إقتربنا أعزائي المتابعين بشكل كبير من مهرجان الرسلمانيا 31، ومع هذا الإقتراب بدأت درجة الحماس والإثارة في الإرتفاع وهذا بالذات ما تشكى من غيابه عشاق المصارعة حول العالم في الفترة السابقة بسبب سوء بناء الطريق نحو هذا المهرجان الكبير، لكن مع إقترابنا بهذا الشكل الكبير من الموعد المرتقب لا يمكن لأي عاشق حقيقي للمصارعة الحرة أن يخفي حماسته لهذا المهرجان التاريخي.
ولكن بالرغم من كل هذه التشكيات التي لاحقت عروض WWE الأخيرة في الطريق نحو الرسلمانيا يوجد نزال واحد وسيناريو واحد قد نجى من تخبط فريق الإبداع وتم تقديمه بشكل جيد ومقبول بالرغم من بعض الأخطاء، وهنا نتحدث عن عداوة جون سينا والوحش روسيف على بطولة الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث قام الثنائي المذكور بمجهود طيب يذكر فيشكر في البناء نحو نزالهما القادم على مدى الأسابيع الماضية، فقد شاهدنا بروموهات قوية وحماسية من سينا كالعادة وشاهدنا كذلك لحظات شر وبطش حقيقة من الوحش الروسي/البلغاري روسيف خلال هجوماته على سينا، وبالرغم من قرار WWE الغبي الذي ابعدوا به لانا من جانب روسيف لتصوير فيلم ما، إلا أن المصارع الشاب تمكن نوعا ما من تقديم الحد الأدنى على المايكروفون وساهم في تواصل بناء العداء.
لكن بعد هذا البناء الحسن والطيب يبقى السؤال الأصعب والذي يتطلب إجابة قريبا هو من سيكون الفائز بهذه المواجهة ؟ فكما شاهد الكثير منكم في الفترة الأخيرة من خلال نقاشات الزوار هنا في قسم التعليقات توجد العديد والكثير من الحجج الطيبة والمقنعة التي تدفع نحو فوز الطرفين.
ففي البداية نجد بأن الأسطوري سينا الذي عانى من الخسارات المتتالية في الفترة الأخيرة لكنه تعود على التألق في مهرجانات الرسلمانيا وسيكون خيار رائع لـ”إنقاذ الولايات المتحدة من هذا الوحش الشرير” بعد أن قام روسيق يوسف بإختراق كل المنافسين السابقين الذين وضعوا أمامه، هذا بالإضافة إلى أن هذا الإنجاز سيحسن كثيرا من شعبية سينا مع الجماهير وخاصة سيمكن فريق الإبداع من إعادة بريق هذا الحزام عبر وضعه على كتفي بطل العالم السابق في 15 مناسبة.
في الجهة المقابلة لدينا المصارع الشاب والصاعد روسيف الذي أبهر وأقنع في نزالاته على مدى السنة الأخيرة وأثبت بأنه يستطيع أن يكون وحش الإتحاد الجديد إن تم إعطائه الفرصة لفعل ذلك، روسيف تمكن أيضا من التخلص من كل الوزن الزائد الذي ظهر عليه في بدايته وحسن كثيرا من مظهره هذا بالإضافة لجمعه بين ضحامة الجسم وسرعة الحركة في الحلبة مما يذكرني شخصيا بالوحش بروك ليسنر.
بصراحة قرار إختيار الفائز بهذا النزال صعب، لكن بالنسبة لي شخصيا ما يقلقني في الحقيقة ليس هذا القرار بحد ذاته بل افكر اكثر في ما يحضره فريق الإبداع للنجمين في فترة ما بعد الرسلمانيا وخاصة النجم الشاب روسيف الذي مازال في بداية الطريق ووضعيته هشة وأخاف عليه من التهميش الكبير في حال خسارته أمام سينا في المهرجان الكبير.
فإن كان فوز سينا يعني أن روسيف سيبتعد بعد المهرجان الكبير قليلا عن شخصية الروسي الشرير التي بدأت التكرار والملل لكنه سيحافظ في نفس الوقت على مديرة أعماله لانا وشخصيته الشريرة والمدمرة وربما حتى ليتجه بعدها لتحدي بطل WWE للوزن الثقيل بروك ليسنر فمرحبا بهذه الخسارة حينها، لكن إن كان يعني ذلك نسيان روسيف ومسيرته الممتازة مثلما حدث مع سابيقيه من أصحاب شخصية “الروسي الشرير” فأني أتمنى حينها فوز النجم الشاب.
وفي نفس الوقت إن كان فوز روسيف يعني مواصلة النجم في مسيرته الناجحة والمهيمنة مع تحول محتمل في شخصية سينا للشرير أيضا فحينها مرحبا بفوز روسيف، ولكن إن كان يعني ذلك تواصل مهزلة تهميش لقب الولايات المتحدة الأمريكية (والقارات) وإدخال روسيف في عداوات بلا معنى كما كان الحال قبل دخول سينا على الخط فإني أتمنى حينها فوز المخضرم سينا.
كتابة : محمد المكي
للتواصل مع الكاتب على موقع التويتر : Follow @assilmekki
وعلى موقع الفيسبوك :