وثائقيات: فينس ماكمان (2): المخاطرة بأي شيئ من أجل كل شيئ

وثائقيات: فينس ماكمان (2): المخاطرة بأي شيئ من أجل كل شيئ

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 19 نوفمبر، 2015


Vince-McMahon-Needs-To-Go

 

واصل فينس ماكمان فى جهوده لاقناع والده بالتحول الى المصارعة الحرة، ولكن لا شئ قد تغيير منذ اخر مرة تم فيها تقديم هذا الطلب، ومازال الرد بالرفض القاطع، وفى تلك الفترة وبعد الحرب ضد الفيتنام قل اهتمام الناس بالمصارعة الحرة، وتدهور العمل كثيرا وظل من الصعب على اي مروج ان يقيم اي نزال مهما كانت اهمية المصارعين الذين فى حوزته.

وبعيدا عن المصارعة لم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للشاب فينس حيث بدأ عمله الخاص وكان بيع اكواب البلاستيك فى محل صغير للغاية على الرغم من انه تخرج بشهادة ادارة الاعمال من جامعة ايست كارولينا.

لتأتي اللحظة التاريخية بالنسبة لفينس ماكمان ولعالم المصارعة ككل حين وافق والده اخيرا على اشراكه فى عمله بالمصارعة الحرة، ولكن ليس كمصارع كما ظل يطلب فينس أنما كمذيع فقط، وكان هذا كافي واكثر بالنسبة للطموح فينس، فأن لم يكن فى مقدوره المصارعة عليه ان يتفوق فى المجال الآخر.

وكان شرط والده قبل ان يدخله الى هذ المجال ان يقوم بالظهور فى احدى العروض المحلية والترويج لها، ان نجح فى ذلك سيدعه يواصل عمله وان لم ينجح عليه ان يعترف أولا ومن ثم يعتذر قبل ان يغادر عالم المصارعة ولا يعود لطلبه من جديد. فوافق فينس وهو يعرف تماما انه سينجح، ولم تكن ثقة فينس هباءا بل اكد الشاب ان لديه كل ما يلزم للوقوف بجانب والده فى عمل العائلة عبر التاريخ.

ولم يتوقف فينس عند هذا النجاح فقط، بل قام باظهار موهبته فى الترويج وتعلم كيف يسجل العروض ويبثها عبر التلفاز بطريقة اكثر احترافية من قبل، وقام بانشاء ستديو تسجيل خاص به داخل منزله والذي بفضله ازدادت شركة والده نجاحا اكثر من ذي قبل. وفى حين كانت المصارعة عبارة عن اتفاق بين رجلين قبل الدخول الى الحلبة او اتفاق يسبق ذلك بين المروجين، غير فينس من كل هذ وبدأت المصارعة تشهد العديد من الفقرات التى لم تكن متواجدة من قبل، ليظهر فينس بصمته بسرعة كبيرة.

ولكن يبدو ان كل هذا النجاح لم يكن كافيا للاب ماكمان، والذي شاهد امبراطوريته تتوسع بين العديد من ولايات امريكا بفضل موهبة ابنه فينس، ليأتى بقرار لم يتوقعه احد من قبل. وهو بيع شركته الخاصة، فبالنسبة للاب كان توسع الشركة والتطور الهائل الذي حدث فيها لا معنى له بدون المال الكافي والارباح الطائلة، ليشعر فينس بالحيرة الشديدة وهو يرى والده فى طريقه للتخلى عن كل هذا، وما هو مستقبله بعد البيع، هل سيكون جزء من الشركة مع المالك الجديد ام ان كل ما ظل يقوم به فى الآونة الأخيرة سينتهى مع بيع الشركة.

وهنا قرر فينس ان يغامر وهو يعرف ان لا شئ لديه ليخسره، فأما ان يربح أو يعود الى صناعة اكواب البلاستيك كما كان فى الماضي. وبسرعة كبيرة دخل فينس فى العديد من الصفقات التجارية برفقة زوجته ليندا وتمكن فى النهاية من الفوز وشراء شركة والده بنفسه واضعا اسمه بين مروجي وملاك اتحادات المصارعة الحرة عبر الولايات المتحدة.

استحوذ فينس وزوجته ليندا على شركة والده والتى كانت تدير المقاطعة الشمالية الشرقية من البلاد، حيث كان عمل المروجين فى تلك الفترة موزعا حسب الخارطة الجغرافية للولايات المتحدة، وكان بينهما ميثاق شرف ان لا يتدخل مروج فى منطقة الآخر، وهو الميثاق الذي ظل الجميع يعملون به دون يعترض أحد على الأطلاق، وكان فينس ماكمان الأب الاكثر احتراما بين جميع المروجين لذا لم يفكر أحد فى ان ابنه سيغير طريقة والده فى ادارة الشركة.

ولكن ولأن فينس الابن كان يخطط لتحويل المصارعة الى ظاهرة عالمية وحدث يتحدث عنه الجماهير خارج الولايات المتحدة فى كل مكان، لم تكن فكرة المقاطعات والتوزيع الجغرافي هذه لتساعده على بناء حلمه، بل على العكس تماما كانت بمثابة القيود التى تمنعه من التحليق بطموحه، فلم يمض وقت طويل حتى كسر فينس القاعدة الأولى فى عالم مصارعة المحترفين وهى التزام كل مروج بمنطقته فقط.

ماكمان ومنذ دخوله الى عالم المصارعة كان ينتقل من نجاح الى أخر، ولمع اسمه وسط المروجين بسرعة كبيرة، وتمكن من اقامة العديد من النزالات المهمة حتى خارج اطار المصارعة، حيث اقام نزال ملاكمة بين الاسطورة محمد علي كلاي ضد انتوني انوكي فى عام 1976، وكان فى تلك الفترة يحاول جاهدا فى اقناع والده كي يحول اسم الشركة الى الاتحاد العالمي للمصارعة (WWF) لتكون أول خطوة نحو العالمية.

وحتى يثبت قدميه اكثر ادخر ماكمان ماله وقام بشراء قاعة اسمها (كايب كود كولوسيوم) أقام فيها العديد من مباريات الهوكي والمصارعة وكذلك بعض المناشط الأخرى. فنال فينس ثقة والده وترك له ادارة الشركة حين اعتزل قبل ان يبيعها له لاحقا عام 1982.

يتبع..

 

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد