وقفة| وداعا ألتيميت وريور .. الأيام الأخيرة في حياته كانت مؤثرة جدا

وقفة| وداعا ألتيميت وريور .. الأيام الأخيرة في حياته كانت مؤثرة جدا

الكاتب رامي علي بتاريخ 9 أبريل، 2014



أصبحت جماهير المصارعة حول العالم على خبر مفجع للغاية بوفاة أسطورة المصارعة وأحد صاحب أفضل شخصياتها في التاريخ جيمس هيلويج الشهير بلقبه المميز التيميت وريور. وهو الذي طالما أمتع الجماهير سنين طوال فكيف لا تحزن على فراقه.

ولا نبالغ إن قلنا أن ألتيمت وريور يعتبر أكثر المصارعين حيوية وطاقة في تاريخ المصارعة الطويل، فلا زلت أذكر لحظات طفولتي عندما كنت أشاهده يدخل إلى الحلبة راكضا ومتألقا يهز الحبال بقوة وبعنف لن يتكرر على الإطلاق. فقد كانت الدماء تتدفق في عروقي لمجرد مشاهدته وأبدأ بالصراخ معه.

ولن يستشعر أي منكم بما أقوله إلّا من كان يتابع هذا المصارع الرائع في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، إثارة ما بعدها إثارة، حيوية ما بعدها حيوية، نشاط ما بعده نشاط، قوة ما بعدها قوة. كانت تلك صفات الراحل الكبير ألتيميت وريور في الحلبات.

ومن يعرف ألتيميت وريور في حلبات المصارعة، يعرف جيدا أنه كان الشخص الوحيد القادر على منافسة تاريخ وإنجازات “الظاهرة” أندرتيكر لولا اعتزاله باكرا، ذلك الإعتزال الذي كان سببه الكرامة وعزة النفس التي يتمتع بها وريور التي أرادت ليندا مكمان كسرها عندما حاولت تحطيم علاقته بجماهيره بتزيفها لبعض الحقائق. ولهذا أصر على أن تكون هي من تقدمه في قاعة المشاهير بعد أن حصلت المصالحة.

لن نخوض في التاريخ كثيرا لما له من شجون ويعجز هذا الموقف عن استيعابه، وإنما استوقفتني الأيام الأخيرة في حياة الأسطورة الراحل التيميت وريور، وكأن الرجل كان يشعر بدنو أجله وأنه مفارق هذه الدنيا بعد وقت قصير من تكريمه في قاعة المشاهير.

بدأت الحكاية المؤثرة والفصل الأخير لألتميت وريور في قاعة المشاهير، حينما تصالح تماما مع كل زملائه السابقين ممن كان على خلاف معهم، ونذكر هنا الأسطورة جيك روبرتس -الذي تم تكريمه بنفس الليلة- الذي قال في تعلقيه على هذا الخبر المفجع، أنه لا يكاد يصدق ما يسمع، وأكد أنهما وضعا كل الخلافات التافهة جانبا واتفقا على العمل معا في المستقبل القريب.

وفي نفس ذلك الحفل قدّم وريور الشكر لكل من وقف إلى جانبه وجماهيره التي لم تنساه على الإطلاق طوال تلك السنين، وقدّم الشكر لزوجته ولإبنتيه الصغيرتين على سماحهما له بأن يكون أباً مثاليا لهن، وأكد للجميع بعدها أنه قام بطي صفحة الماضي ولا يحمل في قلبه أي ضغينة لأحد. كما أن إجابته للجماهير التي طالبته في الحفل بنزال أخير وقع آخر في نفسي عندما قال “لن يكون هناك نزال آخر”.

أما ظهوره ومشاركته المميزة في عرض الرو الأخير، كانت ما أصابني بالذهول حينما راجعت ما قاله الرجل في حديثه مع الجماهير، وكأن الرجل كان يودع الناس من حوله، وكأن رب العزّة قد قدّر له أن يودع الجماهير التي أحبها وأحبته سنين طويلة. وسأقتبس لكم في الفقرة التالية جزءا مما قاله وريور:

“لا يستطيع أي مصارع في WWE أن يصبح أسطورة من تلقاء نفسه، وكل رجل في هذه الحياة سينبض قلبه النبضة الأخير يوما ما، وستأخذ رئتاه نفسها الأخير، وإذا كان ما قدّمه الرجل في حياته كفيلا بأن يجعل الدماء تنبض في عروق الآخرين وجعلهم ينزفون بشكل أعمق بشيء أكبر من الحياة نفسها، عندها سيكون جوهره وستكون وروحه خالدة إلى الأبد. عن طريق رواة القصص، وبولائه، وبذكرى هؤلاء الذين شرفوه وجعلوه المسيرة وذلك الرجل يحيى إلى الأبد”.

وأضاف ألتيميت وريور بعدها قائلا للجماهير “أنت وأنت وأنت وأنت وأنت وأنت، أنتم من صنعتم أسطورة ألتيميت وريور. في خلف الكواليس هناك الكثير من الشباب، بعضهم يعيش وبداخله روح المقاتل ويمتلكون ذلك الشغف، وأنتم ستفعلون لهم نفس الشيء، فأنتم من سترون القصص وأنتم من ستصنعون منهم أساطير، فأنتم جماهير ألتيميت وريور، وأنتم الروح التي تسكن ألتيميت وريور. وستستمر إلى الأبد”.

وبعد مغادرة ألتيميت وريور أجواء الرسلمينيا 30 والرو من بعدها، استوقفتني كذلك شهادات الكثير من المعجبين الذين شاهدوه في عدة أماكن، وأكدوا جميعا أن وريور كان لطيفا معهم لأبعد الحدود، بل كان هو من يعرض على أي معجب يقوم بتحيته أن يلتقط معه صورة تذكارية، وكأنها ستكون الصورة الأخيرة له.

وفي نهاية وقفتنا مع هذا الرجل الأسطوري ألتيميت وريور الذي ستبقى ذكراه ومسيرته خالدة في أذهاننا كما قال، لا يسعنا إلّا أن نقول وداعا يا وريور ولن ننساك أبدا، وسنروي لأبنائنا أن يوما من الأيام كان هناك مصارع أسطوري مذهل إسمه ألتيميت وريور.

كتب: يوسف أبو سيفين
Follow @abuseifin



تابع صفحتنا الرسمية على الفيسبوك وتويتر: