تحليل| هل يكون المهرجان القادم ريسلمانيا أم مللمانيا؟

تحليل| هل يكون المهرجان القادم ريسلمانيا أم مللمانيا؟

الكاتب Yousef Abuseifin بتاريخ 26 مارس، 2016


خيّبت WWE الكثير من آمال جماهيرها في عرض الرو الأخير من خلال التمهيد الباهت والسيناريو الرديء الذي تم تقديمه في العرض الذي يسبق أكبر عروض المصارعة حول العالم الريسلمانيا 32 بأقل من أسبوعين فقط، حيث كان العرض خاليا من تواجد كبار المصارعين الذين يقوم عليهم العرض الكبير مثل أندرتيكر أو شين مكمان أو بروك ليسنر.

وكان من الأجدر بفريق الإبداع أن يعمل على نظام التناوب بين هؤلاء المصارعين الكبار الذين يمثلون المواجهات الرئيسية الثلاثة في الريسلمانيا 32، يحيث يظهر أندرتيكر وشين مكمان في عرض معين ثم يظهر بروك ليسنر ودين أمبروز معا في عرض آخر، وكذلك الحال بالنسبة لحامل اللقب تربل اتش الذي لا يعقل أن يغيب عن حلبات الرو الذي يعتبر أساس عروض WWE.

مهرجان “ملل مانيا”

ربما يدل كل ما تقدمه WWE حاليا على أن العرض المنتظر سنويا لن يرقى لمستوى تطلعات الجماهير التي تنتظر عودة العرض من عام لاخر، خصوصا أن جميع ما تم تقديمه من سيناريوهات كان متوقعا ولم يحتوي على عنصر المفاجئة لعشاق المصارعة باستثناء مواجهة قفص الجحيم بين أندرتيكر وشين مكمان الذي لم يفكر أحد باحتمال عودته.

حيث لم تقدم المواجهة الرئيسية على لقب WWE للوزن الثقيل أي إثارة تذكر لعلم الجميع بأن رومان رينز هو المصارع الذي سينافس تربل اتش على الحزام الأغلى في عالم المصارعة، وكان من الأجدر بفريق الإبداع إضافة شرط آخر يتنافس عليه رينز وهنتر غير اللقب، مثل أن يجبر تربل اتش على الرحيل وسلطته الإدارية في حال خسارته للنزال.

كما يتوجب على فريق الإبداع إنقاذ مواجهة بروك ليسنر ودين أمبروز التي تم الإعلان عن كونها مفتوحة بلا قوانين أو ضوابط وعلى طريقة قتال الشوارع، لكننا لم نشاهد ما يدل على أنها ستكون بذلك الشكل سوى مشهد استخدام أمبروز لعصا الكيندو في ضد ليسنر في عرض سماك داون الأخير، ويدفعنا ذلك للتساؤل أين المضرب الذي حصل دين من ميك فولي؟ وأين المنشار الكهربائي؟.

ولا ننسى التخبط الحاصل في مواجهة لقب WWE للزوجي التي لا زال مصيرها مجهولا حتى الآن، حيث تم الإعلان عن دفاع فريق نيوداي عن الحزامين ضد فريق عصبة الأمم، لكن الاخبار الأخيرة طالعتنا بتفاصيل تشير إلى تعديل تلك المواجهة لتصبح بعيدا عن اللقب، ونضيف إلى ذلك التخبط الضعف الكبير في التمهيد للنزال الخاص ببطولة الولايات المتحدة بين كاليستو ورايباك.

الريسلمانيا نبع الإثارة والتشويق

رغم كل السلبيات والأخطاء التي ارتكبها فريق الإبداع وذكرناها سابقا، علينا أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية فيما سيتم تقديمه في مهرجان الأحلام، ونشيد بالسيناريو الذي تمت كتابته لمواجهة أندرتيكر وشين مكمان التي ستكون مصيرية للطرفين، حين أضاف قرار فينس مكمان بحرمان أندرتيكر من الظهور في الريسلمانيا مرة أخرى في حال خسارته.

حيث فتح ذلك القرار باب الخيارات على مصراعيه وأضاف عنصري الإثارة والتشويق، وأصبح الجمهور يترقب ذلك النزال بفارغ الصبر لمعرفة الطرف الفائز وما سيترتب عليه من تطورات جديدة بعد انتهاء المهرجان، هل يفوز أندرتيكر ويحطم حلم الجماهير بالتخلّص من سيناريو السلطة، أم يقهر شين مكمان الظاهرة ويتولى إدارة الرو ويعلن ولادة عصر جديد؟

ويجب ألّا ننسى أن ضعف التمهيد لمواجهة قتال الشوارع بين دين أمبروز والوحش البشري بروك ليسنر لن يكون عائقا أمامهما لتقديم نزال أسطوري بمعنى الكلمة، لأنه وببساطة علينا أن نتذكر بأن أمبروز خرّيج اتحاد CZW الدموي العنيف، وأن القاطرة البشرية ليسنر أحد أساطير فنون القتال المختلطة MMA وسيد العنف الذي تعشقه الجماهير.

وإذا أردنا أن ننظر بواقعية إلى مواجهة بطولة WWE للوزن الثقيل، فيجب علينا أن ننظر إلى ما بعدها وإلى السيناريوهات القوية التي تنتظرنا بعد فوز رومان رينز المتوقع بل المرجح بالحزام واستعادته من تربل اتش، حيث سيفتح فوز رينز بالحزام الكبير أمام عداوات قوية من شأنها صناعة أساطير المستقبل في حال تنفيذ فريق الإبداع لمخطط العداوة التي ستدمعه بالغامض براي وايت بعد الريسلمانيا 32.

وأرى أنه من الأفضل أن نستمتع بما سيقدمه هنتر ورينز في الحلبة وأن نتوقف عن توجيه الانتقادات والملامة للمصارع الشاب على ذنب لم يقترفه شخصيا، فهو ينفذ الأوامر التي تصله مثل أي مصارع آخر في الاتحاد، ولا شك بأن رومان رينز أحد أكثر المصارعين اجتهادا في الحلبة.

وتجدر الإشارة كذلك الأمر إلى مواجهة بطولة القارّات التي تم الإعلان أنها ستقام على طريقة السلالم وتعليق الحزام أعلى وسط الحلبة، حيث سيضيف الرائع دولف زيجلر بخبرته وسامي زين بحماسته وكيفين أوينز بعنفه وقدرته على التحمل إثارة منقطعة النظير للمهرجان، ناهيك عن زاك رايدر وشعبيته وستاردست وجنونه وسين كارا وحركاته الطائرة.

كما علينا أن نتطلع إلى مواجهة لقب الديفاز بين حاملة الحزام تشارلوت “والزعيم” ساشا بانك وبيكي لينش، حيث تحمل المصارعات الثلاثة على عاتقهن مسؤولية إعادة البريق لمصارعة السيدات التي اختفى بريقها خلال السنوات الماضية، وتشهد حلبات NXT على الموهبة التي تتمتع بها كل واحدة منهن، والمقومات التي يمتلكنها لإعادة تألق السيدات من جديد.

وتضاف مواجهة المعركة الملكية الكبيرة على كأس تكريم المصارع الأسطوري أندريه العملاق إلى قائمة المواجهات الشيّقة في ظل مشاركة نجوم كبار مثل العملاق بيج شو والوحش الأحمر كين، إلى جانب مشاركة محتملة من وحش عائلة الوايت الجديد برون سترومان الذي نتمنى أن يكون الفائز بتلك المعركة في حال تأكدت مشاركته، وذلك من أجل تقديم دفعة مستحقة له ورصيد يؤهله لمقارعة أبرز المصارعين.

الريسلمانيا تبقى الريسلمانيا

لا شك بأن عرض ومهرجان الأحلام لا يعتمد مطلقا على ما ستقدمه WWE من مواجهات، لأن الريسلمانيا أصبحت كيانا مستقلا له احترامه والأجواء الخاصة به حتى وإن كانت المواجهة الرئيسية به تجمع بين فاندانجو وبو دالاس، فما قدّمه المهرجان خلال العقود الثلاثة الماضية كان كفيلا بأن يبقى العرض الأكثر إثارة في كل عام، بغض النظر عمّا يحتويه من أحداث أو مواجهات، وننتظر انطلاقه بفارغ الصبر بكل تأكيد، رغم غياب نجوم من العيار الثقيل مثل جون سينا وراندي أورتن وسيث رولينز.

تحليل: يوسف أبو سيفين
للتواصل عبر تويتر