هل حقا ستتصدر السيدات الحدث الرئيسي فى عرض راسلمينيا 35 المقبل، هل وصلنا اخيرا الى تلك المرحلة فى عالم مصارعة المحترفين، روندا روزي وتشارلوت فلير وبيكي لينش فى ختام واحد من أهم واعرق الاحداث الرياضية الترفيهية على مستوى العالم. كيف اقتنع فينس ماكمان على الرغم من تعنته المشهور، وكيف ستتقبل الجماهير ذلك النزال، والأهم كل ذلك هل تستحق السيدات هذه المكانة وهل هن قادرات على الرد على جميع تلك الشكوك.
المصارعة الحرة هي عالم خاص بالرجال فقط، ومع تقدرينا واحترامنا للسيدات والمكانة المميزة التى وصلن اليها والتطور الكبير الذي حدث فى قسم السيدات، الا ان جميعنا غير قادر على تخطي تلك النقطة التى كانت المصارعات يقفن فيها وغير مسموح لهن بتخطيها، وهى المشاركة فى العروض الاسبوعية والشهرية وتقديم مستويات تتفاوت بين المميزة جدا والمقبولة.
ثورة السيدات التى تم اطلاقها اخيرا مع ظهور النجمة بايج اولا من قسم NXT ومن بعدها الرباعي المميز تشارلوت وبايلي وبيكي وساشا بانكس، هي ما غيرت قواعد اللعبة، خصوصا مع الدفعة القوية التى كان يقف وراءها تربل اتش وزوجته ستيفاني ماكمان، وكان الأمر وقتها يحتاج الى القليل من المستوى المميز فى الحلبة حتى تتواصل تلك الدفعة وهو ما حدث فعليا، فبدأت السيدات فى احتلال الاحداث الرئيسية فى العروض الاسبوعية ومن بعدها الشهرية.
لينتقل القسم الناعم بعدها الى مرحلة أخرى بدأت مع انضمام الظاهرة روندا روزي، ومع الهالة الاعلامية التى تحيط بها صار قسم السيدات قادر على مقارعة الرجال من حيث أهمية وتصدر الاحداث. لكن كل ذلك لم يهيئنا او يلفت انتباهنا الى ما هو قادم، وهو سحب البساط من اقدام الرجال فى عالمهم الخاص، والوصول الى المكانة المقدسة فى المصارعة الحرة وهو تصدر عرض راسلمينيا.
لكن وقبل ان ننتقد هذا القرار او ندعمه، علينا ان نجيب على سؤأل مهم للغاية، وهو.. ما هو البديل؟؟ اذا لم تعطى الادارة ذلك الحدث الى السيدات، فمن كان يجب ان يتصدر عرض راسلمينيا 35؟ والاجابة هى نفسها التى ستعيدنا الى نزال السيدات الثلاثي فى الحدث الرئيسي. الخيارات بالنسبة للرجال تنحسر بين سيث رولينز ضد بروك ليسنر، ودانيال براين ضد كوفي كينجستون. نزالين على حزامي البطولة الحمراء والزرقاء. بينما تم ابعاد رومان رينز عن الواجهة لينافس درو ماكينتاير وكذلك الحال بالنسبة للغائب لأول مرة اندرتيكر والمشكوك فى أمره جون سينا.
النزال الآخر والذي سيحظى بأهتمام قد يتجاوز جميع النزالات التى ستقام فى تلك الليلة، هو النزال الثأري بين تربل اتش وباتيستا، ولكن مثل هذه النزالات التى تضم احد الاساطير عادة ما لا يوضع فى خانة الحدث الرئيسي، شأنه شأن مواجهة كيرت أنجل الاعتزالية.
اذن وبالعودة الى نزال السيدات الثلاثي بين تشارلوت وبيكي وروندا روزي، علينا ان نعترف انه لن يكون اسوأ من بقية النزلات التى وضعتها الادارة فى عرض راسلمينيا هذا العام، وبدلا من التسأول عن احقية السيدات بتلك المكانة من عدمها، علينا ان نوجه سؤال آخر تماما، وهو .. ما الذي يحدث فى راسلمينيا هذا العام، وهل حقا هذه هي قائمة النزلات التى سنشاهدها فى تلك الليلة.
لماذا سيواجه سيث رولينز بروك ليسنر فى نزال على بطولة الاتحاد، ولماذا ينافس رولينز على اللقب من الاساس مع ان الاحق بتلك المواجهة هو رومان رينز لأنه تنازل عن اللقب بسبب المرض، وكان من باب أولى ان يعود للمطالبة به بعد أن تعافى وتأكدت مشاركته فى راسلمينيا. ولماذا يواجه بروك ليسنر فى آخر نزالاته فى عالم المصارعة خصما مثل سيث رولينز.
كيرت أنجل اعلن انه سيعتزل المصارعة الحرة بعد راسلمينيا، وكان من باب أولى ان يتحدى بروك ليسنر فى مواجهة على اللقب أو الاعتزال فى تلك الليلة، لاثارة المزيد من الدراما فى تلك المواجهة والكثير من الاهمية، بدلا من مواجهة بارون كوربين والتى لا تخدم أي من الطرفين.
دين أمبروز ايضا لن يظهر بعد راسلمينيا، وكان على الادارة الاستفادة من تلك “المصيبة” بطريقة مثالية وأكمال سيناريو عداوته مع سيث رولينز على ان ينتهى بمغادرة الخاسر لعالم المصارعة نهائيا. او حتى ضد العائد رومان رينز، لينتهى ذلك النزال بالعناق والدموع والوداع المميز.
الكثير جدا من الخيارات كان من الممكن ان تحول هذه النسخة من راسلمينيا الى حدث مميز وعاطفي للغاية بسبب مشاركة العديد من الاسماء لآخر مرة فى حلبات المصارعة الخاصة بأتحاد WWE، لكن الادارة تعاملت باستهتار في اختيارها لقائمة النزالات حتى وصلنا الى هذه المرحلة المزرية.
او.. ان يكون الامر متعمدا، وان يكون كتاب السيناريو قد اجتهدوا فى التقليل من قيمة جميع النزالات من أجل التركيز فقط على السيدات فى تلك الليلة، حيث يوضع المشاهد فى الأمر الواقع ولا يرى امامه فى راسلمينيا نزال مثير للاهتمام قد يجعله يطالب بوضعه فى الحدث الرئيسي بدلا من ثلاثي السيدات.

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد