بيل غولدبيرغ .. قصة صعود وسقوط الأسطورة (الجزء الأول)

بيل غولدبيرغ .. قصة صعود وسقوط الأسطورة (الجزء الأول)

الكاتب يوسف أبوسيفين بتاريخ 28 يناير، 2015


غولدبيرغ

بيل غولدبيرغ، أو بالأصح وليام سكوت غولدبيرغ، اسم ظل يترددا كثيرا في السابق ولكن بعيدا تماما عن عالم مصارعة المحترفين، وكان ذلك في مدرجات ملاعب كرة القدم الامريكية حين كان لاعب بفريق اتلانتا فالكونس في عام 1994 ويشق طريقه نحو النجومية.

حيث كان يوصف بأفضل ظهير أيسر في الدوري حينها، ولكن الاصابة عطلت قطاره هناك وحولت طريقه الى عالم المصارعة المحترفين ليبدأ مع الدبليو سي دبليو في واحدة من أكثر قصص المصارعة الحرة اثارة للجدل على الاطلاق، وحتى نضعكم تماما في الصورة، دعونا نعود بكم الى الخلف قليلا لنعرف أكثر عن الفترة الحساسة التي ظهر فيها المصارع في عالم مصارعة المحترفين.

وفي حين كانت بداية الرجل الاصلع مع المصارعة عام 1997، سندعه هناك ونعود نحن إلى العام 1983 لنعرف بشكل دقيق ما كان يحدث في ساحة المصارعة الحرة خارج الحلبة، وهناك كان فينس ماكمان يدير كل شيء ويتلاعب بكل من حوله من اتحادات محلية.

ولكن هناك رجل واحد لم يكن يعجبه ما يفعله فينس، وهو تيد تيرنر صاحب الامبراطورية الاعلامية الاشهر في العالم والتي أطلق أكبر قناة اخبارية عبر التاريخ (السي ان ان) وهي الشبكة التلفزيونية “دبليو تي بي”.

تيد تيرنر كان مجبرا في البداية على الانصياع لطلبات فينس ماكمان لسببين رئيسين، الأول للاستفادة من شعبية الاتحاد في جذب المشاهدين، وثانيا لعشقه لمصارعة المحترفين، ولكن لاحقا وفي عام 1985 قام تيد بإجبار فينس على التخلي عن فقرته لصالح اتحاد أخر.

وهو ما اغضب فينس وجعله يتحول الى شبكة “يو اس ايه” وأطلق بعدها بقليل مهرجان سيرفايفر سيريس فيما قام ببث اول مهرجان رويال رامبل مجانا عبر القناة، وفي المقابل كان الاتحاد الذي يشرف عليه تيد تيرنر باسم “جيم كراكيت بروموشن” قد اطلق مهرجان “ستاركيد”، وردا على مهرجان راسلمينيا اطلاق مهرجان “كلاش اوف ذا تايتان”، والذي تحول الى “كلاش او ذا شامبيونز”.

وفي اكتوبر من عام 1988 أطلق تيد تيرنر اتحاده الجديد (الدبليو سي دبليو) رسميا، وفي المقابل كانت الدبليو دبليو اف تعاني كثيرا وقامت بإلغاء العديد من عروضها الاسبوعية قبل ان تطلق عرضها الرئيسي “الراو” رسميا عام 1993، وهي اللحظة التي غيرت خارطة المصارعة الحرة تماما.

حيث ادخل فينس الكثير من التعديلات على المصارعة حتى تغيرت جذريا لاحقا، وأهم هذه التعديلات كان اعتماد القصة او السيناريو في العرض، وتم تسجيل العرض امام الجمهور بصورة مباشرة وكذلك وضع طاقم التعليق بالقرب من الحلبة بدلا مما كان يحدث في السابق حين كان الصوت والصورة تسجلان بطريقة منفصلة تماما.

وفي عام 1993 أدرك تيد تيرنر انه لن يتمكن من مجاراة فينس ماكمان، فحبه للمصارعة الحرة لم يكن كافيا لوحده للتفوق على الداهية فينس والذي كان يعتبر الافضل على الاطلاق في مجال الدعاية والترويج، لذا قرر تيرنر الاستعانة بشخص محنك وقادر على مجاراة ما يحدث هناك في الدبليو دبليو أي.

