صدمة كبيرة كانت تلك التي تعرّض لها عشاق المصارعة في كل مكان حول العالم بسبب النهاية التي أقل ما يقال عنها كارثية بمعنى الكلمة، فلم تتوقع الجماهير أبدا أن تشاهد العنيف والوحش البشري بطل WWE للوزن الثقيل بروك ليسنر بمظهر العاجز عن الدفاع عن حزامه الذي كان ثم الحصول عليه ضربات أسطورية للبطل السابق جون سينا.
وكان المشهد هزيلا للغاية بعد الترويج الذي استمر لأسبوع كامل للمواجهة الأخيرة بين حامل اللقب بروك ليسنر وخصمه الشاب رومان رينز، ولأول مرة في تاريخ المنافسات اللقب لا تشاهد الجماهير عراكا عنيفا بين المتنافسين قبل المواجهة الرئيسية في العروض الكبرى، فما بالكم لو افتقر الحدث الرئيسي لأكبر عرض في عالم المصارعة لمثل ذلك التمهيد؟
فبعد أن شاهدت الجماهير المعارك التي خاضها بروك ليسنر ضد تربل اتش وجون سينا وأندرتيكر قبل دخولهما للمواجهة الرئيسية لم تتوقع إلّا ان تشاهد معركة نارية بين شاب مندفع يمتلئ بالحيوية ووحش كاسر مثل ليسنر، لكن لنتوقف قليلا ونتساءل، هل فينس مكمان بهذا الغباء ليقدم مشهدا هزيلا لهذا الحد؟ بالطبع فإن الإجابة ستكون لا، لذا سنحلل عددا من الأسباب المحتملة لذلك المشهد:
إصابة الوحش بروك ليسنر
من المحتمل أن بطل WWE للوزن الثقيل يعاني من إصابة ما لم يتم الكشف عنها، حيث كان حرص المسؤولين في الاتحاد واضحا على إبعاده عن أي احتكاك بدني يذكر، فلا يعقل أن يترك الاتحاد بطله دون تقديم أي شيء مقنع للجماهير قبيل مهرجان الأحلام، لذا فإن احتمال الإصابة وارد للغاية، لذلك فضّلوا إراحته كي لا تحدث عواقب وخيمة يندمون عليها قبل العرض.
الحذر من قبل المسؤولين في الاتحاد خشية مغادرة ليسنر
يبدو أن المسؤولين في WWE وعلى رأسهم فينس مكمان وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه بعد رفض بروك ليسنر وإصراره على عدم تجديد عقده إلّا بعد انتهاء مدته الأصلية، لذا اضطروا لأن يخلقوا التوازن بين الطرفين، لأن تجديد ليسنر لعقده يعني بقاءه كبطل للاتحاد، ورفضه التجديد يعني انتزاع رومان رينز للقب، لكننا نستبعد هذا التبرير لأنه كان بإمكانهم أن يخرجوا المشهد بصورة أفضل مثل إضافة عناصر أمن وحماية يفصلون بين المصارعين على سبيل المثال.
بروك ليسنر اتخذ قراره بالرحيل عن WWE
لا أذكر أننا شاهدنا الوحش بروك ليسنر قد أطلق لحيته إلى هذا الحد منذ عودته إلى حلبات WWE، وقد يكون ذلك إشارة منه إلى عودته إلى فنون القتال المختلطة وتحديدا إلى اتحاد UFC، ذلك المكان الذي ظهر به ليسنر مطلقا للحيته الشقراء بشكل كثيف، فكان الرد من مكمان أنه قادر على إظهاره بشكل ضعيف أمام الجماهير، أي أن ما حدث كان ضغطا متبادلا من قبل الطرفين وهو احتمال وارد.
عنصر المفاجأة والتمويه
قد تكون بعض الشائعات التي سمعناها هنا وهناك وفضلنا عدم نشرها لحين ظهور الحقيقة صحيحة للغاية، حيث ترددت الكثير من الأقاويل عن اجتماع كبير ومطوّل حدث بين بروك ليسنر وفينس مكمان قبل انطلاق عرض الرو الأخير، وأن النتائج كانت إيجابية بتوقيع ليسنر على عقد جديد مع WWE، لذا قرّر فينس مكمان التمويه على الأمر ليقدم حدثا رئيسيا مميزا يظهر به ليسنر محاربا عنيفا وأقوى من أي وقت مضى.
وفي النهاية سنبقى ننتظر الأخبار التي ستتوارد من كواليس الاتحاد بعد “الفضيحة الكارثية” التي شاهدتها الجماهير، وخصوصا بعد أن حدثت ثورة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، حين تناقل النشطاء صورا تظهر بروك ليسنر ورومان رينز كطفلين يتقاتلان على دمية صغير، وربما علينا الانتظار لنهاية مهرجان الرسلمينيا 31 حتى نعرف ماذا قصد فينس مكمان ورفاقه من ذلك المشهد.
تحليل: يوسف أبو سيفين