تحليل مالي|| هل تعرض اتحاد WWE لأزمة مالية أثناء الكورونا؟ ((الجزء الثالث))

تحليل مالي|| هل تعرض اتحاد WWE لأزمة مالية أثناء الكورونا؟ ((الجزء الثالث))

الكاتب Marina Emad Atalla بتاريخ 5 يوليو، 2021


ناقشنا في الجزئين السابقين الجزء الأول والجزء الثاني -يمكنك قرائتهما بالضغط عليهما-، ما انجزته WWE آخر 4 أعوام ماضية، انقسم التحليل إلى وضع الاتحاد ما قبل الكورونا من 2017 إلى عام 2019، وما هو مدى تأثير الكورونا على الاتحاد على مدار عام 2020؟.

ويكمن هذا الجزء على توضيح ما انجزته WWE في الربع السنوي الأول للعام الجاري 2021، ثم سنعلق على السؤال الأهم “هل تعرض الاتحاد لأزمة مالية خلال الوباء؟”:

أبرز الأحداث في الربع السنوي الأول “يناير وفبراير ومارس” لعام 2021


الإيرادات بلغت إجمالي إيرادات الربع الأول حوالي 263.5 مليون دولار، بانخفاض قدره أي بفارق 27.5 مليون دولار مقارنة بالربع الأول لعام 2020، يعود ذلك الانخفاض بسبب إلغاء الأحداث المباشرة وبيع التذاكر، وانخفاض في بيع المنتجات. وتتحقق الإيرادات من خلال عدة مصادر أبرزها: 


  • العروض المباشرة جاءت إيرادات العروض المباشرة 0.5 مليون دولار، بانخفاض قدره 97٪ أو 17.0 مليون دولار مقارنة بأول ربع في عام 2020، وذلك بسبب إلغاء العروض وعدم وجود لمبيعات التذاكر.

  • حركة بيع المنتجات وصلت إيرادات المنتجات في الربع الأول حوالي 21.0 مليون دولار، بزيادة قدرها 24٪ أي بفارق 4.1 مليون دولار عن الربع الأول لعام 2020 الماضي، مما يعكس زيادة مبيعات البضائع وألعاب الفيديو عبر التجارة الإلكترونية.

  • الإعلام والشبكة حصدت الشبكة إيرادات حوالي 242.0 مليون دولار، بانخفاض قدره بفارق 14.6 مليون دولار عن الربع الأول 2020، انخفضت الإيرادات بسبب تراجع عام في إيرادات الإعلام في ذلك الوقت.

  • مواقع التواصل الاجتماعي بلغ عدد المشاهدات للمقاطع الرقمية حوالي 9.4 مليار مشاهدة بانخفاض ، والساعات المستهلكة 367 مليوناً بزيادة 7٪ عبر المنصات الرقمية والاجتماعية.

– ما بعد ريسلمينيا حقق عرض ريسلمينيا 37 أرقام قياسية في عدد الحضور والمشاهدات المباشرة:
* انطلقت ريسلمينيا يومي 9 و 10 أبريل في ليلتين متتاليتين، من ملعب ريموند جيمس في تامبا باي، في ولاية فلوريدا، وذلك لتخفيض العمالة خلف الكواليس مراعاة للإجراءات الاحترازية والتباعدية لفيروس كورونا.
* عاد الجمهور بعد غياب عام كامل عن الأحداث في عرض ريسلمينيا هذا العام، وتم بيع عدد مُحدد من التذاكر، حيث استقبل الحدث 51.350 مشجع.
* ارتفعت المشاهدات أثناء فعاليات أسبوع ريسلمينيا عبر المنصات الرقمية والاجتماعية بحوالي 1.1 مليار مشاهدة، وتُعد تلك زيادة قدرها 14% عن ريسلمينيا 36، كما سجل ما يقرب حوالي 32 مليون ساعة خلال الأسبوع على مواقع التواصل، بزيادة قدرها 9% عن مشاهدات العام الماضي.


– الشراكات والإعلانات 
* ظلت الظروف مستمرة كما حدث على مدار 2020 العام الماضي، حيث استمر فيروس كورونا متحكمًا في إلغاء العروض، مما أدى إلى انخفاض إيرادات العروض وحركة بيع التذاكر، والمنتجات التي استمرت تتحرك إلكترونيًا فقط، ومع استمرار الاتحاد في مواجهة تحديات فيروس كورونا استطاع أن يقوم ببعض الصفقات والأحداث كالتالي:
1- اطلق الاتحاد شبكة Peacock والتابعة لإحدى الشبكات داخل الولايات المتحدة الأمريكية في 18 من مارس الماضي، وبالتالي استطاع الاتحاد توسيع المحتوى والارتقاء به.
2- انتقل الاتحاد بعروضه الرو وسماكداون إلى مركز في خليج تامبا من يوم 12 أبريل، وواصل الاتحاد في تقديم عروضه من خلال تقنية ThunderDome.
3- أعلنت WWE عن تمديدها عقدها لعدة سنوات مع شبكة الولايات المتحدة الأمريكية USA لبث عرض NXT أسبوعيًا، والذي انتقل بثه من يوم الأربعاء إلى يوم الثلاثاء كل أسبوع.
4- بلغ إجمالي رأس المال للمساهمين حوالي 84.2 مليون دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2021.


– صافي الدخل صافي الدخل للربع الأول لعام 2021 كان 43.8 مليون دولار، والذي يُعد زيادة عن الربع الأول لعام 2020 الذي كان 26.2 مليون دولار، مما يعكس في المقام الأول تحسن الأداء التشغيلي للاتحاد وزيادة سعر السهم.


– الرسم البياني

مقارنة إجمالي إيرادات بين الربع الأول لعام 2020 و 2021 الحالي، والذي يوضح انخفاض بنسبة 9% أي ما يعادل 27.5 مليون دولار.


ووفقًا للأجزاء الثلاث من التحليل المالي، حان وقت الإجابة على السؤال، هل تعرض اتحاد WWE لخسارة مالية ضخمة جعلته يستغنى عن موظفيه خلال فترة كورونا؟

جرت الأمور على ما يرام في الربع الأول لعام 2020 قبل اندلاع أزمة كورونا، حيث استطاع الربع تحقيق إيرادات بحوالي 291 مليون دولار أي زيادة تٌقدر بـ108.6 مليون دولار عن الربع الأول لـ2019 وذلك قبل توقف العروض، سرعان ما انتشر فيروس كورونا ومُنذ ذلك الوقت كان يجب على الاتحاد الوقوف أمام التحديات الجديدة، ومواكبة الظروف الراهنة للمحافظة على الإيرادات وتعويض الخسائر الناتجة عن إلغاء العروض، وتوقف بيع التذاكر، وركود حركة البيع والشراء للمنتجات:

عام 2020 عام الأزمة “مجرزة الطرد لـWWE”:
بدأت عمليات الطرد كما ذكرنا في الجزء الأول مُنذ 15 أبريل 2020 أي بعد الإعلان عن إيرادات الربع السنوي الأول (يناير، فبراير، مارس) ومطلع الربع السنوي الثاني (أبريل، مايو، يونيو)، جاءت قائمة الطرد كبيرة حتى وصلت إلى 22 منهم مصارعين، وكُتاب، ومنتجين، وحكام، توالت التسريحات حتى نهاية عام 2020 حتى وصل إجمالي المطرودين خارج WWE 46 موظف.

وبسبب قائمة الاستغناءات هذه، استطاعت WWE أن تخرج بأقل الخسائر من عام 2020، بالعودة إلى أول طرد 22 موظف في شهر أبريل قام الاتحاد بتوفير حوالي 703.000 دولار في الشهر، وذلك وفقًا لتصريحات الصحفي الشهير ديف ميلتزر، وبعملية حسابية صغيرة على قائمة الاستغناءات التي تحتوي على 22 اسم، سنجد أن الاتحاد استطاع أن يوفر حوالي 2 مليون دولار في نهاية الربع الثاني، مع العلم أن الربع الثاني انخفضت إيراداته ووصلت إلى 223.5 مليون دولار بفارق حوالي 45 مليون دولار مقارنة بالربع الثاني في عام 2019 الذي حصد 268.9 مليون دولار، والذي يظهر أن الخسارة كادت ستصل إلى 47 مليون دولار تقريبًا.

واستنادنا على تصريح ميلتزر الخاص بتوفير 703.000 دولار شهريًا، سنجد أن الاتحاد استطاع أن يوفر من شهر أبريل حتى ديسمبر آخر العام حوالي 632.7000 مليون دولار، تلك الحسبة خاصة بـ22 موظف فقط تم الاستغناء عنهم في أبريل، أي لم يتم حساب رواتب 24 موظف آخرين.

عام 2021 الجاري “أول ربع سنوي”:
استمر الاتحاد على هذا النمط، ولكن جاءت قائمة التسريحات أسرع وأشرس من عام 2020 الماضي، فكما ذكرنا أن قائمة 2020 كانت تٌقدر بحوالي 46 موظف على مدار العام، إلا أن أول 6 شهور من عام 2021 الجاري، استغنت WWE عن 42 منهم موظف، ومصارع، ومنتج، أي سرعة الاستغناء لهذا العام تدل أن الاتحاد لن يتوقف عن التصفييات داخل الشركة حتى نهايته، لرغبته في تحقيق أكبر صافي ربح في نهاية العام.

إذا حاولنا معرفة ما قام الاتحاد بتوفيره سيكون صعبًا لعدم توافر تفاصيل رواتب الموظفين أو عقود المصارعين ورواتبهم الكاملة، ولكن سنعود للبعض منهم وكانت رواتبهم كما يلي:

  • برون سترومان: 1.2 مليون دولار سنويًا – 100.000 دولار شهريًا “خالي نصيبه من المبيعات والمكافآت”
  • جيندر مهال: 900.000 دولار سنويًا – 75.000 دولار شهريًا
  • بيج شو: 850.000 دولارسنويًا – 70.000 دولار شهريًا
  • ميكي جيمس: 300.000 دولار سنويًا – 25.000 دولار شهريًا
  • لانا: 200.000 دولار سنويًا – 16.000 دولار شهريًا

وبحسبة بسيطة من تلك الأرقام السالف ذكرها، سنجد أن الاتحاد استطاع أن يوفر شهريًا حوالي 286.000 دولار، هذا الرقم لا يبدو بالمبلغ الضخم مقابل مصاريف الاتحاد، ولكن هذه الحسبة الصغيرة لصالح 5 مصارعين فقط من أصل 42 موظف.

الملخص:

  • التلاعب في العقود: رُبما سنجد بعض من المستغنى عنهم قد عادوا إلى الاتحاد، مثل ما حدث مع ساموا جو، أو زيلينا فيغا، مما قد يثير الشكوك حول التلاعب في قيمة العقود، وإن WWE قامت بتقليل رواتبهما، خصوصًا أن الفكر العام ليس في الاتحاد فقط هو تقليل قيمة الرواتب نظرًا للأزمة المالية.
  • الحفاظ على هامش الربح: مُجمل ما حدث في عام 2020 وأول 6 شهور لعام 2021، سنجد أن الاتحاد يريد الحفاظ على هامش الربح، فبالنظر إلى الأعوام الماضية، لن نجد صافي الدخل انخفض إلا في عام 2017 وذلك بسبب ارتفاع سعر الضريبة المفاجئ، و2019 بسبب مشكلة في إيجار المقر الرئيسي للاتحاد، وعلى الرغم من الأزمة في 2020، إلا أن الاتحاد حصد أعلى صافي ربح في تاريخه وصل إلى 131.8 مليون دولار.
    يعود السبب الرئيسي في احتفاظ WWE بكيانها المالي هو تخفيض العمالة، الذي حافظ على هامش الربح في عام 2020، وبالتالي مع انخفاض الربع السنوي الأول من 2021 الجاري، سنجد بلا أدنى شك أن الاتحاد سيقوم بالعديد من الاستغناءات في المستقبل القريب، لتعويض تلك الخسارة والخروج بأعلى ربح في نهاية العام الجاري، بالإضافة لثبات سعر السهم في البورصة.

تحــريــر وإعــداد: مــاريــنا عـماد عـطاالله