عيادة الدكتور سايكو دوك | المريض جون سينا يشتكي من الجمهور، وبماذا نصحه الطبيب؟

عيادة الدكتور سايكو دوك | المريض جون سينا يشتكي من الجمهور، وبماذا نصحه الطبيب؟

الكاتب محمد المكي بتاريخ 4 أكتوبر، 2015


سينا

مرحبا بكم أعزائي الزوار في عيادتي الخاصة والتي استقبل فيها العديد من المشاهير والاسماء الكبيرة في عالم الترفيه حول العالم، وأعرف انكم هنا لمشاهدة نجومكم المفضلين في المصارعة الحرة مثل جون سينا، دانيال براين، اندرتيكر، بروك ليسنر، سي ام بانك وغيرهم. نعم انهم زوار عندي ويأتون الى باستمرار للتحدث عن الصعوبات التي تواجههم في الحياة الخاصة والعامة، ومن ثم السماع للنصائح التي أقدمها لهم، وكلنا يعرف ان الذهاب الى الطبيب النفسي لا يعنى بالضرورة ان تكون مجنونا، وان كان ذلك لا يبرأهم كلهم من هذه الصفة، وعلى خلاف بقية الأطباء سأكشف لكم بعض المحادثات التي جرت بيني وبين هؤلاء المصارعين. ولكن قبل ان تبدأوا القراءة اود ان اخبركم انكم أيضا تتوهمون لا يوجد شيء اسمه سايكو دوك في ارض الواقع وان هذا فقط من نسيج خيالكم لحوجتنا جميعا الى طبيب نفسي يستمع الينا باهتمام.

المريض الأول: جون سينا.

سينا: مرحبا دكتور سايكو، أسمي جون سينا وانا مصارع في اتحاد الدبليو دبليو أي، لابد أنك تعرفني اليس كذلك.

سايكو: لا يا عزيزي فانا توقفت عن المصارعة منذ وقت طويل، ليس لدي وقت للتلفاز أو غيره، ولكنني معجب بما تفعلونه هناك. وقبل ان تبدأ الحديث أود اخبارك ان العديد من زملائك يأتون الي باستمرار وذلك نسبة لطبيعة عملكم والتي تجعلكم تعيشون في عالمين مختلفين، اذن أخبرني عن مشكلتك سينا.

سينا: لا أعرف كيف أصف لك الأمر بعد ان ذكرت أنك لا تتابع المصارعة، ولكنني سأحاول ان أكون واضحا قدر الإمكان، حسنا ؟؟ انا بالنسبة للدبليو دبليو أي وهى مكان العمل الذى اعمل فيه، النجم الأول على الاطلاق، وظللت في تلك المكانة قرابة العشر سنوات دون ان يتمكن احد من احتلال مكاني، فانا الأكثر مبيعا للمنتجات، والأكثر مشاركة، والأكثر تحقيقا للألقاب، ودائما ما أكون في الحدث الرئيسي في أي عرض شهري كبير او حتى في العروض الأسبوعية، واتلقى اكبر راتب في الشركة، واقوم بتسويق جميعا ما يطلب منى، حتى إنني سمعت انهم يلقبونني بالدجاجة التي تبيض ذهبا، وفوق كل ذلك لا اتوقف عن فعل الخير متى ما وجدت الوقت لذلك، ولقد تمكنت من تحقيق امنية اكثر من 400 طفل في الولايات المتحدة. وفى الحلبة دائما ما أكون في صف الخير، ولم أقدم الشخصية الشريرة على الاطلاق واظهر جانبي الإنساني دوما وارفض ان اتغير مهما كانت الظروف، انها رسالتي للمجتمع، لا تتغيروا ولا تستسلموا اطلاقا.

سايكو: رائع رائع جدا عزيزي سينا، تبدو أقرب للأسطورة بالنسبة لهؤلاء الناس، اذن ما الذي يزعج رجلا شبه كامل مثلك، ما الذي ينقصك سينا ولماذا انت حزين لهذه الدرجة؟

سينا: هذا ما ينقصني سيدي، ان يعرف الجميع إنني شبه كامل ومع ذلك لا أجد الاحترام منهم، لا أعرف كيف يهتف جمهور المصارعة ضدي دون أي سبب، ومهما فعلت. سمعتهم يرددون خلف الكواليس ان على ان اغير شخصيتي وان أصبح شريرا حتى تشجعني الجماهير، اليس هذا جنونا، كيف يمكن ان نشجع من يتخلى عن مبادئه ويعتدى على الناس ويضرب الجميع، في أي عالم نحن ليحدث ذلك، اليس من المفروض ان نحاسب من يخطئ، اليس من المفروض ان يعاقب القانون المخطئين، الم يتم تربيتنا على ذلك، الم يتم تحذيرنا من الأشرار وأصحاب القلوب السوداء؟ كيف اذن أصبح قدوة للأطفال ان فعلت ما يطلب منى، كيف أعلمهم ان الشرير هو من ينتصر وهو من تهتف له الجماهير، وكيف يمكن ان اذهب الى طفل مريض لمواساته وانا قبلها كنت قد ضربت أحدهم واعتديت عليه من غير سبب، كيف …

سايكو: سينا سينا، عزيري انتظر لحظة من فضلك.

سينا: انا اسف يبدو إنني أطلت في الحديث دون اقصد.

سايكو: لا عليك فانت هنا من اجل ان تتحدث وانا أنصت، ولكنني أوقفت لأنك كدت ان تنهار، كما إنني لاحظت مدى الحزن في صوتك، لذا عليك ان تنصت لي انت هذه المرة، فانا عادة ما اجعل المريض يتحدث في الجلسة الأولى لوحده ومن ثم نخصص له جلسات أخرى للنقاش، واعذرني ان وصفتك بالمريض فأنا عادة لا أطلق هذه الصفة على زواري.

سينا: لا عليك أيها الطبيب، اود حقا ان اسمع نصيحتك.

سايكو: نصيحتي لك ولكل من سيستمع الي حوارنا هذا اليوم، ان لا تتغير على الاطلاق، اعرف إنك اتيت هنا لتسمع الى نصيحة مختلفة عن هذه ولكن للأسف انت مخطئ، ومع ذلك محق بعض الشيء، نعم الجماهير ستهتف لك ان أصبحت شريرا وسيتغير الوضع تماما الى الأفضل، ولكن صدقني لن يدم طويلا وستجد نفسك قد فقدت اهم شيء يملكه الانسان، وهو الثقة في النفس. انت حاليا مصدر الهام للكثير من الناس دون ان تدري، فمن يجدك تعاني كل هذه المعاناة وترفض ان تتغير وانت تعلم أنك ان فعلت ستصبح سعيدا، سيفكر الجميع في كيف لرجل مثلك ان يتحمل كل هذا ويصبر؟ وقد يستلهم الكثيرون من مشكلتك هذه ويتعلمون الصبر أيضا على المصائب التي يعانون منها، تماما كما تفعل انت.

سينا: ولكن لماذا تريد الناس ان تري شخصا شريرا لتهتف له؟

سايكو: لا أحد يحب الشر على الاطلاق، هذه معلومة وحقيقة لا تتغير، لا أحد يفضل الشر على الخير، ولكن هناك أمر مهم بخصوص الشر والخير يجب ان تفهمه لتفهم ما يحدث مع المصارعين حاليا. عزيري سينا جميعنا يوجد في داخلنا الشر والخير، ولدنا هكذا وسنموت هكذا، لدينا شر كامن قد يخرج بعض المرات حين نغضب، وتتفاوت مقدرة البعض في السيطرة على الشر الذي في داخلهم وهو ما يقسم الناس بين الشر والخير. فأكبر وأشرس المجرمين فيه بعض الخير، واطيب الناس فيه بعض الشر.

سينا: معلومة رائعة ومفيدة دكتور سايكو، ولكن لماذا انا بالذات، هناك مصارعين اشرار وهناك طيبون، يمكنهم ان يهتفوا لمن يريدون، لماذا يردون تغيري انا بالتحديد.

سايكو: اتفهم سبب استغرابك وسأشرح لك بالتفصيل، فانت كما قلت في بداية مقابلتنا الأول والأفضل والاشهر، ومن هنا تأتي أيضا معاناتك، فأي شخص فينا يرى نفسه الأفضل وحين نتابع فيلما او غيره نرى أنفسنا مكان البطل، وبالنسبة للمصارعة جميع الجماهير كانوا يرون أنفسهم مكان جون سينا. لذا حين يحدث موقف يتطلب تصرف غير اعتيادي، مثل اعتداء مصارع اخر عليك فتقوم انت بمسامحته، هذا أمر لا يحدث على ارض الواقع، وأي شخص فينا يتمنى ان يتم تدمير ذلك العدو، فيخرج بعض الشر الذي في داخلنا للقيام برد فعل يختلف تماما عما نفعله عادة.

حين يعتدي عليك مصارع يتمنى الجمهور ان تتصرف بعفوية مثلهم وتقوم بإظهار الجانب السيء فيك وتعتدى عليه اسواء مما اعتدى عليك، ليس هذا وحسب، بل تواصل ضربه حتى تقوم بتدميره تماما. انت في هذه اللحظة اشبه بالمتنفس لهؤلاء الجماهير، ويرون من خلالك ما يودون فعله في حياتهم اليومية، فمن فينا لا يريد ان يصفع مديره في العمل، ومن لا يريد ان يخالف الشرطي او حتى مخالفة القوانين لمرة واحدة. لذا كما قت لك قبل قليل، لا تتغير تماما وتصبح شريرا ولا تظل كما انت، فحين تكون مثاليا للغاية تصبح اشبه بالخيال وشخصية غير قابلة للتصديق، وتبتعد بذلك عن واقع الجمهور البسيط. كن كما انت ولكن اظهر شرك في اللحظة المناسبة، ولكن احذر، اعمل بهذه النصيحة بها فقط في مجال عملك، كونه يعتمد تماما على الضرب والصراع، ولكن على ارض الواقع لا تتخلى ابدا عن المثالية وانصحك بأن تكون مسامحا لأبعد الحدود.

سينا: لقد إثر كلامك فيني كثيرا أيها الطبيب، ويبدو إنني لن انام الليلة لأفكر فيما قلت له. انا سعيد بقدومي الى عيادتك، ويبدو إنني سأدخلك أكثر في حياتي والشخصية منها أيضا، فلدي بعض الصعوبات هناك اود ان اسمع رأيك الحكيم فيها.

سايكو: لا عليك سينا، انه عملي فقط، وأود حقا ان اسمع الكثير عنك وعنك حياتك الشخصية، فلدى العديد ممن يودون ان يتعرفوا عليك أكثر.

زورونا مرة أخرى في عيادتي حتى لا تفوتك جلستي المقبلة مع النجم جون سينا والتي ستكون أكثر اثارة من هذه الجلسة كونها ستسلط الضوء على احداث ومواضيع خارج الحلبة لا يعرفها الكثيرون منكم.

اعداد: محمد بهاء الدين