سيكون من الصعب اقناع الجميع بالالتفاف حول المصارع رومان رينز والبدء فى تشجيعه بعد ان فاز ببطولة WWE، فهناك من يتعاملون بالأمر من الناحية العاطفية اكثر وينتقدون المصارع الشاب دون اي اسباب منطقية على الاطلاق، ولكن وبغض النظر عن تلك الاراء السالبة سنتحدث فى هذا التقرير عن اسباب منطقية تجعل رومان رينز الخيار الأمثل لتشجيعه حاليا فى WWE.

التطور الملحوظ فى الحلبة:

منذ ان فاز بالنزال الملكي العام الماض ووقفت الجماهير فى وجهه بسبب خسارة محبوبها دانيال براين، وضع رومان رينز نصب اعينه هدفا واحدا وهو التحسن فى الحلبة، وهو ما تمكن من تحقيقه بالفعل حتى باتت نزالته تحظى دوما بأعلى تقييم من قبل المواقع الرياضية المتخصصة.

وظل نزال رومان رينز الاكثر متابعة على الاطلاق فى العروض الاسبوعية والشهرية. وكتب احد النقاد واصفا نزالات رومان رينز بأنها “المصارعة الحقيقية فعلا والتى تبتعد تماما عن التمثيل والتصنع فى تنفيذ الضربات او تلقيها”. رومان رينز من افضل المؤديين حاليا فى الحلبة وسيظل يتحسن اكثر مع مرور الوقت، خصوصا وانه مطالب باثبات احقيته بحمل الحزام.

لا يوجد غيره فى الساحة

من اسباب مهاجمة الجماهير الفعلية للنجم رومان رينز، انهم لا يملكون اي اسباب حقيقية فعلا، بل يكررون كلمة (مضخم) طيلة الوقت، مع ان التضخيم هو مصطلح فعلي في المصارعة واجراء يعمل به منذ ان القدم، فتم دفع هوغان حتى صار الرجل الخارق، ومن بعده اندرتيكر والروك واوستن وتربل اتش وشون مايكلز وبريت هارت وجون سينا وراندي اورتن وغيرهم من المصارعين.

لذا كانت الجماهير تطالب بأي مصارع اخر فى المقدمة غير رومان رينز. ولكن ما لم تلاحظه الجماهير هو انه لا يوجد اي خيار آخر. فدانيال براين مصاب ولن يعود الى الحلبة قريبا، وهناك ايضا سيث رولينز، راندي اورتن، جون سينا، دين امبروز، بروك ليسنر.

اذن اربعة من هؤلاء الستة غير موجودين. ليبقى دين أمبروز والذي يحظى هو ايضا بدفعة خاصة به بدأت بحزام القارات. ليبقى حاليا رومان رينز وحده فى الصورة.

وبالعودة تلك الاسماء سنجد ان اغلبها لا مكان له بالنسبة لحزام البطولة، فدانيال براين بات واضحا تماما انه لن يتخلص من الاصابة التى تعرض لها ولن يغامر فينس ماكمان بوضع الحزام على كتفه قريبا حتى لا يعود الاتحاد مرة اخرى الى نقطة الصفر ان عاودت الاصابة براين كما حدث مع حزام القارات سابقا.

راندي اورتن فى المقابل بدأت مسيرته تسير نحو ايامها الاخير، وكذلك الحال بالنسبة لجون سينا، وبات الاثنين يفكران فى مستقبلهما بعيدا عن المصارعة حاليا. سيث رولينز لن يتواجد قريبا فى الحلبة، بينما بروك ليسنر لن يظهر بصورة دائما ان فاز بالحزام كما فعل سابقا.

قليل الكلام كثير الافعال

دائما ما يتعرض النجم رومان للهجوم بسبب عدم مقدرته على الحديث، حسنا.. ومن يريد ان يسمع الكلام اصلا، نحن هنا من اجل المصارعة والقتال، ورومان رينز الافضل فى هذا المجال وعبارة عن ماكينة ضربات متتالية.

