تحليل: رومان رينز وأمبروز وجدلية “مارفل” و”دي سي” فى عالم الكوميك

تحليل: رومان رينز وأمبروز وجدلية “مارفل” و”دي سي” فى عالم الكوميك

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 27 أبريل، 2016


marvel

ينقسم جميع محبي عالم الكوميك وافلام الرجال الخارقين الى معسكرين اثنين لا ثالث لهما، فأما ان تكون رجل (مارفل) وعاشق لابطاله، او ان تختار عالم (دي سي) الواسع بجميع انواع الشخصيات الخارقة، وقليل جدا يخلطون بين العالمين، ولكن ذلك لا يمنع ان يستمتع المعجبين بجميع الشخصيات، حتى وان كانوا يسارعون لانتقادها فورا.

ويقف على رأس عالم (مارفل) اشهر الاسماء وعلى رأسها (الرجل العنكبوت) ومن بعده (الرجل الحديدي، هالك الاخضر، كابتن امريكا، ثور صاحب المطرقة) واسماء اخرى مثل (الارملة السوداء، السهم، فالكون، حارس المجرة ، وغيرهم). اما (دي سي) فتعد الاكثر شهرة بشخصيتين هما (سوبرمان وباتمان) هذا بالاضافة الى (المصباح الاخضر، روبين، المرأة الخارقة، فتاة الوطواط وغيرهم).

وحتى لا نتبعد كثيرا عن الموضوع الاساسي لهذا المقال وهو في الاساس المقارنة بين رومان رينز ودين أمبروز فى عالم المصارعة الحرة علينا ان نلقى نظرة خاطفة وسريعة على شخصية المصارعين فى سيناريوهات الاتحاد وكيف يتشابه انقسام الجماهير بينهما بما يحدث هناك فى عالم الكوميك بين (مارفل) و(دي سي).

وسنبدأ أولا برومان رينز كونه الاكثر اثارة للجدل على الاطلاق فى الاونة الاخيرة، وهو صاحب الشخصية الغامضة (نوعا ما) والذي لا يبرع فى الحديث عبر المايكرفون ويفضل الالتحام فى الحلبة والقتال، ويرتدي ملابس سوداء قاتمة ويلتزم بالصرامة والقوة وشخصية واحدة طيلة الوقت.

وفى المقابل لدينا دين أمبروز الذي يعتبر تناقضا تاما لكل ما يمثله صديقه رومان رينز، فهو يرتدي ملابس ملونة (قليلا) بالجينز الازرق والقميص الابيض، ويبدو لا مباليا طيلة الوقت ويميل كثيرا للسخرية والقاء النكات على الخصوم، ومع انه يبدو اضعف من الناحية البدنية مقارنة بخصومه فهو عادة ما يجد طريقة لتحقيق الفوز والخروج منتصرا فى النهاية.

الآن وبعد ان تحدثنا عن (مارفل ودي سي) من عالم الكوميك، وعن رومان رينز ودين أمبروز فى عالم مصارعة المحترفين، سنبدأ الآن فى دمج العالمين معا لمعرفة ما يمثله كل مصارع بالنسبة لعشاقه والى آي معسكر ينتمى بحسب شخصيته فى سيناريوهات الدبليو دبليو اي، وحتى نفعل ذلك يجب ان نعود مرة اخرى الى عالم الابطال الخارقين ونتقمص قليلا فى الجانب النفسي لتلك الشخصيات.

لنجد ان عالم (دي سي) بات مؤخرا يلتزم بالجانب الغامض واللون الغامق فى تصوير افلامهم، كما حدث مع ثلاثية (باتمان) ومن بعده (سوبرمان) و(سوبرمان ضد باتمان). ليبتعد مخرجي تلك الافلام تماما عن ضوء الصباح وتفضيل كل ما هو مظلم والاعتماد فى تحقيق الفوز على القوة البدنية خصوصا مع (سوبرمان).

وهنا قد يجد المصارع رومان رينز نفسه ملائما تماما لتك الاجواء، حيث لا يطلب منه الحديث او السخرية من الخصوم، بل الاشتباك فورا والاعتماد فقط على كل ضربة يوجهها وما يستطيع بدنه ان يتحمله فى ذلك القتال، وهو ما جعله مؤخرا اقرب الى (سوبرمان) ولكن بنسخته الحديثة (غامقة اللون)، بينما يعد (سوبرمان) القديم الذي عرضت افلامه فى الثمانينيات والتسعينيات هو النسخة الخاصة (بجون سينا).

أما بالنسبة لدين أمبروز فهو بكل تأكيد رجل (مارفل) ذلك العالم الذي يسكنه ابطال (ايفنجرز – المنتقمون) الشخصيات التى ترتدي دائما الملابس الملونة مثل الرجل الحديدي والرجل العنكبوت وكابتن امريكا، والذين يجدون انفسهم في مواجهة خصوم اضخم منهم بكثير ولكنهم يجدون الحيل والطرق المثلى لتحقيق الفوز، ومع ذلك لا يترددون فى القاء النكات والمزاح بين الحين والآخرى، كما نرى ان معظم تلك الافلام فضل مخرجيها ان تقدم بعيدا عن عتمة الليل والاضواء الخافتة.

رومان رينز ودين أمبروز ومنذ ابتعاد جون سينا عن القمة (نوعا ما) اصبحا على رأس معكسرين منفصلين يطالب كل معكسر فيهما ان يصبح بطله وجه الاتحاد فى المرحلة المقبلة، ومع انهما كانا ضمن فريق الدرع الثلاثي الا ان تقمص النجم سيث رولينز منذ انفصاله للشخصية الشريرة جعل الجماهير تختار اما رومان رينز او دين امبروز فى تلك الفترة.

والآن بات رومان رينز يحتاج لخطة انقاذ حتى لا يفشل تماما بسبب السيناريو المتخبط الذي وضعه فيه، وكذلك الحال بالنسبة لدين أمبروز والذي لا زال يتعرض لبعض التهميش الذي يبعده بصورة غير مباشرة عن القمة، ولكنه افضل حال بكثير من صديقه رومان رينز.

– امبروز ورينز وكيفية الاستفادة من تجارب الكوميك

وبما اننا نتحدث هنا عن عالم الكوميك والابطال الخارقين فمن الطبيعي ان نستخلص الحلول لهذين المصارعين من نفس المكان، وهى الحلول التى انقذ بها المخرج الشهير (كريستوفر نولان) شخصية باتمان من الفشل بعد ان عبث بها قليلا المخضرم (تيم بورتون) فى السابق. وكذلك الحال بالنسبة لدين أمبروز الذي يكشف عالم (مارفل) عن افضل الحلول لوضعه فى القمة والمكان المناسب له في سيناريوهات المصارعة الحرة.

رومان رينز يفضل ان يلتزم بشخصية واحدة، وهى المصارع الخارق الذي لا يخسر وهو ما جعل الجماهير تستهجنه طيلة الوقت، والحل الامثل لتلك المعضلة هو ابعاد رينز عن شخصية (سوبرمان) تماما مع ابقائه فى عالم (دي سي) ولكن بشخصية اخرى وهى (باتمان) وبنمظور المخرج (نولان) الذي قدم افضل الحلول على الاطلاق وهو التركيز على الخصوم اكثر من البطل نفسه.

فما يميز (باتمان) دونا عن غيره من بقية الشخصيات الخارقة هو امتلاكه لجيش كبير من اغرب وافضل الخصوم على الاطلاق، اسماء مثل (الجوكر، الفزاعة، البطريق، ذو الوجهين، وغيرهم)، فيعاني (باتمان) الأمرين لتحقيق الفوز ولكن من الناحية النفسية، دون ان تهتز صورته القوية من الناحية البدنية. تماما كما حدث فى الجزء الثاني مع (الجوكر) وكذلك مع (بين) فى الجزء الثالث.

لذا يتوجب ان يتوقف الاتحاد عن التركيز على شخصية رومان رينز فى جميع السيناريوهات التى يوضع فيها، لأنها اصبحت نقطة ضعفه وباتت الجماهير لا تتقبله على الاطلاق مهما فعل ومهما قال، وسيكون من الاجدى البحث عن خصوم بميزات معينة تجعل الجماهير تراقب بشغف ذلك السيناريو مرة اخرى دون الاهتمام بكثير بما يفعله رومان رينز بل ما يقدمه خصمه فقط، وقد يكون خصما مثل (براي وايات) هو افضل لمثال لذلك.

اما عن دين أمبروز فهو يمتلك ميزة يفتقر اليها رومان رينز، وهو امتلاكه لشخصية مميزة للغاية تتفق عليها جميع الجماهير، الا ان المشكلة هى انه دائما ما يخرج خاسرا في جميع السيناريوهات التى يخوضها حتى ولو انتصر فى الحلبة، حيث تعتقد الادارة ان وضعه امام اقوى الخصوم يعد بمثابة الدفعة له وهو العكس تماما، فوضع مؤخرا امام كريس جيريكو ومن قبله امام بروك ليسنر وتربل اتش وغيرهم، والمشكلة فى تلك السيناريوهات ان الاضواء تسلط اكثر على الخصم وليس امبروز.

وبما اننا قارنه بعالم (مارفل) فيجب الاستفادة من ذلك الأمر كون ابطال مثل (الرجل الحديدي، الرجل العنكبوت، هالك الاخضر) يستحوذون تماما على القصة فى الفيلم، ويتم ابراز افضل ما لديهم وتقديمهم تماما فى صورة الشخصية الخارقة فى كل شئ، وهو ما يفتقر اليه امبروز ويحتاجه حتى تكتمل شخصيته ويصبح ملائما ليكون وجه الاتحاد.

الكاتب: محمد بهاء الدين