وجهة نظر: حين تصبح العداوات أفضل واهم من البطولات

وجهة نظر: حين تصبح العداوات أفضل واهم من البطولات

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 7 مايو، 2017


منذ ان انتهى مهرجان راسلمينيا بداية شهر ابريل الماضي وادارة WWE تعيش حالة من التخبط نوعا ما، خصوصا على صعيد سيناريوهات الاحزمة، والتى باتت باهتة للغاية اسبوعا بعد الاخر وجميع القرارت التى تتخذ بخصوصها تزيدها سوءا فى كلا العرضين الرو وسماك داون، وهو ما جعل المشاهدين يميلون اكثر الى العداوات الأخرى، وحتى العروض الشهرية انقلبت فيها الصورة ولم يعد حزام البطولة ذات اهمية واحيانا اخرى لا يتواجد من الاساس كما هو الحال فى بايباك الاخير.
بروك ليسنر وكما كان متوقع انتهى تماما من حزام بطولة اليونيفرسال وهو الآن متواجد فى احد ادراج منزله بدلا من ان يكون في الحدث الرئيسي لعروض الرو شانه شأن حزام الاتحاد فى عرض سماك داون والذي بات هو الأخر فى طريقه الى الضياع بعد ان بات يتنافس عليه مصارع مغمور مثل جيندر ماهال فصلته الادارة العام الماضي بسبب تدني مستواه. ولكن فينس ماكمان بات يفعل أي شئ من اجل حفنة نقود تأتيه من الهند.
وفى المقابل كان من المفترض ان تنتقل اهمية الالقاب الى الاحزمة الاخرى، وبالتحديد حزام القارات، الا ان تواجده برفقة دين أمبروز افقده بريقه تماما وتشوهت صورته بعد ان ابدع المتألق ذا ميز فى اعادة الاهتمام به من خلال سيناريو عداوته مع دولف زيغلر سابقا والذي جعله يضاهى حتى حزام البطولة الاكبر. دين أمبروز مصارع أكدت الايام ان الشخصية التى يقدمها شخصية “رمادية” لا تصلح كطيبة او شريرة ولا حتى المبالية. دين أمبروز يعتقد ان التواجد فى جميع العروض وخدمته لاتحاد المصارعة كافية كي ينال الاشادة، ولكنه مخطي تماما وان لم يلحق نفسه ستتناساه الجماهير مع انها فى طريقها لذلك.
انتقالات المصارعين بين العرضين اضرت تماما بعرض بايباك لتواجد بعض اطراف النزال فى عرض مختلف منعهما من المواجهة المباشرة واكتفيا بالفيديوهات المسجلة، وبالنسبة للاخوين جيف ومات هاردي فالأمر لا يختللف كثيرا، ففريق الابداع غير قادر على بناء سيناريو لهما وفى انتظار ما تسفر عنه مفاوضات الادارة مع اتحاد امباكت، كون مات هاردي سينطلق بشخصية المحطم وشقيقه جيف بشخصية كاريزما. لذا سيظل حزام الزوجي فى الرو معلقا بينهما مع شيمس وسيزارو.
اما عن حزام الولايات المتحدة فتبدو الامور اكثر اثارة بين كيفين أوينز وكريس جيريكو والفضل فى ذلك يعود الى كريس جيريكو سابقا والى اي جي ستايلز لاحقا، لا نريد ان نقلل من قيمة كيفين أوينز، بل على العكس فهو واحد من المصارعين الموهوبين للغاية فى الاتحاد ولكنه لوحده غير قادر على تقديم سيناريو عداوة مميزة ويحتاج دائما الى مصارع اكثر نجومية منه، تماما كما كان مع جون سينا، كريس جيريكو، والان مع اي جي ستايلز.
ولا داعي للحديث عن حزام الزوجي في سماك داون والذي قبل راسلمينيا وهو مهمش، مع انهما برفقة افضل فريق زوجي في الاتحاد حاليا واكثر ثنائي موهوب بالفطرة وهما الاخوين جيمي وجاي أوسو، والذين لم يدافعا عن الحزامين منذ وقت طويل للغاية وحتى الآن لا تبدو عداوتهما مع فاندانغو وتايلر بيريز واعدة على الاطلاق، خصوصا بعد ان مسخر الاخير نفسه وهو يقلد نكي بيلا اكثر من مرة. كما ان الفريق لم يسبق له ان حقق الفوز فى اي نزال منذ سبعة اشهر تقريبا.
لنأتي بعد ذلك الى العداوات والتى ستكون اكثر اهمية من البطولات كما هو الحال بين رومان رينز وبرون سترومان، وكذلك العداوة الكبيرة المتوقعة بين براي وايت وفين بالور. ولا ننسى العداوة المقبلة ايضا بين شينسكي ناكامورا ودولف زيغلر، خصوصا وان الاخير اثبت انه بارع تماما فى تقديم العداوات مهما كان خصمه منذ ايام البيرتو ديل ريو وكريس جيريكو وجون سينا وحتى ذا ميز أخيرا.
أما بالنسبة لساموا جو وسيث رولينز فما يفسدها هو سيث رولينز نفسه، فشخصية مثل ساموا جو تعتبر الة تدمير ولكنها الآن محدودة للغاية خوفا على سلامة الخصم وهو سيث رولينز والذي يتعرض للاصابة بكل سهولة، وهو بذلك يؤثر على صورة النجم ساموا جو والذي كان من المفترض ان يتم تقديمه كوحش مرعب يخيف به تربل اتش الجميع، ولكن كتاب السيناريو قاموا بقلب الوضع وجعلوا سيث رولينز الاقوى حتى لا يجوده فى نهاية العرض باحد المستشفيات.
ما يفتقده ساموا جو يجده فى المقابل برون سترومان والذي سيظل مدينا طيلة مشواره الاحترافي للنجم رومان رينز، والذي نجح فى تقديمه بأفضل صورة كأكثر المصارعين رعبا وتخويفا وبطشا، مصارع مثل رومان رينز يسهل المهمة تماما على الخصم، وهى شهادة اعترف بها افضل المواهب على مستوى العالم وهو أي جي ستايلز. سترومان وبعيدا عن الفقرة الفاشلة التى تم تقديمها بسيارة الاسعاف سابقا فعل كل ما يريد ليظهر قوته وجنونه فى رومان رينز. ولكم ان تفكروا ماذا كان سيحدث لمصارع آخر ان تلقى تلك الضربة التى تلقاها رومان رينز بالدرج الحديدي على صدره وهو ملقى على الارض بمنتهى العنف، وغيرها من الضربات العنيفة.
كل ما يتابع المصارعة حاليا بما فيهم كارهي رومان رينز انفسهم يتمنون ان لا ينتهى سيناريو العداوة بين رومان رينز وبرون سترومان لاستمتاعهم بما يقدمه الاثنين من مصارعة “خالصة” تذكرنا بأيام العصر الذهبي حين كان القتال فى الحلبة أهم من الحديث عبر المايكرفون، نزال رومان رينز وبرون سترومان فى بايباك خطف الاضواء من جميع النزالات، وانتهى بافضل طريقة بفوز يجعل من برون وحش الاتحاد الأول والدور المقبل سيكون امام بروك ليسنر.
تدني ارقام المشاهدة هو دليل على حالة التخبط التى يعيشها الاتحاد وهو جرس انذار مع وصول الارقام الى ادنى مستوى لها على الاطلاق، وهو أمر لا يحدث عادة بعد مهرجان راسلمينيا، الا ان ابتعاد حزام البطولة الاحمر مع غياب بروك ليسنر، وايضا فشل راندي أورتن في رفع شأن حزام البطولة وايضا اضافة جيندر ماهال الى الصورة اهم اسباب هذا التدني.

اعتذر لزوار الموقع عن غيابي الطويل عن الكتابة والتحليل الاسبوعي نسبة لانشغالي بأمور أخرى، وسأعود بدء من اليوم لعشقى للكتابة والتفاعل مع معلقى الموقع الاكارم والذين استمتع كثيرا بتعليقاتهم خصوصا من يهاجمونني بسبب رومان رينز… بالحديث عن رومان رينز.. هل تأكدتم من اهميته وعروض الرو تتدني ارقام مشاهداتها اسبوعا بعد الاخير بسبب غيابه عن العرض… أمزح فقط

 

كتابة: محمد بهاء الدين