إنها عبقرية “الثعلب” بول هيمان يا سادة!!

إنها عبقرية “الثعلب” بول هيمان يا سادة!!

الكاتب رامي علي بتاريخ 15 مارس، 2014


يسحرني هذا الرجل، وأقف مذهولا أمام عبقريته وسحره كلما ظهر في عرض من العروض، ينتقي كلماته ويرتجل بها ولا يربكه أي موقف مهما كبر أو صغر، إنه الثعلب الماكر إنه الرجل الساحر إنه بول هيمان.

لا أطري على بول هيمان على الإطلاق إن قلت أنه أفضل مدير أعمال ومتحدث “بالمايكريفون” عرفته حلبات المصارعة يوما ما، فقد تمكن هذا العبقري من صعود سلم الشهرة بخطوات ثابته ومدروسة معتمدا على دهائه وموهبته الكبيرة.

كيف لا وقد بدأ هذا الرجل حياته كمصور وصحفي يغطي أخبار المصارعة لمجلة برو ريسلينغ اليستريتد الشهيرة. وانتقل بعد ذلك بحكم مهنته للعمل في إتحادات مصارعة مغمورة وأخذ يرتقي إتحادا بعد آخر إلى أن وصل إلى WCW.


حيث كان انضمامه إلى WCW النقطة التي بدأ بزوغ نجم ذلك الثعلب الماكر منها، وقد عمل هناك مع العديد من المصارعين الأسطوريين نذكر منهم أندرتيكر -قبل أن يتحول لشخصيته الحالية- والرائع ستيف أوستن و آخرين كثر. وكان له يد في مساعدتهم على بلورة شيخصياتهم التي ستبقى خالدة في أذهان جماهير المصارعة إلى الأبد.

انتقل بول هيمان بعد ذلك إلى إتحاد ECW الذي كان مصنعا للنجوم الكبار بالفعل، وقد عمل هناك على فترتين -قبل وبعد استحواذ WWE على ذلك الإتحاد- وبدأ هناك بإظهار عبقريته الحقيقية بعد أن كان عاملا أساسيا ومحوريا في نجاح ذلك الإتحاد فترة التسعينيات قبل أن ينتقل مجددا للعمل في WWE.


بدأ هيمان عمله في WWE كمذيع ومقدم عام 2001 قبل أن يبدأ إبداعه الحقيقي في إدارة النجوم الكبار هناك، وكانت انطلاقة بول هيمان مع النجم الكاسر بروك ليسنر الذي يقر ويعترف أن صديقه هيمان كان العامل الأساسي لنجاحه في عالم المصارعة عندما أبدع بتقديمه للعالم، وهو ما أكده ليسنر عندما اشترط وجوده إلى جانبه حين قرر العودة إلى WWE.

توالت إبداعات بول هيمان يوما بعد يوم وكان أول مدير أعمال في تاريخ المصارعة يحقق بطولة WWE مع ثلاثة مصارعين على التوالي كان ليسنر أولهم وبيغ شو ثانيهم وكيرت انجل ثالثهم، وذلك قبل أن يتولة إدارة عرض سماك داون عام 2002.

ولم تقف إبداعات بول هيمان على الإطلاق يوما بعد يوم حتى يومنا هذا، حيث كان لبول هيمان كلمة مسموعة ورأي يحترم ويعمل به في كل مكان ذهب إليه وخصوصا في WWE، حين شارك في كتابة العديد والعديد من السيناريوهات الرائعة، وتلك النقطة التي قد لا يعلمها الكثيرون.

حيث كان بول هيمان يحيّد فريق الإبداع في WWE جانبا ليصنع إبداعه الشخصية ويترك بصمته المميزة والتي أقل ما يقال عنها أنها ذهبية، ونذكر من تلك السيناريوهات على سبيل المثال لا الحصر، السيناريو الذي عاصره الكثيرون منا، وهو فوز سي ام بانك واحتفاظه باللقب لأكثر من عام، إلى أن انتهى بخلافهما الذي كان مثيرا للغاية.


نعم فقد كان هيمان وبمساعدة بانك هما من رسم ذلك السيناريو الرائع وطويل الأمد، بالإضافة لتدخله بشكل مباشر في أي سيناريوهات تتعلق بالنجم الشرس بروك ليسنر بناءا على طلبه، لأنه يؤمن تمام أن الثعلب هيمان يستطيع أن يبرز نجوميته ويظهر نقاط قوته ويخفي نقاط ضعفه.

ومن المواقف التي أذهلتني وأرغمتني على أن أكتب وأتغزل بعبقرية “الداهية” بول هيمان كان ظهوره في عرض الرو في شيكاغو، ذلك العرض الذي كان بمثابة الكابوس لمسؤولي WWE على رأسهم فينس ماكمان بسبب قصة احتفاء نجم المدينة سي ام بانك.

فلم يستطع الداهية الآخر فينس أن يخرج ويعالج الأمور مع أقوى وأصخب جماهير مصارعة حول العالم، خصوصا وهم غاضبين على غياب ابن مدينتهم بانك، فكان هيمان هو ورقة “الجوكر” والتعويذة السحرية التي خرج بها مكمان من ذلك المأزق الكبير.

ولا يغيب عن خاطري على الإطلاق ذلك المشهد الذي تلاعب به بول هيمان بأبناء مدينة شيكاغو كأنهم أطفال صغار في بداية أعمارهم، فتارة يكون معهم ويتقرب منهم وتارة أخرى ينقلب عليهم ويحملهم مسؤولية غياب سي ام بانك، ولم يكتفي هيمان بما تم الإتفاق عليه خلف الكواليس بل ارتجل في الكثير من الكلمات ليضع بصمته الذهبية مجددا.

كما لا ننسى ظهور بول هيمان المميز مع أندرتيكر في عرض الرو الأخير، فقد كان المنقذ له والمبرز لشخصيته المرعبة عندما تكلم بطريقة مختلفة وهادئة للغاية وأظهر للجميع مدى قوة شخصية أندرتيكر الذي لا يحب التكلم كثيرا في حلبات المصارعة، وأبدع بالاستحواذ على المشهد عندما ظهر خائفا من الإقتراب من ذلك “الحانوتي”.


وفي نهاية هذا المقال أريد أن أفصح لكم عن أمنية شخصية أتمناها منذ فترة طويلة، وقد يشاركني بها الكثير منكم بعد معرفة قيمة وتاريخ هيمان العريق، وتتلخص تلك الأمنية بأن يتولى ذلك “الثعلب العبقري” بول هيمان زمان إدارة فريق الإبداع في WWE وأن تتاح له الفرصة الكاملة لذلك.

فلا أرى أي شخص قادر على العبور بـ WWE إلى بر الأمان وإعادة ثقة الجماهير بها سوا بول هيمان، لأنه يعرف تماما ما تريده الجماهير وما يريده المصارعين كذلك، لأنه ومن وجهة نظر شخصية هو الوحيد من بين الجميع من يملك تلك الصفات وتلك الشخصية القادرة على أن تكون حلقة الوصل بين جميع عناصر المصارعة الحرة من جماهير ومسؤولين ومصارعين.

كتب: يوسف أبو سيفين
للتواصل من خلال تويتر
Follow @abuseifin



تابع صفحتنا الرسمية على الفيسبوك وتويتر: