أولا وقبل كل شيء أود أن أهنيء الأمة الإسلامية والعربية بحلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات والأمان والاستقرار والرخاء …
مع عودة للكتابة من جديد بعد فترة توقف من خلال فقرتكم المتجددة بإذن الله “تحت المجهر” والتي سنتناول فيها أهم أحداث الأسبوع ونبدي بعض الآراء الخاضعة للمناقشة الموضوعية ممزوجة بالنقد البناء، وسنتناول معا أهم ما يشغل الساحة من أحداث داخل وخارج الحلبة أو تصريحات أو أخبار، وسأسعد بتعليقاتكم المبنية على النقاش الموضوعي وأهلا وسهلا بالاختلاف والرأي الآخر، فلندخل معا أجواء فقرتنا.
فوز جيندر مهال ببطولة WWE :
لعل أهم ما يشغل الساعة في الفترة الأخيرة هو فوز المصارع الهندي جيندر مهال ببطولة العالم الأولى في مسيرته، جاء انتصار مهال بمثابة الصاعقة على الفئة الكبرى من الجماهير حول العالم، وبمنتهى الصراحة أنا أحد الجماهير التي اعتبرت فوز مهال وانتزاعه لقب أهم بطولة في التاريخ من رابع المستحيلات، وأن مسألة مواجهته لنجم كبير بحجم راندي أورتن ما هي إلا حيلة من قبل الإدارة لإطالة فترة احتفاظه باللقب ليخسره لصالح نجم بنفس المكانة، ولكني كنت واهم ومخطئ فقد حدث ما لم نكن نتوقعه وفاز جيندر مهال وحصل على الجائزة الكبرى.
ولكن .. هل يستحق فوز النجم جيندر مهال باللقب كل هذه الضجة التي صاحبت فوزه باللقب ؟؟؟ دائما ما أطرح أجوبتي على الأسئلة بطرح سؤال آخر، في هذه الحالة ستكون إجابتي بسؤال “هل يستحق النجم جيندر مهال الفوز باللقب في الأساس ؟” ، الإجابة بدون تفكير لا .. لا يستحق حتى الدخول في نزال ملكي لتحديد المتأهل لمواجهة البطل في نزال ليس حتى على اللقب، فمع كامل احترامي لجماهير الاتحاد في دولة الهند إلا أنني لا أجد ما يشفع للنجم حتى نرى اللقب حول خصره.
جيندر مهال عبارة عن مصارع هندي صنيع المنشطات لا يمتلك موهبة ولا أسلوب قتالي مميز أو حتى حركة قاضية جيدة، مصارع تخلى عنه الاتحاد لضعف قدراته وانعدام موهبته وجد لنفسه متسع من الوقت، وبدلا من أن يستغل وقته خارج الاتحاد لمحاولة تلميع صورته وتحسين أسلوبه كمصارع لجأ إلى الطريق المختصر، فما أسهل اللجوء إلى المنشطات للوصول إلى كتلة عضلية قوية ومن ثم الخروج بتصريحات مثل “الاتحاد منحني الفرصة لأنني تفانيت في التدريبات وعانيت للوصول إلى تلك المكانة وسعيد بثقة المسؤولين التي تدفعني لبذل المزيد من الجهد” ، لا أعلم هل ثقة المسؤولين ستدفعه لبذل المزيد من الجهد أم لاستبدال الطعام والشراب بالمنشطات للحصول على المزيد من البطولات مع الاتحاد.
تحول النجم راندي أورتن إلى مصارع محطة :
تحدثنا عما حدث مع جيندر مهال وانتزاعه للقب من أنياب الأفعى ، وهو ما يأخذني إلى ثاني فقراتنا مع النجم راندي أورتن، ما يحدث مع نجم كبير بحجم وتاريخ أورتن لم يمثل لي أي مفاجأة على الإطلاق، وهنا أقصد خسارته سريعا للقب وليس فوز جيندر مهال حتى لا يختلط عليكم الأمر، فما يحدث مع النجم راندي أورتن بدخوله في دوامة هزائم شبه متتالية سواء بالعروض الأسبوعية أو بالعروض الكبرى سببه هو أورتن نفسه الذي لم يحاول بأقل جهد تطوير نفسه أو مجاراة ثورة التغيير التي حدثت بالاتحاد في الفترة الأخيرة من ضخ دماء جديدة لنجوم أصحاب أساليب قتالية مميزة وفريدة.
صدق تريبل اتش في تصريحه أن النجم راندي أورتن أصبح كسول لا يريد حتى مساعدة نفسه رغم ثقة الإدارة به وبإمكانياته التي لا تخفى على أحد ممن يعرف النجم جيدا، النجم الملقب بالأفعى سابقا أصبح مصارع محطة يتسلق على أكتافه الموهوب ومن لا اسم له ولا هوية، أصبح أفعى بلا أنياب حقيقية، فالطبيعي لنجم بتلك المكانة أن يواجه مصارع كـ جيندر مهال في نزال بعرض أسبوعي في وجود مهال كمتلقي ضرب ووجبة هنية داخل معدة الأفعى، ولكن ما حدث للنجم هو أنه أصبح مصارع عادي حتى وهو بطلا للاتحاد للمرة الثالثة عشر في مسيرته وهو رقم كبير، عزائي الوحيد هو أنه لم يكن يستحق الفوز باللقب وانتزاعه من المجتهد براي وايت.
