قلبت WWE مزاج عشاقها ومتابعيها المعكر إلى الاتجاه المعاكس تماما بعد خيبة الأمل الكبيرة التي شاهدناها في عرض الرو الماضي، الذي لم يلبي طموحهم وتعطشهم الكبير للإثارة، ونجحت بإخراج عرض أسطوري بمعنى الكلمة عوّض الجماهير وروى ظمأهم في مهرجان الأحلام والحدث الأكبر في عالم المصارعة بلا استثناء الرسلمينيا 31.
بداية موفقة ومبشرة
سنتناول في بداية هذا التحليل أحداث العرض التمهيدي الذي شهد مواجهة بطولة WWE لفرق للزوجي التي تنافست عليها أربع فرق ذات مستوى متميز في حلبات المصارعة، وقدّم المصارعين الثمانية أداءً جيدا استحق عليه جميعهم الحصول على الأحزمة البرونزية، إلّا ان المصارع السويسر سيزارو كان الأكثر تميزا من بين الجميع ونال ما يستحقه بحفاظه على اللقب.
أما المواجهة الثانية في العرض التمهيدي كانت عنوانا بارزا لفوز المنطق في الكأس التذكارية الخاصة بالراحل الأسطوري أندريه العملاق، حيث قدّمت WWE خليطا من القوة والسرعة والفكاهة، وأبرزت سيزارو كمدافع عن لقبه في العام الماضي، وأتاحت الفرصة لرايباك للبقاء، ثم حصل داميان ساندو على دفعة بسيطة يستحقها عندما كان آخر من خرج من وفق الحبال، وفي النهاية فاز العملاق بيغ شو باسم المنطق الذي يفرض نفسه بفوز العملاق بجائزة العملاق.
انطلاقة نارية مع السلالم المعدنية
لم تخالف مواجهة بطولة القارّات التوقعات على الإطلاق، وكانت واحدة من أبرز النزالات التي شاهدها الجميع في الرسلمينيا 31، وكان اختيارها في افتتاح العرض الرئيسي موفقا بامتياز، حيث شاهدنا معركة وملحمية أسطورية بين أسياد المواجهات العنيفة على السلالم المعدنية.
وأثبت الجميع بلا استثناء أحقيتهم بانتزاع الحزام المعلّق أعلى الحلبة، وبغض النظر عن هوية الفائز كان الجميع متساوون بما قدّموه من أداء، واستحق براين التكريم على إصراره ورحلة كفاحه ضد الحظ العاثر خلال الشهور الماضية، ويجدر بالمسؤولين في WWE التفكير مليا بلم شمل هؤلاء النجوم مرّة أخرى في اكستريم روليز القادم، لأنهم ورقة رابحة في كل وقت وفي كل مكان.
لدغة الأفعى الممتعة وتصفية الحسابات
أنهى “الأفعى” راندي أورتن صراعه وعداوته مع الشاب المميز سيث رولينز بطريقة رائعة ومثالية أعاد للأفعى هيبتها ومتعتها الحقيقية، وقدّم أورتن لجماهير الرسلمينيا وجبة دسمة للغاية من ضربات ار كي أو المذهلة، وخصوصا في ختام المواجهة المثيرة عندما وجد رولينز نفسه بين فكي “الأفعى” التي طرحته أرضا في الهواء بطريقة رائعة نالت استحسان الجماهير التي صخبت وطربت على وقع ضرباتها.
هكذا هم الأساطير وهذه صفاتهم
ألغى تربل اتش وغريمه الأسطوري ستينج مفهوم الحاجز العمري للإبداع في الحلبة، قوة وسرعة إلى جانب الخبرة الطويلة، صنعت مزيجا يدل على أسطورية كل منهما، وقد نضطر لغض الطرف عن نتيجة المواجهة التي كانت متوقعة لتمثيل كل منهما ضمنا لأكبر قطبين عرفتهما حلبات المصارعة WWE وWCW.
وقد أضاف ظهور فريق الدي اكس بكامل أعضائه على رأسهم الأسطورة شون مايكلز ووقوف فريق النظام العالمي الجديد بقيادة هولك هوغان إثارة منقطعة النظير لتلك المواجهة الكبيرة التي انتهت بترحيب من تربل اتش بالأسطورة الحية ستينج في عالم WWE.
مواجهة مقبولة من السيدات
لم تخلو مواجهة السيدات بين فريق إي جي لي وبايج صاحب الشعبية العالية ضد فريق التوأم نكي وبري بيلا من الإثارة، وعاد إي جي لتقديم أدائها المتميز إلى جانب شريكتها النجمة الصاعدة بايج، وكانت النهاية مثيرة بحركة “الأرملة السوداء” التي تحبها الجماهير.
