مقالات الزوار| فضائح مدوية لا تعرفها عن عالم المصارعة الحرة (1)

مقالات الزوار| فضائح مدوية لا تعرفها عن عالم المصارعة الحرة (1)

الكاتب يوسف أبوسيفين بتاريخ 4 سبتمبر، 2014


تحية حب واحترام نجددها لكل زوارنا وقرّائنا الكرام الذين نلتقيهم مجددا في الفقرة التي تعتبر منهم وإليهم، والتي ننشر من خلالها إبداعات الزوار الكرام، ونحث كل من يمتلك الموهبة على عدم التردد بإرسال مقالات على الإيميل المذكور بأسفل الصفحة، ونقدم لكم هذا التقرير المميز الذي سينشر على شكل سلسلة لتسهيل قراءته بسبب زعم المعلومات التي قدمها، نترككم مه هذه الفقرة المميزة:

إن كنت تعتقد ان المصارعة الحرة هى ما تشاهده فى الحلبة فقط، او حتى فى المقابلات التى تجرى فى الصحافة، فأنت مخطئ بالتأكيد، فتلك الرياضة التى لا تشبه بقية الرياضات تحدث فيها خلف الكواليس وفى المكاتب المظلمة ما لا يعرفه أحد.

ولكن بين الحين والاخر تخرج بعض الأمور عن السيطرة وتفلت من بين الايادى لتجد طريقها لمن يتربصون على الدوام وهم ينتظرون أى خطأ ولو وإن كان تافها ليشعلون به فتيل الاحداث، وهذه الاخطاء والهفوات هى ما تهمنا هنا وسنجمعها للقارئ الكريم ليعرف اكثر عن رياضته المحببة، حتى وإن كان أكثر مما يتخيل.

1-  مجزرة الدبليو سي دبليو WCW فى لندن

لمن لا يعرف المصارع سايكو سيد، فهو نفس الرجل الذى كان يعرف فى اوقات مجده بأسم سيد فيشوس، ذلك المصارع ذو العضلات المفتولة والذي بدأ مسيرته مع الدبليو سي دبليو مع نهاية الثمانينات الماضية بنفس الأسم وأبهر الجميع هناك بقوته ومهارته فى الحلبة، حتى قررت الدبليو دبليو اف التعاقد معه فى 1991 وقام بتغيير أسمه الى سيد جاستس.

ولعب سيد العديد من المباريات التاريخية هناك الا ان حبه لرياضة الكرة الناعمة جعل الاتحاد يرفض تجديد عقده ليعود مرة أخرى الى اتحاد الأول الدبليو سي دبليو فى عام 1993، وهو نفس العام الذي شهد واحدة من أشهر فضائح المصارعة الحرة حتى الان، والتى جعلت وسائل الاعلام على مختلف اتجاهاتها تفتح النار على المصارعة الحرة وتصف المصارعين والمتابعين لها بالهمجين ومتعاطو المنشطات. وكانت مدينة بلاكبرين فى انجلترا مسرحا لتلك الحادثة الدموية.

ففى يوم 27 اكتوبر من العام 1993 كان اتحاد الدبليو سي دبليو متواجدا فى انجلترا من اجل تقديم بعض العروض هناك خلال جولتهم السنوية حول العالم، وفى تلك الليلة بالتحديد كان كل من سيد فيشوس وأرن اندريسون وريك فلاير يجلسون على بار احدي الفنادق، ودار بينهما نقاش اخذ يحتد مع مرور الوقت خصوصا بين سيد فيشوس وريك فلاير فتدخل اندرسون غاضبا وطلب من فيشوس عدم اهانة صديقه فلاير والكف عن الصراخ فى وجهه.

وفى تلك اللحظة تدخلت قوة من افراد الشرطة البريطانية وطالبوا الجميع بالذهاب الى غرفهم بعد ان لاحظوا أثار الشراب عليهم، وبالفعل امتثل الثلاثى لأوامر الشرطة ولكن ليس لوقت طويل، حيث قرر سيد فيشوس الذهاب الى غرفة اندرسون لتسوية الخلاف ولكن ما كان ينويه اختلف تماما عما حدث، فعاد النقاش الحاد بينهما حتى قام فيشوس بضرب اندرسون بالكرسى على رأسه، وعلى الفور رد عليه اندرسون بضربات قوية حتى وجد الاثنين نفسيهما يحملان مقصات صغيرة وأخذا يتبادلان بها الطعنات القاتلة.

ولكن قوة سيد فيشوس جعلته يتفوق تماما على اندرسون فى تلك المعركة، وفى حين تلقى هو أربعة طعنات فى صدره تلقى اندرسون المسكين عشرين طعنة متتالية جعلته يفقد الكثير من الدماء، وكان الأسوء أن يحدث لولا تدخل المصارع كولد سكوربيو فى الوقت المناسب منقذا بذلك حياة اندرسون قبل فوات الأوان، وعلى الفور تم نقلين الاثنين الى المستشفى واجتهد الاطباء كثيرا لانقاذ حياة اندرسون بعد فقده للكثير من الدماء فى طريقه الى المشفى.

ولكن رغم ذلك لم يتقدم أى واحد منهما ببلاغ الى الشرطة في حين اكتفت الاخيرة بالتأكد من مغادرتهما للبلاد فورا، وفى كواليس الدبليو دبليو اي كان الرئيس ايريك بيشوف يغلى من شدة الغضب وهو يري اثنين من أشهر وأهم مصارعيه يتصرفان كالمراهقين تماما، وعلى الفور قرر أتخاذ اجراءات تأديبة فى حق سيد فيشوس فتم طرده فورا من الدبليو سي دبليو، وفى حين كان الاخير المنافس الأول على حزام البطولة ضمن السيناريو الموضوع وقتها، اجرت الدبليو سي دبليو تغيرات سريعة بوضع ريك فلاير مكان سيد للمنافسة على الحزام. لتكون هذه أخر فصول أبشع وأعنف سيناريو حقيقى فى تاريخ مصارعة المحترفين.

2- تحطيم ماكدونالد واعتداء على الشرطة

فى بداية ثمانينات القرن الماضي كان هناك مصارع أسمه كين باتيرا، لم يسمع به الكثيرون ولكنه كان بطلا للقارات فى الدبليو دبليو اف وقبلها رياضيا فى الاولمبياد، أما عن صديقه الذي اشترك معه فى هذه الفضحية فهو ماسا سايتو والذي لم يكن معروفا مثل باتيرا، وفى حين كان الاثنين من ألد الاعداء داخل الحلبة كان الوضع يختلف تماما فى الخارج، حيث كان باتيرا وسايتو صديقين مقربين يمضيان الكثير من الوقت معا فى التنزه والتسكع.

وفى شهر أبريل مع العام 1984 ذهب كل من كين باتيرا وماسا سايتو الى مطعم ماكدونالد الشهير لطلب بعض الطعام ولكن وقت حضورهما كان متأخرا نوعا ما ووجدا الابواب مغلقة، وفى حين كانت خدمة الشراء من السيارة ما زالت متوفرة للزبائن لكن دون وجود بائع يقدم الخدمات لهم.

فأصر باتيرا على شراء الوجبة التى يريدها، ولكن المسؤولين عن المطعم في ذلك الحين قدّموا لهما الاعتذار وطلبا منهما العودة لاحقا. لم يعجب الحديث باتيرا وأخبرهم من هو وعن شهرته الكبيرة كمصارع فى الدبليو دبليو اى وظل يصر على الحصول على مراده، الا أن ذلك كله لم يقنع ادارة المطعم وأكدوا لباتيرا أن الالتزام بأوقات العمل هم أحد أهم قوانين وشعارات المطعم، وانهم لن يقدموا له الوجبات مهما كان أسمه أو أي شخص أخر سيأتى فى تلك الاوقات.

وفى تلك اللحظة تأكد باتيرا تماما ان الحديث واضاعة الوقت لن يفيده فى شئ وأنه لن يحصل على أى وجبة من هذا المطعم فقرر فورا الرد عليهم ولكن بشكل مختلف تماما، وكان ذلك الرد فى شكل صخرة كبيرة القاها المصارع بكل عزمه ناحية الزجاج الأمامى للمطعم فحطمه تماما وغادر المكان على الفور.

عاد المصارعين الى المطعم برفقة زملائهما فى اتحاد الدبليو دبليو اى في وقت لاحق، ولكن لم يمض وقت طويل حتى تم استدعائهما فورا ليجدا اثنين من افراد الشرطة بانتظارهما وطلبا منهما الذهاب معهما الى قسم الشرطة فورا، وبدلا من اتخاذ القرار الحكيم والامتثال لأوامر الشرطيين قرر كين باتيرا وماسا سايتو اكمال اليوم على نفس الطريقة الغبية التى بدأها به، فرفضا الذهاب مع الشرطيين بحجة انهما سيحضران لاحقا لوحدهما دون جلبهما عنوة.

وقوبل هذا الطلب بالرفض الشديد من الشرطة فما كان من المصارعين الا وان بدأ فى مقاومة الشرطيين بالقوة واعتديا عليهما، وفى تلك المعركة تمكن كين باتيرا وماسا سايتو من التفوق على اكثر من عشرة رجال شرطة من بينهم إمراة اضطرت فى النهاية الى أخراج مسدسها ووضعت فى وجه باتيرا وطلبت منه عدم التحرك نهائيا والا ستقوم بتفجير وجهه.

وعلى الفور لاحظ باتيرا علامات الجدية فى وجه الشرطية ومدى الغضب الذى كان ظاهرا فى عينيها وأتخذ القرار الحكيم الوحيد طيلة ذلك اليوم وتوقف عن الشجار فورا، وتم اقتياد المصارعين الى قسم الشرطة وحرر بلاغين ضدهما بالتخريب ومقاومة الشرطة اثناء تأدية عملها، وحكم على الاثنين بالسجن لمدة عام كامل قضيا فيه ست أشهر فقط وخرجا لحسن السير والسلوك، بينما ذكرت روايات أخرى أن سايتو مكث فى السجن لمدة عامين كاملين.

أما تبعات تلك الحادثة فاستمرت طويلا لبعض الوقت، ففى الدبليو دبليو اف تم الاستغناء عن المصارعين فورا وقطع الاتحاد علاقته بهما، ولكن بعد عام واحد فقط قرر فينس ماكمان اعادة كين باتيرا لمواصلة مشواره معه بينما اتجه ماسا سايتو الى اليابان موطنه الاصلى.

وعن تفاصيل الحادثة على لسان باتيرا فقال النجم انه لم يحطم زجاج ماكدونالد ولا يمكنه ان يفعل شئ غبي مثل هذا، ولكن أحد المسؤولين فى الدبليو دبليو اى هو من فعل ذلك وقرر ان يتلقى هو اللوم حتى لا تتضرر سمعة الاتحاد إن عُرف الاسم الحقيقى للشخصية التى اعتدت على المطعم.

وقال ايضا ان فينس ماكمان كان يساعده على الدوام وظل يقدم له الدعم المالى حتى انتهت تلك الأزمة، أما عن حادثة الشرطة فكان تفسيرها عند باتيرا أن افراد الشرطة حين طرقوا باب الغرفة كانوا يسألونهم ان كانت هنالك فتاة برفقتهم، وأن تعامل أفراد الشرطة كان مستفزا خصوصا وان أحد المصارعين كان يابانيا لا يتسطيع فهم اللغة الانجليزية جيدا وتسبب ذلك فى وقوع سوء تفاهم تطور مع مرور الوقت، ولكن باتيرا نفى تماما ما كتب فى الصحافة ذلك الوقت وأكد ان الموضوع كان بسيطا للغاية.

بقلم: محمد بهاء الدين

ملاحظة: لا يحمل موقع المصارعة الحرة أية مسؤولية حول صحة المعلومات التي وردت في الفقرة، وتعود صحة المعلومات على كاتبها.

لإرسال مقالاتكم يرجى استخدام الايميل التالي: [email protected]