موضوع التحليل الذي سأتناوله اليوم أقل ما يقال عليه أنه موضوع شائك، سأنال بسببه الانتقادات الكثيرة التي قد تصل إلى سب شخصي في التعليقات والتغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وقد يصفني البعض بالكاره أو الحاقد “كالعادة”، ولكي لا أكترث لذلك الأمر كثيرا وسأخرج ما لدي وليقبل من يقبل ويأبى من يأبى.
بعد إعلان مواجهة جون سينا مع براي وايت رسميا بريسلمانيا 30؛ خرجت الموجات الحادة والأوجه المنتقدة ينتقدون خصم سينا الصاعد الغامض الموهوب براي وايت، وتأتي هذه الانتقادات تحت مسمى أن براي لا يستحق مواجهة رجل الشركة الأول ووجه الاتحاد والبطل السابق جون سينا وعلى حلبات ريسلمانيا 30، وأنه ليس هو الخصم المناسب ليواجه سينا الذي يستحق مواجهة أسطورة أو كسر سلسلة انتصارات أندرتيكر بريسلمانيا.
دعونا ننحي سلسلة انتصارات أندرتيكر جانبا فهي قصة أخرى ولابد ألا تنتهي سواء بسينا أو بغيره، فلنركز على المواجهة الأخرى التي أراها ستسحب البساط من تحت أقدام نزالات أخرى من نزالات القمة وهو نزال سينا مع وايت.
فلنلقي الضوء على بعض النقاط الهامة الخاصة بكل من النجمين حتى تتضح الرؤية جيدا ويظهر هدفي من ذلك التحليل :
(أولا) جون سينا :
تجاوز جون سينا مع الاتحاد عامه الثاني عشر لكنه على القمة منذ عام 2006، ولم يستطع أي نجم زحزحته من على عرش قمة نجوم الاتحاد لتوفر فيه كل الصفات التي يتمناها الاتحاد في واجهة الشركة وهي :
“قوي البنية – يجيد الحديث على الميكروفون – معروف إعلاميا – محبوب من الأطفال والفتيات – أداءه جيد بالحلبة – يجيد تحريك الجماهير – نجم شباك – والأهم أن اسمه وحده يبيع بضائع ومنتجات الاتحاد فيما يعادل ما يبيعه جميع نجوم الاتحاد”.
وللسبب الأخير ترفض دوما الإدارة الدفع بسينا في دور آخر أو شخصية مختلفة عن التي يشارك بها منذ فترة طويلة جدا، ومع تذمر الجماهير التي سأمت من تواجد سينا على القمة لفترة طويلة بدون تغيير في شخصيته يأتي السؤال الهام وهو متى نرى تغيير في شخصية سينا ؟!
أصبحت شعبية سينا في مهب الريح مع تواجد أوجه أخرى محبوبة جماهيريا كالنجم دانيل براين، والذي أصبحت الجماهير متعصبة في تشجيعها له ولا تقبل تواجد غيره على الساحة في شئ يثير استياء الجميع لكنه أمرا واقعا لا يستطيع أحدا تغييره، إذن فلابد من تحرك الإدارة والتعامل بمنتهى الجدية مع الأمر لمحاولة رأب الصدع قبل فوات الأوان لأن سقوط سينا هذه المرة لن يكون له نهوض مرة أخرى.
(ثانيا) براي وايت :
مصارع أثبت نفسه في وقت قياسي جدا وشخصيته طغت على الساحة في زمن قصير، حقق شعبية لا بأس بها بأداء مبهر للشخصية التي يلعبها والتي ساهمت في تحقيقه للهدف المراد من ورائه، أرفض أن يُقال على شخصية براي وايت مرعبة لأنه ليس هناك أي نوع من أنواع الرعب فيما يقدمه براي وعائلته، بل يمكن أن نسميها شخصية غامضة.
إتقان براي للشخصية ومعه لوك هاربر وإيريك روان جعل الجماهير تتفاعل معهم في كل مرة يخرجون فيها على الجماهير وكل مرة يتحدث فيها براي، حيث نجد في بعض الأوقات صيحات تشجيع وفي أوقات أخرى استهجان منطقي وأحيانا إنصات بشدة لما يقوله وأحيان أخرى تصفيق عقب انتهاءه من حديثه الغامض.
ومع ذلك التفاعل وإتقانه لدور المكروه بشكل أكثر من رائع يتبقى الاستفادة من السيناريو القائم بينه وبين سينا قدر المستطاع، ولكي يتحقق ذلك لابد من سرد لبعض الأهداف من تلك المواجهة المصيرية لكل من النجمين وليس براي وحده أو سينا وحده، ومن وجهة نظري تلك المواجهة يمكنها أن تخدم سينا أكثر من براي وليس العكس أو كما يردد البعض بأنها ليست مواجهة قوية.