كنا نتوقع أكثر وأعنف من ذلك
بعد الدخول الأسطوري المهيب للمصارع روسيف بصحبة التشريفات العسكرية الروسية، توقعنا ان نشاهد أداءً مستميتا من المصارع الروسي الانتماء، وكذلك الحال من نجم WWE وبطل الولايات المتحدة الجديد جون سينا، لكن ذلك لا يمنع أبدا ان المواجهة كانت نارية للغاية ومثيرة بشكل كبير وترقى لأن تكون مواجهة في الرسلمينيا 31.
لكن الدفاع عن لقب كبير بسجل يخلو من الهزائم كان يتطلب استماتة أكبر قبل التسليم بالهزيمة، ولربما يخبئ المسؤولون بعض الإثارة لما هو قادم لأن العداوة بين الطرفين لم تنتهي بعد، ونتمنى أن تتوج بمواجهة أفضل وأقوى وأعنف خلال المهرجان القادم.
لماذا ظهر ذا روك وروندا روزي؟
حملت مشاركة النجم العالم دواين “ذا روك” جونسون المفاجئة في طياتها بعض الرسائل من WWE، لتؤكد حرصها على جماهيرها في وجه السلطة ولتحسين صورته التي اهتزت قليلا في عرض رويال رامبل 2015، وقد أظهر الحوار بينه وبين تربل اتش أن ظهوره لم يكن تمهيدا لمواجهة جديدة بينهما في المستقبل، ولكن لإضافة مزيد من الإثارة لأجواء العرض.
كما كان تواجد ذا روك ضروريا لتقديم المقاتلة الأسطورية روندا روزي التي تعشق مصارعة المحترفين وWWE وتواظب على حضور العروض الكبرى كلّما أتيحت لها الفرصة لذلك، وكانت مشاركتها بمثابة تأكيد على حسن العلاقات بين WWE وUFC بالإضافة للتأكيد على أنها قادمة لاحتراف المصارعة بعد اعتزالها.
للذكرى فقط!
لم يستطع الأسطورة الحية أندرتيكر تجنب الضغط الجماهيري الكبير الذي لا يتوقف كل عام مع اقتراب موسم الرسلمينيا، وعلى الرغم من كل ما قدّمه الأسطورة من فنون وحركات قديمة تعشقها الجماهير من الحانوتي، لكن المواجهة ضد براي وايت لم تقدم أي رصيد إضافي لكلا المصارعين.
وهذا ما كان واضحا بالنسبة لأندرتيكر من الطريقة التي دخل بها والتي لا تليق به في عرض كبير مثل الرسلمينيا، ولن نوجه أي انتقاد لكلا المصارعين فيما يتعلّق بالأداء الرائع الذي قدّماه، ولكننا قد نجد أنفسنا نتساءل ماذا قدّم فوز أندرتيكر له؟ ولا يعني هذا السؤال أننا نطالب بخسارته.
بل على العكس فنحن ضد الطريقة التي كسر بها فينس مكمان قلوب الجماهير العام الماضي بكسر السلسلة، لكن أفضل نتيجة كانت لمواجهة براي وايت وأندرتيكر هي أن تنتهي بالتعادل وبعدم قدرة كلاهما على الاستمرار في النزال، مما سيضيف إلى رصيد وايت كثيرا بأنه كان ندا قويا لسيد الظلام، لأن فوز اندرتيكر كان للذكرى فقط بعد كسر السلسلة.
العلامة الكاملة في الاختبار الحقيقي
من الأفضل عدم التعليق أو تحليل مواجهة الحدث الرئيسي لمهرجان الأحلام التي استحقت أن تكون كذلك، فلو كان هناك أكثر من العلامة الكاملة لاستحقها بروك ليسنر ورومان رينز على تلك المواجهة التي طربت الجماهير على صوت الضربات العنيفة والمؤذية والحقيقية التي تبادلها كلا النجمان لتعويض اخفاق عرض الرو الاخير.
وقدّمت WWE في تلك المواجهة السيناريو الأفضل في عالم الأعمال وهو سيناريو الربح المتبادل، حيث خرج الجميع فائزا في تلك المواجهة، وكان صرف سيث رولينز الحلّ الأمثل لبقاء اللقب متواجدا في كل العروض، ولتجنيب بروك ليسنر الانتقادات الكثيرة بسبب غيابه، وإبعاد رومان رينز عن صافرات الاستهجان التي تجلب الضغط النفسي على مصارع شاب.
وفي النهاية نقول إن WWE نجحت وبامتياز بتقديم عرض أسطوري ورائع يليق بمكانة الرسلمينيا التي أصبحت حالة لها مكانة خاصة في جميع أنحاء العالم، ونتمنى أن يحافظ الاتحاد وفريق الابداع على هذا المستوى الرائع من السيناريوهات المميزة خلال الفترة القادمة.
تحليل: يوسف أبو سيفين