نزال المليار (نظرة على طرفي القتال): صاحب الوجه الجميل في مواجهة سيئ السمعة

نزال المليار (نظرة على طرفي القتال): صاحب الوجه الجميل في مواجهة سيئ السمعة

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 26 أغسطس، 2017


سيكون يوم الغد موعدا تاريخيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وذلك حين يتلاقى عالم الملاكمة مع عالم الفنون القتالية فى نزال ظل يحلم به الملايين فى السنوات القليلة الماضية، حيث سيواجهة الملاكم المخضرم فلويد مايويذر خصمه المقاتل الشرس كونور ماكريجور فى نزال سيقام على طريقة الملاكمة وبقوانينها. وبدورنا سنخصص بعض المقالات التحليلة لذلك النزال والذي يستحق كتبا ومجلدات للحديث عنه، وسنبدأ اولا بالقاء نظرة سريعى على  طرفي النزال:

كونور ماكريجور: ذا نوتوريوس (سيئة السمعة)

سنبدأ أولا بالمقاتل كونور ماكريجور، وهو ايرلندي الجنسية ويبلغ من العمر 29 عاما، والذي بدأ مشواره مع الفنون القتالية عام 2008 وهو يحقق الانتصارات المتتالية حتى انتهى به المطاف فى اتحاد UFC عام 2015، ليصطدم العالم فى أول نزال له وهو يطيح بالمقاتل الشهير جوس ألدو بالضربة القاضية فى 13 ثانية فقط وينتزع منه حزام بطولة وزن الريشة.

ليدخل ماكريجور التاريخ من اوسع ابوابه وهو يتغلب على ايدي الفاريز ويفوز بحزام الوزن الخفيف، ويصبح أول من يحمل حزامين معا فى تاريخ الفنون القتالية. وهو ما وضعه فى المركز الثالث ضمن قائمة افضل المقاتلين فى UFC لعام 2017. كما يعد الاغنى من بين اقرانه وهو من تصدر اربعة من اكثر العروض ارباحا. وشارك فى 24 قتال خسر فى ثلاثة منها.

نقاط القوة والضعف:

يعتبر المقاتل كونور من الاخطر فى مجاله وقد يكون الاكثر تهديد بالنسبة لخصمه مايويذر، كونه يعتمد فى الاساس على يديه فى انهاء النزال، ويمتلك واحدة من اخطر اللكمات فى عالم الفنون القتالية، ووصفت يده اليسرى بالمميتة من قبل الخبراء، كما ان عامل السن ايضا سيكون فى مصلحته كونه يصغر عن خصمه بعشرة سنوات تقريبا، هذا بالاضافة الى ان لا شئ لديه ليخسره ولن يقاتل تحت الضغط، فالنزال ليس على طريقته كما انه سبق وخسر من قبل.

اما عن نقاط الضعف فستكون المشكلة الابرز انه النزال هو ملاكمة، وهو بلا أي خبرة على الاطلاق، وحتى حجم القفازات سيشكل عائقا بالنسبة له مع ان اللجنة العليا قامت بتقليل سماكته الا انه لا يشبه تلك التى يستخدمها فى الفنون القتالية طيلة السنوات الماضية.

المعضلة الثانية التى قد تواجه كونور هو خصمه، فالملاكم وان كان قد تقدم في السن او يشكك الكثيرون فى مهاراته، الا ان المعلومة التى ستضل ثابتة هى انه لم يسبق له ان خسر من قبل، وان 49 ملاكما من الاميز حول العالم فشلوا فى اسقاطه ارضا. فهو بارع للغاية فى هذا المجال ويعرف تماما حيث يسير اي نزال كما يريد، ولا يتردد فى توجيه الضربة القاضية كما فعل فى 26 نزال من قبل.

فلويد مايويذر: بريتي بوي (الفتى الجميل)

هو ملاكم أمريكي من مدينة ميتشيغان، يبلغ من العمر 40 عاما ويعتبر لدى الكثيرين ضمن افضل الملاكمين عبر التاريخ وفى وقته الحالي، فهو لم يسبق له ان خسر طيلة فترة نشاطة والتى استمرت قرابة العشرين عاما، حقق فيها العديد من البطولات والالقاب العالمية من بينهما الميدالية الاولمبية لبلاده.

نشط مايويذر فى وزن الخفيف والريشة وما بينهما، ويعتبر من أفضل الملاكمين المدافعين، حيث يعتبر تسديد لكمة مباشرة الى وجهه أمرا صعبا للغاية ودائما ما تنهى نزالاته بقرار الحكام، وهو ايضا ممن يبرعون فى عمليات الحساب، ويستخدم عقله كثيرا ليعرف ان كان سدد لكمات اكثر من الخصم فى الجولة أم لا.

نقاط القوة والضعف:

يطلق على فلويد مايويذر لقبين هما “موني – صاحب النقود” و”بريتي بوي – صاحب الوجه الجميل” وفيما يعرف السبب حول لقبه الأول، الا ان لقب الفتى الجميل يعبر عن مدى براعة وخطورة هذا الرجل، فمن اطلق عليه هذا اللقب هم زملائه سابقا فى الملاكمة، حيث كان فلويد يخرج من أي نزال ووجه نظيف تماما وليس به أي أثر من ضربة او حدشة، وهو بالتحديد ما سيعاني منه كونور ماكريجور فى المواجهة.

المواجهة ستقام على طريقة وقوانين الملاكمة، وهو أكبر ميزة سيستفيد منها فلويد، خصوصا وان خصمه لا خبرة له ابدا وسيكون بمثابة صيد سهل بالنسبة للملاكم الأسمر. كما ان أسلوب الدفاع الذي يمتاز به سيمكنه من ايقاف ضربات المتحمس ماكريجور. حيث يعرف مايويذر باستخدامه الرائع لتقنية الـ shoulder roll هذه حركة قديمة حيث يضع الملاكم يده اليمنى عالية لتحمي وجهه، ويضع ساعده الأيسر على جذعه ويغطي فكه بكتفه الأيسر (حماية الفك تعتبر من أهم المهارات في الملاكمة).

أما بالنسبة لنقاط الضعف، فقد يكون هو عامل السن وايضا ابتعاده عن القتال لوقت طويل بعد ان اعلن اعتزاله قبل عامين بعد ان تغلب على ماني باكيو وأندريا بيرتو. وهناك ايضا تهور خصمه الشاب الذي قد لا يكون حذرا كما يفعل عادة خصوم مايويذر وقد يتمكن من تسديد لكمة طائشة تطيح به أرضا، خصوصا وأن الايرلندي عرف عنه حب التباهي والاستهتار بالخصم.

 

كتابة: محمد بهاء الدين