نقطة الضعف التى يعاني منها رومان هى من افضل ميزاته، فهو بذلك لن يدخل الى الحلبة ويقضى قرابة العشر دقائق او حتى ربع ساعة هو يتحدث كما يفعل جون سينا او سيث رولينز من قبله، اقل من دقيقة واحدة ويبدأ القتال. هكذا هي المصارعة وهكذا هو المصارع.

ان كنتم تبحثون عن الحديث فاتبعوا الصقور وكونوا مع براي وايات. او كل ما عليكم فعله هو بولييييييييف ببو دالاس.

التعاطف

لا احد كان يتمنى ان يكون فى موقف رومان رينز حين فاز بنزال الرويال رامبل، فالليلة التى يحلم بها اي مصارع فى حياته تحولت الى كابوس بسبب خطأ لم يقترفه هو فى الاساس. فريق الابداع فى تلك الليلة تسبب فى تحول رومان رينز الى المكروه الاول فى عالم مصارعة المحترفين، وهو يجعلونه ينتصر فى ليلة كان الجميع يتوقعون فيها فوز معشوقهم دانيال براين.

وبدلا من الاتعاظ من الخطأ الذي وقع مع باتيستا سابقا، تم تكرار الأمر مع رومان رينز بحذافيره. ومن تلك الليلة والنجم الشاب يعاني الأمرين، والعديد جدا من المشجعين بدأوا يهتفون ويصفقون له بعد احساسهم بالظلم الكبير الذي وقع عليه.

رومان رينز موهبة مميزة فى الحلبة افسدها بعض الاشخاص هناك فى المكتب، لذا قد يكون احساسنا بالظلم الذي يتعرضه له مصارع مثل دين امبروز او سيزارو هو نفس الاحساس الذي يجعلنا نشفق على مصارع اخرى يقدم لنا بصورة سيئة للغاية دون اي ذنب منه.

الفضل يعود الى شيمس

واحد من اهم الاسباب التى جعلت الجماهير تهتف وتشجع رومان رينز فى الاسابيع الماضية كان بسبب البطل شيمس. فقد يعتقد البعض ان هتاف الجماهير لرومان رينز وتشجيعها المدوي له فى عرض الراو الماضي كان بسبب فينس ماكمان، ولكن ذلك ليس صحيح.

ففعى مهرجان تي ال سي هتفت الجماهير (شكرا رومان)، وفى عرض الراو السابق حين حطم رومان رينز الطاولة بشيمس هتفت الجماهير بأسم رومان رينز عدة مرات. اذن العامل المشترك فى جميع تلك الهتافات كان الخصم شيمس.

فكما ذكرت من قبل فى تقرير سابق ان شيمس لا يصلح ابدا لحزام البطولة، فالمصارع كان نسخة مشوهة تماما مما كان عليه فى السابق، فالرجل الذي كان يطلقون عليه المحارب الابيض العظيم، والذي كان يعتبر واحد من اعنف المصارعين واكثرهم تطرفا، عاد بشخصية مختلفة بعد الاصابة، فكان هزليا اكثر من اللازم. انتزاع اللقب من شيمس هو سبب هتاف الجماهير اولا ومن ثم فوز رومان كان ثانيا.

رومان رينز نفسه

نقصد هنا الشكل والبنية الجسدية وحتى ملامح الوجه الخاصة برومان رينز، فالاخير تتوفر فيه جميع مقومات المصارع الاسطوري، الطول الفراع والعضلات المفتولة والوجه الوسيم. رومان رينز يشبه الى حد بعيد اساطير الحكايات اليونانية والفرسان فى القصص الخيالية.

فهو المفضل بسبب قوته وشراسته لدى الشباب، ووسامته المفرطة لدى السيدات، وبسبب شخصيته الطيبة لدي الاطفال. كما انه الانسب تماما لحمل حزام الاتحاد بسبب الهيبة التى يضيفها عليه. رومان رينز سيظل يتطور مع المستقبل وستزداد شعبيته مع مرور الوقت حتى يصبح اسطورة فى عالم مصارعة المحترفين.

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد