين متلقيين الضرب، وإن لم تقتنع الجماهير بالموهبة الغير موجودة فالأماكن شاغرة بقسم الفرق الزوجية وأهلا ومرحبا بك في عالمك الجديد كمصارع محترف.

نلقاكم في تحليلات أخرى .. 

بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran



تابع صفحتنا الرسمية على الفيسبوك وتويتر: