جون سينا .. كسبتَ الإدارة وخسرتَ الجماهير!

جون سينا .. كسبتَ الإدارة وخسرتَ الجماهير!

الكاتب Yousef Abuseifin بتاريخ 27 أغسطس، 2014


صدمنا التغيير الذي قدّمه جون سينا لجماهيره، فبعد الظهور والتمهيد الأسطوري الذي قام به إلى جانب بول هيمان لعرض سمر سلام 2014، لم نتوقع أبدا أن يظهر جون ويقدم تغيرا لا يرقى أبدا لمستواه الفعلي ولقدراته التي يمتلكها، فقد حاول جون سينا تقدم شخصية جديدة لكن برأيي “الشخصي” لم ينجح بذلك على الإطلاق.

شخصية جون سينا الجديدة التي حاول الظهور بها في الرو الأخير تقوم على أساس “المحبوب الجاد أو المكروه”، فمشهد حواره مع الأساطير لم يكن مقنعا أبدا، وخصوصا مع شون مايكلز عندما حاول إظهار الحزم وتركه للأسلوب اللطيف أو الناعم الممزوج بالفكاهة أثناء الحديث.

جدية غير واقعية من جون سينا، تركته واقفا بالمنتصف لا محبوب ولا مكروه، وكانت ردة فعل الجماهير على ما ظهر به واضحة للغاية، ولم تتفاعل معه سوا فئة قليلة منهم، وهذا دليل على أن بقاءه على ما كان عليه سابقا كان خيرا له بكل تأكيد، إذ أن الجميع انتظروا سينا مكروها بمعنى الكلمة أو بقاءه محبوبا بمعنى الكلمة.

كما أن التهديدات التي أطلقها جون سينا لخصمه بروك ليسنر لم تكن لتجدي نفعا مع جماهيره بعد الأداء الذي قدّمه في سمر سلام، فكان من الأفضل إمّا أن يخرج إلى الحلبة ويعد جماهيره بتعويض خيبة الأمل، ويعترف لهم بإخفاقه السابق، وأنه سيحاول جاهدا كما عرفوه بأن يعيد اللقب المنتزع منه.

أما الشق الثاني لظهور جون سينا فكان في الحلبة، ولنعترف جميعا أنه كان مختلفا عن ذي قبل، أسرع وأكثر حماسة من السابق وهو أمر جيد للغاية، لكن تقليده لحركة الإسقاط الخلفي التي طرحه بها ليسنر لم يكن قرارا صائبا منه على الإطلاق، وتركيزه على استخدام نفس الحركة القاضية “تقويم السلوك” كان غلطة قاتلة.

فلو أراد جون سينا أن يظهر تغيرا في أسلوبه كان من الأفضل له ابتكار حركة قاضية جديدة غير تلك التي لا تقنع الجماهير بقوتها، وأثبت حينها أن جاد بالتغيير بالفعل، كما أن استعراض جون سينا لعضلاته على مصارع له مستقبل كبير مثل براي وايت كان خطأ لا يغتفر وسقطة شنيعة لفريق الإبداع.

فكم كان من المثير لو دخل جون سينا في نزال عنيف مع بيج شو أو مارك هنري أو العملاق كالي أو روسيف وقدّم أداءا حقيقا ومقنعا، لا أداءا استعراضيا على براي وايت الذي أُمر بالاستسلام قسرا لحركات جون سينا، وكان لمواجهته لبيج شو مثلا فوائد أخرى مثل إظهار شخصيته الطيبة والحفاظ عليه -كما ذكرنا مع تقديم تغيير بالأداء- بمصافحته لخصمه بعد انتهاء النزال بما أنهما يظهران بالشخصية الطيبة.

وكم كان من الأفضل لو واجه جون سينا مدير العمليات كين في حال إصرار فريق الإبداع على أن يخوض سينا نزال ضد مكروه، فهو يمثل السلطة الإدارية التي يترأسها تربل اتش، وهي التي سعت وعملت كثيرا من أجل إسقاط جون سينا وسحب اللقب منه كلّما أتيحت لهم الفرصة.

وكم أتمنى على جون سينا أن يصبح ذلك المتمرد خلف الكواليس وليس ذلك الفتى المطيع، لأنه يمتلك شخصية فريدة ومقومات المصارع الذي بإمكانه إنقاذ الوضع المزري الذي يفرضه فريق الإبداع برئاسة مكمان على العروض، لكنه قالها صراحة قبل أيام “أنا أفعل ما يطلبونه مني”، ولا ننكر أن ضمان وظيفته التي تدر ليه الملايين حق طبيعي له، لكنه بذلك كسب الإدارة في WWE وخسر الجماهير.

ولست أنا من أفول ذلك، بل الأرقام والإحصائيات الخاصة بعرض الرو، والتي أثبتت أن تأثير بروك ليسنر أصبح أكبر من تأثير جون سينا، حين انخفضت نسبة المشاهدات الخاصة بالعرض الماضي بنسبة ليست بقليلة عن الأسبوع الذي سبقه دون سينا، إذاً لتفهمها يا جون سينا ولتفهمها الإدارة “الجماهير تريد التغيير”.

بقلم: يوسف أبو سيفين