لا يخفى عليكم أعزائنا الزوار بأن أحد أكثر المواضيع الساخنة والمثيرة للجدل في الفترة الأخير كانت مواجهة الشاب الصاعد بقوة في السنة الأخيرة براي وايت “وجه الخوف الجديد” ضد الظاهرة وأسطورة كل الأجيال أندرتيكر.
هذا التباين والحدة في النقاشات بين أحباء المصارعة حول هذا الموضوع يرجع للإختلاف الجوهري بين الطرفين اللذان يدفع أحدهما نحو فوز المصارع الشاب الذي يعد بمسيرة رائعة تحمل عروض الإتحاد وتزينها خلال سنوات عديدة قادمة فيما يتشبث الآخر بإرث الأسطورة اندتيكر ويحرم خسارته الثانية على التوالي في مهرجانات الرسلمانيا.
لكن لننسى مسألة من “سيفوز قليلا” ولنركز على بناء هذه العداوة التي إنتظرها وطالب بها الكثيرون منذ فترة طويلة نظرا لتقارب الشخصيات بين هذا الثنائي، هذا البناء الذي يمكن وصفه بالحسن والقريب من الرائع ويعود كل الفضل في ذلك للمصارع الشاب براي وايت الذي وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها تفرض عليه إقامة عداوة كاملة لنزال في أكبر مهرجان مصارعة حرة في التاريخ بمفرده وبدون تواجد للطرف المقابل.
لكن بالرغم من هذه الظروف الصعبة تمكن النجم من التألق وقدم لنا على مدار الأسابيع الماضية خطابات كلامية رائعة جعلتنا نتحمس كثيرا لهذه المواجهة، وختم براي هذه السلسة من البروموهات بـ”قنبلة كلامية” أبدع وأقنع فيها خلال عرض الرو الأخير وأعاد لنا بها إحساس زمن الطفولة الذي كنا نشعر به أيام عصر المصارعة الجميلة.
لكن من يجب أن ينتصر في النهاية ؟ هل نعطي الفرصة للنجم الشاب أم نحافظ على “إرث” الأسطورة ؟ هذه الأسئلة التي يصعب علينا الإجابة عنها، لأنه لو نظرنا للمسألة من جهة براي وايت نجد بأنه المرشح المثالي ويعتبر هبة سماوية جائت للإتحاد لكي يستلم الشعلة ويقدم لنا كجماهير سنوات رائعة كما فعله سلفه الأسطورة أندرتيكر.
حيث يتمتع النجم بكل مقومات النجاح، أولها قدرته الهائلة على تقديم بروموهات رائعة ومقنعة (على فكرة النجم براي وايت يكتب بروموهاته وحده ولا يستعين أبدا بفريق الإبداع) بالإضافة لإتقانه وإنغماسه الكلي في هذه الشخصية المريبة والمجنونة حتى أصبحنا نصدق فعلا بأن ويندهام لورنس (إسم براي وايت الحقيقي) شخص مجنون وقاتل سفاح، كما لا ننسى بنية النجم الجسمانية المميزة التي تتصف بالضخامة والقوة والصلابة ولكن في نفس الوقت جسمه ليس مفتول العضلات بشكل مثالي مما يزيده تميز ويجعله أقرب للواقع ويمنح الجماهير قابلية أكثر لإقامة صلة معه مقارنة ببقية المصارعين أصحاب الأجساد الخيالية.
في نفس الوقت عندما ننظر للأمر من جهة مشجع مفتون بالظاهرة أندتيكر وتابعه منذ أيام الصبى وكبر معه مع شخصيته على مدى السنوات، نجد بأن خسارته مرة أخرى في مهرجانات الرسلمانيا أمر صعب ولا يمكن تقبله أبدا، فكيف لنا كعاشقين للأسطورة أن نقبل هزيمة بطلنا أمام هذا الفتى الغر الذي يريد إفتكاك مكانة الأسطورة ويدعي بأنه وجه الخوف الجديد.
كما يجب أن لا ننسى أيضا بأن إتحاد WWE قد يحضر للمواجهة الحلم بين تيكر وستينغ في الرسلمانيا 32 وسيكون من الصعب فعل ذلك في حال خسارة أحد الأسطورتين في المهرجان القادم.
إذن كما تلاحظون أعزائي الخيار صعب وصعب جدا بين النارين وأعتقد بأن الحسم سيؤول في النهاية لقرار اندرتيكر هو نفسه.
أما بالنسبة لي شخضيا -هذا رأي فردي مني أتمنى أن تتقبلوه- الخسارة لم تكن تعني أبدا الإهانة ومسح التاريخ، فهل محي تاريخ هولك هوغان ؟ هل نسينا إنجازات شون مايكلز ؟ هل توقفت الجماهير عن الدخول في حالة جنون في كل عودة لفتى الطبيعة ريك فلير؟ بالطبع لا وبالتأكيد خسارة تيكر من براي وايت لن تفعل هذا أبدا لأن تاريخ الأسطورة محفور بأحرف ذهبية في تاريخ المصارعة الحرة ولا يمكن حتى لعشرة خسارات متتالية أن تمحيه، وأنا أتمنى شخصيا أن يمنح إتحاد wwe الفوز هذا الأحد للنجم براي وايت لكي يبني مسيرته الحافلة إن شاء الله على خلفية هذا الإنجاز وكل الإحترام للأسطورة اندتيكر على ما قدمه لنا من سنوات رائعة.
كتابة : محمد المكي
للتواصل مع الكاتب على موقع التويتر : Follow @assilmekki
وعلى موقع الفيسبوك :