ليظهر اسم ايريك بيشوف في عالم المصارعة الحرة. بيشوف كان مروجا ومنظم للعروض، لذا كان يمتلك الخبرة الكافية لشغل منصب المدير التنفيذي عند تيد تيرنر. وفي ذلك الوقت لم تكن الشركة تملك اسما لامعا سوى ريك فلاير الذي عاد إليهم بعد ان قضى فترة أكثر من رائعة في الدبليو دبليو اف.

وحاول ريك تغيير خارطة الاتحاد الا انه كان مكبلا للغاية بسبب طريقة تسجيل العرض الاسبوعي المتأخر، حيث كان اتحاد الدبليو سي دبليو يقوم بتسجيل العديد من العروض قبل ان يقوم ببثها بعد شهر كامل، وهو ما أربك الجمهور والذي كان يرى بعض المصارعين يرتدون احزمة بطولات دون ان يعرفوا متى فازوا بها.

ريك فلاير تمكن من تغيير كل ذلك لاحقا وعادت العروض الى الجمهور المباشر ولكنها كانت غير منافسة لما يقدمه الدبليو دبليو اي بوجود اسماء كبيرة مثل هولك هوغان، ماتشو مان، اندرتيكر، شون مايكلز، وغيرها من المصارعين المهمين، ليلجأ اريك بيشوف بعدها الى رئيسه تيد تيرنر ويحثه على صرف بعض النقود حتى يتعادل في القوة مع فينس ماكمان.

وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى اتى هولك هوغان، ومن بعده ماتشو مان، ومن ثم سيد فيشس وسكوت هول وكيفين ناش ورودي راودي بايبر الى الدبليو سي دبليو، ليتعادل بذلك ميزان القوتين قليلا بعد استعادة WCW لعافيتها.

بداية الحرب الفعلية بين اتحاد الدبليو سي دبليو والدبليو دبليو اي كانت في عام 1995 حين ذهب تيد تيرنر للتحدث مع مديره الجديد ايريك بيشوف وسأله عن كيفية مجابهة فينس ماكمان وعرضه النجاح الراو، فأشار عليه ايريك بيشوف بتخصيص ساعة في نفس الوقت الذي يبث فيه عرض الراو حتى يتابع الجمهور أحد العرضين وليس كلاهما.

وأكد له أنه يثق تماما في المنتج الذي يقدمه، وبالفعل اعطي بيشوف ما يريد وزاده ساعة اضافية، وبينما كان عرض الراو يبث مسجلا ليلة الاثنين كان عرض النايترو الخاص بالدبليو سي دبليو يبث على الهواء مباشرة، وفي ظل قدوم كبار المصارعين من الدبليو دبليو اف الى الدبليو سي دبليو وكذلك ظهور عصابة “إن دبليو أو”، بدأ بيشوف في سحب البساط من ماكمان فيما أطلق عليه حينها حرب ليلة الاثنين.

وفي اول عرض نايترو عاد المصارع القوي ليكس لوغر والذي كان في قمة تألقه مع الدبليو دبليو اف قبل ان يتخلى عنها من اجل اتحاده القديم. فيما قام فينس ماكمان بتصرف غير مدروس على الاطلاق وهو يتخلى عن محبوب الجماهير بريت هارت فيما أطلق عليه فضيحة مونتريال عام 1997 حين تسبب في خسارته امام شون مايكلز امام ابناء مدينته هناك في كندا.

فبريت هارت رفض تجديد عقده مع فينس وفضل الاخير ان يذله قبل ان يغادر، ليصل بريت الى الدبليو سي دبليو على الفور، وهناك كانت عداوة جديدة بين ستينغ وهولك هوغان قد جذبت اعين الجماهير، فيما ظهرت اسماء شابة مثل كريس جيريكو وراي ميستيريو.

وفي أول رد من فينس ماكمان على ما يحدث قام بأطلاق عصر الاتيديود ايرا الشهير، والذي بدأ على يد اسطورة المصارعة ستيف اوستن، الرجل الذي لا يبالي بشيء ويضرب كل من يقف أمامه ولا يمكن التوقع بما يفعله في الحلبة او خارجها.

وهو الوحيد الذي اعتدى على مديره ماكمان في الحلبة، شخصية ستيف اوستن كانت فريدة للغاية من نوعها ولم تشهد المصارعة مثلها من قبل، لذا فضلت بعض الجماهير متابعته بصورة مستمرة، ولكن ذلك لم يكن كافيا للتفوق على عرض النايترو في معدل المشاهدة وظلت الدبليو سي دبليو دائما في القمة ولمدة تجاوزت العامين على التوالي.

انتظرونا في الجزء الثاني 

بقلم: محمد بهاء الدين