شعر الكثيرون من محبي وعشاق WWE والمصارعة الحرة حول العالم بالإحباط بعد الأحداث التي حصلت مؤخرا بسبب كثرة التخبط في إدارة الإتحاد، فهل تكون هذه الأيام العصيبة بداية النهاية لأعظم إتحاد مصارعة في التاريخ أم أنها سحابة صيف في طريقها للزوال.
فقد وقع المسؤولين في WWE في الأسابيع الأخيرة بأخطاء أقل ما يمكن وصفها بأنها قاتلة للغاية، وسنستعرض معا في هذا التحليل عددا من الأخطاء والهفوات التي وقع بها الإتحاد مؤخرا والتي بدأت في عرض تي أل سي 2013 آواخر العام الماضي.
حيث كانت أولى الكوارث بتوحيد الألقاب التي كان من المفترض أن تكون بداية عهد جديد وصفحة بيضاء تطوي ما قبلها من جمود وأحداث متكررة أشعرت الجماهير بالملل، وقد استعرضت معكم العديد من الفوائد الخاصة بتوحيد لقبي WWE والثقيل والتي كان أبرزها عودة البريق لألقاب تم تهميشها كلقب القارّات، إلّا أن تجاهل المسؤولين المتكرر لهذه الأحزمة تسبب في نسيان الجماهير لها، فمنذ مدة طويلة لم نشاهد نزال حقيقي على لقب القارّات أو الولايات المتحدة.
وتسبب عدم العمل على إبراز فوائد توحيد الألقاب والتركيز عليها بتحول عملية الدمج من نعمة إلى نقمة على WWE ومصارعيها وجماهيرها على حد سواء، إذ لم نعد نشاهد في عروض الإتحاد سوا موضوع المنافسة على اللقب الجديد وشخصية أورتن المهزوزة التي لم ترقى لمستوى طموح معجبيه، وفي بعض العروض تم تجاهل حامل لقب القارّات بيغ لانغستون تماما ولم يظهر في أي مشهد من العرض.
وتوالت السيناريوهات الغير المدروسة عرضا تلو آخر والتي كان أغربها سيناريو إنضمام دانييل براين لفريق براي وايت مؤخرا، إذ لم تكد الجماهير تفهم سبب انضمامه لهم حتى تفاجأت بإنقلابه عليهم في وقت قياسي، كما أن حيرة المسؤولين بالتصرف مع عائلة الوايت كانت ظاهرة يجدر الإشارة لها.
فقد شعرنا بالعبثية عندما شاهدناهم يهاجمون سينا دون سابق إنذار لنراهم يساعدوه في الدخول إلى حجرة الإقصاء في العرض الذي تلاه. ليكشف النقاب عن أن هذه الحبكة الضعيفة هي تمهيد لمواجهة كبيرة بين فريق الوايت وفريق الدرع الذي يعش حالة من عدم الإستقرار بانتظار حسم موضوع فصلهم من عدمه، فتارة نشاهد خلاف يدب بينهم لتعود الروابط بينهم قوية تارة أخرى.
ولن ننسى هنا أن نعرّج على ما حصل مع المصارع الشاب برودس كلاي الذي أرادوا تحويله إلى وحش جامح وتم فصله عن شريكه لورد تنساي تمهيدا لهذه الغاية، لكن ما حصل كان مغايرا تماما حينما تحول كلاي لمصارع مهزوز تعرّض لسلسلة خسائر ثم اختفى تماما برفقة شريكه المخضرم تنساي أيضا.
ومن أغرب الأمور التي حصلت أيضا في WWE هو إصرار فريق الإبداع على تجاهل رغبة جماهير الإتحاد بمشاهدة النجم دانييل براين في واجهة أحداث العروض الرئيسية، فقد أوصلت الجماهير رسالتها إلى المسؤولين هناك بصوت يسمعه الأصم، لكن التجاهل كان الرد الدائم من فريق إبداع الإتحاد إلى الجميع.
ولم يكن دانييل براين هو الضحية الوحيدة للتهميش المتعمد من قبل المسؤولين في فريق الإبداع، فهناك الكثير من المواهب الفذّة مثل دولف زيغلر الذي أثبت مرّات عديدة أنه نجم من طراز رفيع قادر على إمتاع الجماهير في كل نزال يكون طرفا فيه، ولم يكن زيغلر هو الوحيد المهمش ولكننا ذكرناه هنا كشاهد قوي على ذلك.
ربما يكون سبب التهميش هو تركيز WWE ومسؤوليها على إعادة بعض الأساطير السابقين إلّا أننا نقف حائرين ونتساءل، هل تعجز WWE هذه الأيام عن صناعة نجوم وأساطير جدد وهي التي صنعت ولمّعت نجوما لا نستطيع حصر عددهم طوال السنوات الماضية، فمن وجهة نظري لا أرى WWE بحاجة لإعادة أي مصارع سابق وهي التي تملك ذلك العدد الهائل من المواهب الضائعة في صفوفها!!!.
قادت كل هذه الأمور التي ذكرناها إلى تزعزع ثقة نجوم الإتحاد بمسؤوليهم وانعكس ذلك جليا بقرار النجم سي ام بانك المفاجئ بالرحيل والإبتعاد عن WWE بالرغم من عدم انتهاء عقده حتى الآن، كيف لا وهو الذي تحدّث مرارا وتكرارا عن عدم وجود استراتيجية واضحة تسير عليها WWE بالإضافة لنقص حاد ومزمن في الخطط طويلة الأمد.
ويدفعنا كل ما ذكرناه إلى التساؤل مجددا هل بدأت نهاية إمبراطورية المصارعة التي لطالما أمتع ورسمت البسمة على شفاه الكثيرين حول العالم، أم أنها فوَضى خلّاقة ستقود إلى استيقاظ المسؤولين من غيبوبتهم ليستهلوا مشوار الإصلاح الطويل؟!
بدوري وكمتابع لـ WWE منذ سنوات طويلة جدا، أشعر بالتفاؤل المفرط بأن كل الأمور ستعود إلى نصابها الصحيح خصوصا أن وراء الكواليس هناك تقبع أسطورة حقيقة اسمها فينس ماكمان، لن تسمح لأي شخص قليل الخبرة في صناعة السيناريو مثل تربل اتش بأن يدّمر إرث سنوات طويلة خلال شهور قصيرة.
ولا أريد أن يفهم البعض أنني أتعمد الإنتقاص من فضل تربل اتش على WWE كإداري، حيث تمكن تربل اتش من فعل الكثير من الأمور التي عجز فينس ماكمان نفسه عن تحقيقها مثل إقناع الأسطورة برونو سامرتينو بالعودة إلى الإتحاد وقبول التكريم بعد رفضه المتكرر لسنوات عديدة، كما أن الفضل في عودة باتيستا للعمل في الإتحاد يعود أولا وأخيرا لصديقه تربل اتش.
إلّا أن ما أتمناه أن يبتعد تربل اتش تماما عن التدخل في عمل فريق الإبداع وأن يترك أمور كتابة السيناريو والإشراف على فريق الإبداع لرئيس مجلس الإدارة فينس ماكمان، فلم تحصل هذه الأمور المعقدة إلّا بعد توليه دور المساعد لفينس في إدارة الإبداع مؤخرا، وأن يكتفي “هنتر” بالتركيز على المواهب الشابة، فهو المبدع في اصطيادهم واكتشافهم. وأكبر دليل على ذلك فريق الوايت وفريق الدرع ذا شيلد.
هكذا فقط يمكن أن يتحول ما يجري حاليا إلى فوضى خلّاقة تجلب الإستقرار والنمو المتواصل لـ WWE، والأيام القادمة وحدها هي ما سيكشف إن كان المسؤولين قد فهموا الرسالة التي أوصلتها الجماهير أم لا.
هذا كان رأينا وتحليلنا لما يجري حاليا من أمور غريبة في WWE، فما هو رأيكم أنتم؟!
تحليل: يوسف أبو سيفين
للتواصل عبر تويتر
Follow @abuseifin