مما لا شك فيه أن سلسلة الأسطورة الحية أندرتيكر في رسلمينيا من كل عام كانت وما زالت وستبقى الحدث الأكثر جذبا لعشاق المصارعة ، بل أن فكرة كسر تلك السلسة باتت تتجاوز في أهميتها المعنوية قيمة جميع الألقاب مجتمعة أيّا كانت أسماء المتنافسين عليها ومهما بلغ وزنهم في الاتحاد !
ومما لا شك فيه أيضا أن جميع النجوم يتهافون قبيل المهرجان على لفت انتباه الظاهرة عل وعسى ينالون شرف الانضمام لقائمة ضحاياه !
أندرتيكر العبقري بأداءه وتاريخه وشخصيته، مثّل على مدار الأعوام الماضية النقطة الأكثر بياضا ونصوعا في مهرجانات ريسلمينيا المائلة للسواد مع انحدار مستوى السيناريوهات والمصارعين أكثر فأكثر، فيأتي “صراع كسر السلسلة” ليُنقِذ الموقف ويخرج المسؤولين والمهرجان ككل من عنق الزجاجة .
من المعروف أن اللقاء بكامل تفاصيله ابتداءا من اختيار الخصم مرورا برسم معالم القصة وانتهاءا بالأداء والحركات على الحلبة ومن ثم النتيجة هي كلها تقريباً من إخراج وإبداع أندرتيكر نفسه… لذلك لا نجد لقاءا في رسلمينيا لأندرتيكر مذ بدأت هالة السلسلة تتعاظم إلا وكان قمة في الإثارة والندية .
ومع اقتراب كل ريسلمينيا تكثر التساؤلات عن من هو الخصم ؟ وما مدى أحقيته باللقاء ؟ وما مدى تهديده المنطقي للسلسلة؟ وماذا بعد ؟
والسؤال الأهم … كيف ستنتهي السلسلة؟ من هو؟
حسم تيكر قراره رسميا في عرض رو الآخير باختيار القاطرة البشرية بروك ليسنر ليكون خصمه في ريسلمينيا 30 بعد أن تم تداول اسم دانيال براين المنشغل حالياً بعداوته مع السلطة .
ما مدى تهديده وما مدى أحقيته للمنافسة على كسر السلسلة ؟
رغم تقدم تيكر بالعمر وبروز معالم الشيخوخة بوضوح عليه هذا العالم، ورغم التفوق البدني الواضح جدا لليسنر، إلّا أنني لا أرى فيه تهديدا واقعياً بقدر ما هو تهديد جسدي بحت للسلسلة ولأسباب عدّة، أولها أن سجل بروك ليسنر نفسه في ريسلمينيا ليس نظيفاً بالقدر الكافي ليؤهله للفوز على أندرتيكر، وكلنا يذكر هزيمته على يد جولدبيرج في الرسلمينيا 21، لذلك ليس من المجدي منح الفرصه له بوجود إمكانيه لمنحها لأحد النجوم ذوي السجل الأبيض القادرين على حمل شعله (السلسلة) والمضي بها قدما .
ولا يمكن أيضاً إغفال طبيعة عقد ليسنر مع الشركة والمحدد بمواعيد ظهور معينه تجعل من غير المنطقي إهداءه فرصة الفوز على أندرتيكر في ريسلمينيا بكل سهوله خصوصاً أنه من أصحاب الأهواء المتقلبة جدا، والدليل الحديث الأخير الذي تم تداوله عن عودته للـ UFC والمنافسه هناك وهو ما يجعل الإجابة عن سؤال (ماذا سيفعل بعد كسره للسلسة؟) صعبة إن لم تكن مستحيلة!
ويبقى الآن السؤال الأهم… كيف ستنتهي السلسلة؟
من المعروف عن العبقري مكمان استغلاله لأعشار الفرص، وسلسلة أندرتيكر بالنسبة له أنجح مشاريع ريسلمينيا على الإطلاق، ولن ينتهي ذلك المشروع دون أن يُبنى عليه مشروع آخر وقصة جديدة تحمل إرث السلسلة وتخلد تاريخها.
أما سيناريو نهاية السلسلة فالوحيد القادرعلى رسم معالمه كما ذكرنا سابقا هو أندرتيكر مع بعض لمسات الداهية مكمان، ومن خلال إدراكي كما كل جماهير المصارعة لمكانة أندرتيكر واحترام الجميع له، فعلى الأرجح لن تتم تلك النهاية إلّا بشكل أنيق يليق بسمعة تيكر وتاريخه …دون إذلال…. ودون خسارة!
نعم… دون خسارة… فالسلسلة ستستمر …. و سيفوز أحدهم على اندرتيكر دون أن يكسر السلسلة !! … كيف ذاك؟
على الأغلب لن يكون ذلك السيناريو الخيالي – الذي أتمناه شخصياً- إلا على يد شخص يجمع عددا من المزايا كـ “حب الجماهير”…..والاحترافية …. والسجل النظيف.
ولا أرى سيناريو أروع من أن يُعلن ذلك الشخص انسحابه عند انهيار أندرتيكر أمامه تماما في الحلبة، فيخرج من الحلبة دون أن يقوم بالتثبيت … لتنتهي المباراة لصالح اندرتيكر بالعد الخارجي (مثلاً) … فيعود عندها ليحيّي أندرتيكر بكل احترام … فيكسب هو الآخر احترام الجماهير وتيكر له .
نعم هي خسارة، لكنها – إن حدثت- ستكون الخسارة الأكثر إثارة واحتراما في تاريخ المصارعة …. خسارة أعمق من فوز!
من يصلح لذلك؟
لا ارى في الاتحاد حاليا شخصاً يستحق أن يُمنح هذه الفرصة – إن قرر تيكر الاعتزال- كما أرها للرائع ( رومان رينز )… دفعة -إن حدثت- ستكون بداية لاسطوره جديدة … وسلسلة جديدة بشكل جديد!
بقلم: رامي علي