إذن ما هي الأهداف التي يمكنها أن تتحقق من تلك المواجهة ؟؟؟
1- تغيير شخصية سينا والتي ستكون بمثابة المصالحة مع الجماهير الساخطة والمتذمرة من تلك الشخصية التي ينعتوها دوما بالمملة، وإعادة سينا إلى شعبيته المعهودة والتي حينما كان يدخل الصالة كانت المدرجات تنفجر من صيحات التشجيع.
2- ليس بالضرورة أن تتغير الشخصية إلى المكروهة، بل يمكن تحول سينا من المحبوب البسيط في حديثه مع الجماهير والمرح أحيانا إلى شخصية غامضة، يخرج لإلحاق الأذى بخصومه وليس اللهو مع بعضهم، مصارع ذو أسلوب عنيف وليس ناعم في أداءه كما نراه أوقات كثيرة، شرس حتى في حديثه مع المصارعين والجماهير.
3- ليس لدى سينا ما يخسره في تلك المواجهة، فإذا تلقى هزيمة على يد براي وايت فلن تكون المرة الأولى أو الأخيرة التي يخسر فيها من مصارع صاعد، إذ سبق وتلقى هزائم أخرى بريسلمانيا كهزيمته على يد ذا ميز “الصاعد حينها” حتى وإن كانت بتدخل خارجي، الهزيمة في حد ذاتها لن تكون هدف ولكن طريق إلى الوصول إلى التغيير وخدمة أغراض أخرى أهم من مجرد فوز وخسارة، وهي إثبات أن براي وايت لا يمكن إيقافه حتى إذا واجه الرجل الأول بالاتحاد.
4- تحقيق أكبر قدر من الارتقاء بشعبية براي وايت ونقله إلى مصاف آخر مع الكبار بعد إسقاطه لوجه الشركة بريسلمانيا، واعتماده بشكل رسمي من نجوم الصف الأول بعد أن تحول من مصارع صاعد إلى مصارع بارز ورجل عروض كبرى وأحداث رئيسية.
5- الاحترافية العالية في أداء سينا ستفيد براي وايت في إخراج ما بحوزته من مهارات، وإقناعنا بأدائه داخل الحلبة كما أقنعنا بشخصيته وحديثه على الميكروفون لإثبات أنه يجيد اللعب وليس مجرد متحدث بدون أداء، فالأداء داخل الحلبة وعلى الميكروفون هما مفتاح الشهرة وطريق النجاح وليس أحدهما فقط.
6- إن لم يدرك الاتحاد ضرورة تغيير شخصية سينا بريسلمانيا فلعل صيحات الاستهجان من ثمانين ألف متفرج والهتاف المتوقع منهم للنجم براي وايت “كما حدث مع هاربر بعرض الرو” تغير رأي الإدارة وتتدارك الأمر قبل فوات الأوان.
كيف يتحقق التغيير المنشود ؟؟؟
وجود فريق إبداع “غير محترف” سيجعلنا نرى تغيير شخصية سينا وارتفاع شعبية براي “إن حدث ذلك” بأسوأ طريقة ممكنة، إنه فريق الإحباط والجهل والسلبية والذي مهمته في الاتحاد أن يرى ما تريده الجماهير ويفعل ثلاثة أشياء: إما أن يفعل العكس تماما، أو يؤخر ما تريده الجماهير ثم يفعله في النهاية، أو يتخذ قراره على غير إرادته ويفعل ما تطلبه الجماهير ولكن بسيناريو ضعيف المستوى لا يرتقي إلى مستوى الحدث أو النجم على حد سواء.
ولكن .. هناك مفتاح للتغيير المنشود، وهو أن سينا كما صرح يخاف على إرثه طيلة السنوات الماضية من الضياع ويسعى نحو المحافظة عليه بكل الطرق ويلجأ إلى الطرق المشروعة و”الغير مشروعة” ليحافظ على المكانة التي حققها، وهو ما يحوله إلى وحش كاسر وقد يكون بجوار براي وايت كوحش متحد معه وليس أحد وحوشه لحفظ مكانته بين جماهيره في النهاية.
أتصور في حالة حدوث ذلك؛ أضمن للجميع أن شعبية سينا ستعود أقوى من الأول ويعود اسمه يغزو القاعات والصالات من جديد ولا نسمع إلا “هيا بنا يا سينا” من الجميع حتى وإن كان بشخصية مكروهة، ولكن .. لابد من التغيير المنشود !!
بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran