هذا فاشل وذاك مضخم وآخر صعلوك… بالله أسألكم.. من يعجبكم؟!!!

هذا فاشل وذاك مضخم وآخر صعلوك… بالله أسألكم.. من يعجبكم؟!!!

الكاتب يوسف أبوسيفين بتاريخ 17 يونيو، 2014


مصارع مجهول

أزعجتي كثرة التعليقات السلبية التي نلمسها من جماهير المصارعة العربية في الفترة الأخيرة وكنت أتوه في الكثير من تعليقات زورانا بين كلمة “هذا مصارع فاشل”، وآخر يصف مصارعا بـ”المضخم” وثالث يتحفنا بكلمة “صعلوك”، وكأن العداوة بيننا وبين المصارعين في WWE قد أصبحت شخصية، والمسألة أضحت قضية انتقام.

ولا أنتقد هنا تعدد الآراء كي يكون الأمر واضحا للجميع، ولا أطالب أن نكون جميعا على رأي واحد، فتعدد الآراء والنقاشات الراقية كانت ركنا أساسيا من أركان نجاحنا في موقع المصارعة الحرة. لكنني أنتقد هنا الطريقة التي أصبحنا نتعاطى بها مع ما نشاهده في عروض المصارعة الحرة، فالسلبية أصبحت الظاهرة الأبرز والطريقة التي نعبر بها عن كل ما يدور في حلبات المصارعة.

أتفق معكم أن هناك بعض الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها المسؤولين في WWE وأزعجتني قبل أن تزعجكم، فأنا من هؤلاء الذين ترعروا على مشاهدة وحب المصارعة منذ سنين طويلة.

وما دفعني وأجبرني على الحديث في هذا المقال، تلك الفئة التي لم تعد قليلة من متابعي عروض المصارعة وكل ما يجري بها من أحداث، هؤلاء من لا يعجبهم شيء على الإطلاق، ولا ينظرون إلّا إلى الجانب السلبي للأمور، ولاحظت ذلك على تعليقات الكثيرين منهم ورصدتها يوما بعد يوم، وكانوا فعلا كما ظننت بهم، سلبيون على الإطلاق، فكل ما يشاهدونه “فاشل” وكل ما يقرأونه يصفونه بـ”الفاشل” و”كل المصارعين فاشلون وكلهم مضخمون”، وكنت أتساءل حينها لماذا إذاً تتابعون؟!!.

وأكثر ما كان يضعني في حيرة من أمري حينما كنت أرصد تلك التعليقات، من ذلك المصارع الذي لا يختلف عليه اثنان من جماهيرنا العربية؟! الجواب باعتقادي معروف، نعم هو أندرتيكر الذي نحترمه جميعا وإن لم نكن نحبه كمصارع مفضل لنا. لكن السؤال الأبرز من السؤال السابق، إلى متى؟ إلى متى سنبقى متعلقين بالماضي إلى هذا الحد؟ وإلى متى سيتمكن أندرتيكر وغيره من الأساطير أن يستمر بالعطاء؟! وإلى متى سنبقى خلف جدار الماضي الذي يمنعنا من الاستمتاع بهؤلاء الشباب الذين يضحون بالكثير من أجل إمتاعنا؟

وأعود للتأكيد لكم أنني مستاء من بعض الأمور التي حصلت من قبل المسؤولين، لكنني ألتمس لهم العذر في ذلك، فلا أحد يعلم مقدار الضغوط التي يتعرضون لها من كل مكان، وذلك لأن WWE لم تعد مجرد شركة عادية بل تحولت إلى إمبراطورية بمعنى الكلمة، فهناك مستثمرين وقنوات فضائية عملاقة تضغط على الاتحاد للتركيز على أمور معينة، ناهيك عن الكثير من الأمور الأخرى التي أغبط المسؤولين في WWE  على قدرتهم الهائلة على التعاطي مع كل تلك الأمور المتشعبة.

ونوجه وأنا أولكم الكثير من الانتقادات لفريق الإبداع في WWE، ونتهمه بتهميش مصارع والتركيز على الآخر، والتخبط في سيناريو معين، ونقول لو فعلوا ذلك لكان أفضل، ولا أخفيكم أن فضولي دفعني للبحث عن خلفية فريق الإبداع الحالي في الإتحاد كي أطلع على خبراتهم إن كانوا هواة لا يعلمون شيئا كما نعتقد نحن، أم أنهم من أصحاب الخبرات المميزة؟!. فكانت النتيجة كما توقعتها تماما أنهم جميعا من أصحاب الخبرات الكبيرة في مجال الكتابة والسيناريو في عالم السينما والتلفاز في الولايات المتحدة، ناهيك عن معرفتهم ومتابعتهم لكل ما يتعلق بالمصارعة منذ زمن بعيد. إذا ما الذي يحصل ولماذا نشعر بوجود تخبط كبير؟!.

حدثتكم في الفقرة قبل السابقة عن الضغط الذي يقع على كاهل المسؤولين في WWE، ولكم أن تعلموا أن ذلك الضغط يصب في نهاية المطاف فوق رأس فريق الإبداع الذي يطالَب بأمور غير منطقية، كونهم المسؤولين عن إظهار العروض بشكل لائق ومثير يعجب  الجميع من رجال ونساء وأطفال وكهول، ويكفيهم ضغطا عصبيا أن مديرهم المباشر هو فينس مكمان بعينه، فلا تستغربوا أن فينس هو المسؤول الأكبر عن التخبط الذي عاشه الإتحاد مؤخرا، وهو المتسبب بعدم استقرار السيناريوهات الخاصة بالعروض، لدرجة أنه في إحدى المرّات غير السيناريو الخاص بعرض الرو قبل ساعتين من انطلاق البث التلفزيوني، وأحدث إرباكا كبيرا للجميع في WWE بلا استثناء. وكان ذلك في العروض الأخيرة قبل الرسلمينيا 30.

ولا أكذب عليكم إن قلت لكم أنني من أشد المعجبين بعبقرية هذا العجوز الماكر فينس مكمان، فهو الذي طالما أمتعنا وأتحفنا بعروض لن ينساها التاريخ، وسيناريوهات ستبقى خالدة في أذهاننا إلى الأبد، واستذكر عداوته الشهيرة مع ستيف أوستن كمثال على ذلك، لكن قد آن الآوان لهذا العجوز الماكر أن يرتاح ويلتفت لحالته الصحية التي قد تكون سببا في اختلال حكمه على الأمور. وأن تتاح الفرصة لصهره تربل اتش الذي أحترم كل مشاريعه وأفكاره وخصوصا ما يفعله لهؤلاء الناشئين الذين سيصبحون أبطال المستقبل، وتوجهاته بإتاحة الفرصة لجميع المصارعين أصحاب المواهب الدفينة خلف الكواليس، وعدم الإكتفاء بالتركيز على نجوم الصف الأول.

وكان هدفي من كل ما حدثتكم عنه سابقا في هذا المقال هو إطلاعكم على الواقع الفعلي لما يحصل في WWE، كي لا نكتفي بانتقاد الأشياء التي نشاهدها دون معرفة ما يحصل، فكما يقول المثل “من يُضرب بالعصي ليس مثل الذي يعُدّها”. وأن نبتعد عن النظر إلى النصف الفارغ والمظلم وننسى النصف الممتلئ والجانب المشرق من حولنا. فكل مرحلة انتقالية تواجهها بعض المشاكل، إلى أن تستقر شؤون الإتحاد، فأرى أن ما يحصل حاليا هي فوضى خلّاقة ستعيد ترتيب كل شيء وتعيد الأمور إلى مسارها الصحيح.

تعالوا لنتحدث عن الجانب المشرق ونتعرف على ما ينتظرنا في المستقبل القريب

سأتغافل الحديث تماما عن كبار النجوم والمخضرمين منهم أمثال راندي أورتن وجون سينا والوحش كين والآخرين الذين نشكرهم جميعا على كل ما قدّموه لنا في السنوات الماضية، وسأركز على الجيل الشاب الذي أجبرنا على احترامه وأمتعنا بكل ما قدّمه ويقدمه أبناء هذا الجيل، فكل ما قدّمه مصارعين أمثال سيث رولينز ورومان رينز ودين أمبروز وبراي وايت ولوك هاربر وسيزارو والآخرون كان مذهلا منذ انطلاقتهم وحتى هذه اللحظة.

هؤلاء من سيصبحون أساطير المستقبل بالفعل ولن يقل شأنهم عن أساطيرنا الذين نحبهم ونحترمهم، وأنا أرى ذلك قادم بكل تأكيد، وقد يجد البعض هنا فرصة للمقارنة قائلا “الفرق شاسع بين من ذكرتهم من مصارعين شباب وأساطير مثل أندرتيكر وستيف أوستن”، وأجيب هنا بكل بساطة، إن أردت المقارنة بشكل عادل، فعليك أن تقارن ببداية كلا الطرفين، لا أن تقارن بما وصل إليه أندرتيكر في نهاية مسيرته، بما يقدمه مصارع شاب وموهوب هذه الأيام وينسى أن هناك أكثر من عشرين سنة تمكن الحانوتي خلالها من كتابة اسمه بأحرف من ذهب، فقد يغفل البعض أيضا عن أن أندرتيكر نفسه قد فشل في الكثير من الشخصيات في بداياته إلى أن وصل إلى ما هو عليه، وأصبح الأسطورة الخالدة في أذهاننا بعد أن سار على الدرب الصحيح.

وأؤكد لكم أن ما تمتلكه WWE من مواهب فذّة ورائعة لا يعرفها الكثيرون منا في عرض NXT كفيل بأن يعيد البريق إلى عروض الرو وسماك داون أكثر من السابق، فهناك العديد من الأسماء اللامعة من الجيل الشاب أذكر منها سامي زين وأدريان نيفيل وكونور وفيكتور وآخرين كثر، سنتناولهم في فقراتنا الخاصة بالموقع لتعريفكم بهم. وأنا كلي تفاؤل بما هو قادم لنا في المستقبل بعد أن تثبت أركان المرحلة الانتقالية بين أبناء الجيلين.

وفي النهاية أوجه دعوة للجميع لأن يتريثوا قليلا قبل الحكم على الأمور، وأن يستمتعوا بالجانب المثير والشيّق في العروض وأن يتجاهلوا ما لا يعجبهم، فلن نستطيع التخلي عن إدمان المصارعة التي تابعناها منذ الصغر، وأعود للتأكيد على أن WWE كانت قوية وستبقى كذلك.[highlight] وسأعمل على أن أكون معكم للنقاش حول هذا الموضوع من خلال تعليقاتكم الغالية على قلوبنا في موقع المصارعة الحرة.[/highlight]

كتب: يوسف أبو سيفين