شينسكي ناكامورا .. كاريزما تمشي على قدمين :
في اعتقادي الشخصي النجم الياباني الكبير شينسكي ناكامورا هو ما كان ينقص العروض، كاريزما غير عادية افتقدتها الجماهير كثيرا هذه الأيام، أسلوب قتالي داخل الحلبة يحول أبسط النزالات إلى مواجهات نارية لا تخلو من المتعة لنا كجماهير.
أعجبتني جدا طريقة تعامل الإدارة مع مسألة تصعيد ناكامورا إلى العروض الرئيسية واختيار عرض سماك داون ليشق به طريقه بعروض الأضواء بعيدا عن عرض الرو الذي أصبح أشبه بمسلسل قديم شاهدناه مئات المرات وأصبحنا نتوقع القادم قبل حتى بداية العرض.
كما أود الإشادة أيضا بالتروي قبل الدفع به في نزالات وجعل نزاله الأول بعرض شهري وأمام مصارع بحجم النجم دولف زيجلر الذي يستطيع تقديم مواجهة نارية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهو دلالة على تقدير الإدارة للجوهرة الثمينة التي بين يديهم.
أختلف كثيرا مع بعض الجماهير التي ترى أن شينسكي ناكامورا عبارة عن مصارع صاحب دخلة مميزة فقط، فهم تغافلوا تماما قدرات ناكامورا المذهلة داخل الحلبة وأسلوبه القائم على المزيج من الفنون القتالية التي يجيدها الياباني، ناهيك عن نظراته لخصومه وإضفائه لجو مرح يثير حماسة الجماهير، تلك النظرات الصامتة في مضمونها ولكنها ذات ألف معنى ومعنى.
ما المشكلة إن كان لا يجيد اللغة الانجليزية ولا يتحدث إلا بالقليل ؟ فأنا أعرف مصارع ما يجيد الانجليزية ولا يجيد التحدث لكن فينس مكمان يرى عكس ذلك ويصر على أنه أفضل متحدث ومؤدي في التاريخ، لست ضد أن يكون المصارع لا يجيد التحدث أمام الجماهير لكني أقف وبشدة أمام من تفرضه الإدارة على الجماهير.
سي ام بانك يتحدى العالم :
أود أن أختتم فقرة هذا الأسبوع على أكثر المواضيع إثارة للجدل …
لازال مجرد ذكر اسم النجم المشاكس دائما سي ام بانك يأتي بإثارة للجدل في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبحت سيرة النجم المتمرد مقترنة بالقيل والقال منذ تركه العمل كمصارع وحتى بعد تحوله لمقاتل مرورا بالهزيمة المرة التي تعرض لها في أولى تجاربه داخل قفص القتال السداسي، والتي مازال البعض يتحدث عنها بمنتهى السخرية، وهو محور حديثي عن النجم اليوم.
بمنتهى الصراحة أشعر بمنتهى الاستفزاز لمجرد السخرية من تجربة النجم مع UFC ، ليس لأنني أحد جماهيره ولكن لعدم وجود مبرر موضوعي للسخرية من هزيمة تعرض لها، ما الذي يدعو للسخرية من مصارع ترك مجال المصارعة الحرة ليطارد أحلامه ويتحول لمقاتل محترف لدى أفضل اتحاد للفنون القتالية المختلطة ؟ فمجرد الوقوف على حلبة القتال يعتبر انجاز مقارنة بخبرته المعدومة في ذلك المجال العنيف.
لماذا لم يسخر أحد من النجم الكبير باتيستا في مشاركته الأولى كمقاتل باتحاد MMA Bellator عندما شارك بالقتال وعلامات الخوف تعلو وجهه وهو يواجه مقاتل بدين مستواه أقل من المتوسط، بل وأخذ ذلك المقاتل يسخر هو نفسه من باتيستا خلال أحداث القتال ويرمقه بنظرات استهزاء حتى أثناء انقضاض باتيستا عليه، هل رأينا سخرية من باتيستا وهو صاحب الجسم الأقوى والبنية العضلية التي قد تساعده على النجاح بذلك المجال ؟؟؟
بالطبع لا .. إذاً لماذا كل هذا الكم من الهجوم الساخر الذي كان آخره من أحد متسابقي البرامج الترفيهية التي شارك بها بانك مؤخرا، فقد سعى ذلك الشخص إلى الشهرة عن طريق النيل من جماهيرية مصارع ومقاتل أثار الجدل دائما سواء بالإيجاب أو بالسلب، لا أحاول الدفاع عن سي ام بانك دفاعا مطلقا عن طريق الهجوم على الساخرين منه، فالعالم أصبح قائم على هؤلاء الساخرين وأصبحوا هم من في الصورة بشكل لم أكن أتخيله أبدا، بل ووصل الأمر إلى حد السخرية من أجل الشهرة، لك أن تتخيل كم الشهرة التي حصل عليها المتسابق مما حدث بالمسابقة وكم التمجيد الذي ناله من كارهي النجم لمجرد هجومه المقيت على تجربة بانك القتالية.
أصبح سي ام بانك يتحدى العالم بعد أن التزم الصمت طويلا، وهنا أقول له ولجماهيره وكارهيه أننا أصبحنا نعيش في عالم أصبح مجرد السعي وراء الحلم فيه خيال علمي، فلتواصل الزحف وراء مساعيك وسيكافئك الله بما تستحقه لأن وراء الحلم تعب وتدريب وإرادة فولازية، استمر أيها المشاكس لعلك تعطي درسا ومثالا للشباب الصغير في كيفية نقل الأحلام إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع.
آسف على الإطالة وإلى اللقاء في فقرات أخرى …