رواية قصيرة: اللعبة (الموسم الثاني – الحلقة الثالثة)

رواية قصيرة: اللعبة (الموسم الثاني – الحلقة الثالثة)

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 8 سبتمبر، 2018


عمت الصمت فى الغرفة لبعض الوقت، ولم تجد رينيه يونغ اي كلمات تكسر به هذا الجمود، بينما نهض سيث رولينز وهو يتنحنح وينظر الى صديقه الذي لم يفارق مكانه بالقرب من الباب، ولكن فجأة انقض امبروز على سيث والذي تراجع للخلف قليلا خوفا مما سيحدث، الا انه تفاجأ بابتسامة دين وهو يحتضنه بقوة ويردد:
– سيث .. صديقي.. لقد اشتقت لك يا رجل.
ارتبك رولينز تماما لكنه قام بمجاراة دين وهو يرد عليه:
– اعذرني دين.. لقد كان اسبوعا صعبا للغاية علينا.. كيف حالك انت؟
ابعد سيث نفسه عن دين قليلا وواصل حديثه الحذر والذي كان يرمي من خلاله للتبرير عن ذلك المشهد الذي وجده فيه امبروز مع رينيه:
– لقد اتصلت بي رينيه وكانت قلقة للغاية عليك، اين كنت مختفيا مؤخرا؟
ابتعد دين بدوره عن سيث وجلس في احد المقاعد بعيدا عن الاثنين وقال وهو يعدل رباط حذائه:
– كما قلت.. ايام صعبة للغاية.. لقد كنت احاول الابتعاد عن هذه الاجواء فقط.. شعرت بأنني غير قادر على التحمل وسأنفجر.
وهنا تدخلت رينيه بعد ان لاحظت ان دين تجاهلها وقالت له بلطف شديد:
– دين .. هل انت بخير؟
رفع الاخير رأسه ورمقها بنظرة لم تفهم معناها ابدا.. ومن ثم رد عليها ببرود شديد:
– انا ؟ في افضل حال. لم اكن اريد ان ازعجك معي.
نهضت رينيه وجلست على حافة الكرسي معه ووضعت رأسه على صدرها وهو تحاول ان تمده بالكثير من الحنان لتعوضه عما فات، وقالت بصوت خافت:
– لقد خفت كثيرا.. انا اسفة لما ساقوله.. لكننى ذهبت الى رومان رينز فى السجن واخبرني بأنك كنت معه، ومن ثم قام بتهديدنا بالقتل جميعا، لقد كان شخصا مختلفا تماما. ارجوك لا تبتعد عني مرة اخري.
ابعدها امبروز عنه وهو ينهض من مكانه، وقال له دون ان ينظر اليها:
– اهدئي.. لا يوجد ما يخيف.. الرجل فى السجن ولن يخرج منه، وهو يهذي فقط ويحاول ان يشغلنا معه، لقد تحدثت اليه وكان فى ذات الحال.
وصل امبروز الى الباب والتفت الي سيث رولينز وهو يتفحص بنظرة طويلة ومن ثم قال له من خلال ابتسامة ساخرة:
– انا ذاهب.. هل تنوى البقاء هنا لفترة أطول؟
هزت الكلمات سيث رولينز وجعلته يسرع للحاق به وهو يردد:
– لا لا على الاطلاق، لقد اتيت الى هنا من اجلكما، ولكن يبدو ان كل شي بخير.
لم تفارق نظرات سيث رولينز رينيه يونغ حتي غادر المكان برفقة زوجها الذي كان يبدو فى عجلة من أمره.
انطلقت السيارة وبداخلها فردي فريق الدرع، ولا احد منهما يتحدث الى الآخر، فدين هو نفسه دين الغامض، بينما كان سيث لازال عقله في غرفة ذلك الفندق وما حدث بينه وبين رينيه يونغ وامبروز لاحقا.
– لقد عرفت ما حدثك معك فى عرض الرو.
قالها امبروز وهو يخرج سيث من حالة الشرود الذهني:
– يبدو اننى لست الوحيد الذي يعاني هنا، لكننى قررت ان اواجه تلك المشاكل بدلا عن الاختباء.
انتبه سيث رولينز الى ان دين امبروز يقود السيارة في طريق مختلف تماما عن طريقهما المعتاد، ومن دون ان يبعد نظره وهو يراقب معالم الشارع المكتظ بالسيارات قال:
– نعم.. لقد كنت متوترا جدا وضغطوا علي حتى اشارك فى العرض.. يجب ان اذهب لاطمئن على فين بالور.
ابتسم امبروز وضرب صدر سيث ممازحا وقال:
– لا عليك يا رجل.. مثل هذا الامور تحدث.. الكل سيتفهم.. جميعنا فى حالة سيئة.
شعر رولينز بألم شديد في صدره بسبب ضربة امبروز والتى كانت اقوى بكثير من كونها مجرد ضربة مزاح، وقال:
– بالمناسبة الى اين نحن ذاهبان؟
خرج امبروز عن الطريق فى تلك اللحظة وهو يتجه ناحية احد الملاعب الرياضية والتى كانت تغطيه اعلانات تروجيا لعرض سماك داون محلي سيقام فيه اليوم، ومع وقوف السيارة التفت امبروز الى رولينز وقال:
– لقد وصلنا.. بالمناسبة اريد ان اشكرك على دعمك واهتمام بزوجتي في غيابي.. انت فعلا اخ حقيقي.
حاول سيث ان يسرع بالتبرير وانه لم يتحدث الى رينيه ابدا طيلة غياب امبروز كما يعتقد هو، لكن الاخير كان قد ترجل عن السيارة وغادرها فى تلك اللحظة.
اسرع سيث بالخروج ايضا ولحق بامبروز وهو مصر على الادلاء بذلك التبرير، لكنه وجد نفسه يوجه اليه سؤال آخر اكثر منطقية:
– اسمع.. ماذا تفعل انت فى عرض سماك داون؟.. اليس من المفترض ان تكون فى اجازة؟ او ان تشارك فى عرض الرو ان قررت العودة؟
لم يتوقف امبروز او يقلل من سرعته وهو يدفع باب القاعة الضخم وقال لصديقه دون ان يعرف ان لحق به فى ذلك الممر ام لا:
– لقد كنت اتحدث الى تربل اتش، وطلب مني ان اشارك فى هذا العرض تحديدا، اظن انها رسالة للجميع بأننا بخير ولا شئ سيوقفنا، وحتى انا وجدتها فرصة لمقابلة الاخوين اوسو ونايومي بعدما حدث.
حاول سيث ان يستفسر اكثر من دين، الا انه توقف حين سمع صوت هاتفه المحمول واخرجه من جيبه ليجد المتصل هي رينيه، فتوقف قليلا وترك امبروز يتقدم وتابعه حتى دخل الى غرف تغيير الملابس، ووجد لنفسه هو ايضا مكانا في احد الممرات الضيقة ليتحدث مع رينيه.
ظن سيث ان الاخيرة اتصلت لتعرف ما حدث بينه وبين دين بعد ان غادرا، وكان على وشك اخبارها بأن كل شئ بخير ودين لم يشك فى شئ ابدا، لكن صوت الاخيرة وهي تهتف مذعورة شتت جميع تلك الافكار.
– سيث … اين انتم؟.. هل لازلت مع دين؟.. انه فى خطر.. سوف يقتلونه.
تجمدت الدماء فى عروق رولينز، وانتقل الذعر اليه وهو يتحدث الى يونغ:
سيث: ماذا تقولين.. من سيقتله؟
رينيه: لقد وجدت رسالة فى زجاج سيارتي حين غادرت بعدكما، مكتوب فيها هل ودعتي زوجك جيدا؟ لانها آخر مرة ستشاهدينه فيها”.
لم يكمل سيث المكالمة واسرع للحاق بدين أمبروز والبحث عنه فى غرفة تغيير الملابس، وهناك وجد العديد من المصارعين، لكنه جذب الاقرب اليه وكان اي جي ستايلز، والذي لم يدع سيث يتحدث وقام بوضع يده على عنقه ودفعه بقوة ناحية الخزانة وهو يهتف:
– هل لديك الجرأة حتى تأتي هنا ايضا، فين بالور على وشك الموت بسببك، لن اتركك بعد ما فعلته مع صديقي.
حاول سيث ان يخلص نفسه من قبضة ستايلز القوية وهو يتحدث بصوت مخنوق:
– ليس الان، دين أمبروز فى خطر، هناك شخص ما يحاول قتله هنا.
تدخل بقية المصارعين لابعاد الاثنين عن بعضهما، واتى صوت سيزارو وهو يقول لرولينز:
– كان هنا لكنه غادر برفقة الاخوين جيمي وجاي اوسو.
بدأ رولينز فى التقاط نفسه وهو يغادر الغرفة مسرعا، بينما كان بقية المصارعين يمسكون بستايلز والذي كان يكيل السباب والشتائم لرولينز ويتوعده بالانتقام.
فى غرفة اخرى فى نفس القاعة جلس دين أمبروز والاخوين جيمي وجاي أوسو بعد ان انضمت اليهم نايومي، كانوا يسرقون بعض الدقائق قبل انطلاقة العرض وكأنهم اسود تلعق جراح معركة شرسة خاضوها مؤخرا، كل منهم له همه وكل منهم يلوم نفسه على ضياع صديقهم وابن عمهما المحبوب، وكذلك رحيل رئيسهم بطريقة بشعة.
لكن وفى اثناء حديثهما انتبه جيمي لدين امبروز والذي كان ينهض من مكانه ببطء شديد وهو يركز نظره على نقطة معينة، صمت الجميع وسأل جيمي عن ما يحدث، فرد دين بصوت خافت جدا وهو يشير الى جيمي بالسكوت:
– هناك شخص معنا فى الغرفة.
كان امبروز يتحرك ناحية صندوق ضخم عادة ما توضع فيه ادوات فريق المونتاج الكهربائية، بينما انتبه جيمي الى حبل يخرج من ذلك الصندوق، وبدأ يتابعه ليعرف الى اين يصل، وفجأة صرخ دين امبروز:
– انتبه …!!
وقفز دين ليدفع كل من جيمي وجاي بعيدا، في نفس اللحظة التى انقطع فيها ذلك الحبل لتسقط اباجورة ضخمة من اعلى السقف عليهم.
انفتح باب الغرفة بعد ان ركله سيث رولينز ليدخل ويرى مشهدا مرعبا للغاية، دين امبروز والاخوين اوسو على الارض والدماء تسيل على ارضية الغرفة.
نهض امبروز وهو يتألم بينما كانت نايومي تطلق صرخة مذعورة، وفي نفس الوقت نهض جاي اوسو وهو يمسك برأسه، لكن جيمي كان جثة هامدة والابجورة تغطي رأسه المهشم تماما.

.. يتبع

 

الكاتب: محمد بهاء الدين