سيجد أحباء المصارعة حول العالم أنفسهم على موعد في سهرة الغد مع إنطلاق النسخة رقم 27 من المهرجان العريق والتاريخي سمر سلام، هذا العرض الذي إنطلق في سنة 1988 في قاعة ماديسون سكوير غاردن الشهيرة بمدينة نيويورك وينتمي بإمتياز لمجموعة المهرجانات الأربعة الأصلية والتقليدية (الرسلمانيا – سورفايفر سيريز – رويال رامبل).

ولطالما كان مهرجان سمر سلام أحد أبرز وأهم المحطات بعروض الإتحاد عبر التاريخ ومهرجان الغد لن يقل عن سابقيه أهمية نظرا لإعتباره منعرج خطير وهام في الطريق نحو مستقبل الإتحاد أولا على المستوى المادي وإشتراكات الجماهير بشبكة WWE الخاصة وثانيا على مستوى السيناريوهات والأفاق التي ستفتحها نتائج نزالات المهرجان أمام المصارعين.

نزال بطولة WWE للوزن الثقيل – جون سينا ضد بروك ليسنر :

النزال الأهم والحدث الرئيسي بالمهرجان وسيجمع بين العملاقين في عالم المصارعة الحرة البطل الحالي جون سينا ومتحديه الوحش قاهر السلسلة والمستأنس بوجود الأسطوري بول هيمان إلى جانبه بروك ليسنر.

هذا النزال رغم أهميته وقيمة الأسماء المتواجدة فيه إلا أنه يطرح مشاكل عديدة وعويصة أمام فريق الإبداع وفينس مكمان شخصيا، فمن جهة لدينا بروك مصارع ورياضي عالمي حطم كل الأرقام القاسية خلال مسيرته بالمصارعة الجامعية والمصارعة الحرة مع WWE والقتال الحر مع مع إتحاد UFC  مما يجعله حامل رائع للبطولة خاصة إذا إعتبرنا الأموال الضخمة التي سيجنيها للإتحاد، لكنه نفس الوقت مصارع وقتي لا يشارك إلا في ثلاثة نزالات في السنة وهو أمر لا يمكن للحزام ولا لعروض الإتحاد تحمله.

ومن جهة ثانية لدينا البطل جون سينا وواجهة الإتحاد منذ أكثر من عشرة سنوات هو نجم كبير وعالمي كذلك وتعود الإتحاد على الإعتماد عليه في كل الأوقات الصعبة وكان دائما ينجح في إخراجهم منها وهو ما يجعله أيضا مرشح مثالي للإحتفاظ باللقب ربما حتى لغاية مهرجان الرسلمانيا 31 لتسليم الشعلة لمصارع شاب حينها، لكن لدينا أيضا جماهير متذمرة وتطالب دائما من الإتحاد بالتوقف عن الإعتماد عن النجم ودفع وجوه جديدة في مكانه هذا بالإضافة للمشاكل والجدل الذي سيطرحه فوز سينا على بروك ليسنر الذي كسر سلسلة الظاهرة أندرتيكر.

ومن هذه السلبيات والإجابيات التي تحملها إحتمالات فوز النجمين بالبطولة نفهم المأزق والورطة التي وضع الإتحاد فيها نفسه لكن في النهاية يجب على فينس مكمان إيجاد الحل الأنسب لإرضاء جميع الأطراف لكي يمر مهرجان سمر سلام 2014 بخير على الإتحاد خاصة من الناحية المادية.

نزال لامبرجاك – سيث رولنز ضد دين أمبروز :

أصدقاء الأمس وأعداء اليوم هذا هو العنوان الذي يصف مواجهة الشباب ونجوم المستقبل بين دين أمبروز وسيث رولنز، هذا النزال الذي بدأ الإتحاد في البناء نحوه منذ عرض الرو الموالي لمهرجان باي باك 2014.

النزال يعتبر في غاية الأهمية لمستقبل النجمين ومسيرتهما نحو التربع على عرش الإتحاد، لكن الأهمية لا تكمن بالأساس في هوية الفائز والمنتصر في المواجهة وإنما تكمن أهمية في نوعية النزال الذي سيقدمه النجمان، النزال يجب أن يتطلع ويتميز في تحقيق أمال الجماهير التي إنتظرت هذا النزال وتابعت العداوة بشغف لمدة ثلاثة أشهر تقريبا.

قلت بأن نتيجة النزال ليست مهمة بدرجة كبيرة لأن الإتحاد يتجه حاليا نحو تواصل العدواة لنزالين أخرين على الأقل.

نزال كريس جيريكو ضد براي وايت :

بصراحة أبدع الإتحاد في هذه العداوة، فعلا أبدع لأنه تمكن بأعجوبة من تحطيم هذه العداوة وإبعاد إهتمام الجماهير عنها بالرغم من أن النزال سيجمع بين إثنين من أبرع المصارعين في الحديث ومن أكثر النجوم شعبية في الوقت الحالي.

بناء هذا النزال كان سيئ للغاية في الأسابيع الأربعة الأخيرة وإتسم برتابة غريبة وتكرار رهيب في كل عروض الرو والسماك، التغير الوحيد في العداوة كان في عرض الرو الأخير خلال المواجهة الكلامية المسجلة بين النجمين ثم بعدها مقاطعة براي وايت لبرنامج كريس جيريكو الإذاعي.

لكن في نهاية وبالعودة للنظر لقدرات النجمين الهائلة داخل الحلبة أتوقع أن يفاجئنا النجمين وأن يقدما لنا نزال جيد ومثير لحماسة الجماهير.

نزال رومان رينز ضد راندي أورتن :

ستكون هذه المواجهة أول فرصة نزال فردي لرومان رينز بالعروض الشهرية بعد إحتمائه لأكثر من سنة ونصف تحت غطاء ثلاثي فريق الدرع، سيكون مثير للإهتمام متابعة أداء النجم الملقب بواجهة الإتحاد مستقبلا في تجربته الأولى في نزال ضمن دوري الكبار.

خصمه راندي أورتن يمر بفترة صعبة للغاية بصراحة حيث فقد كثيرا من إهتمام الجماهير به بعد فترة حمله الأخيرة لبطولة الإتحاد، لكن يجب أن لا ننسى أداء الأفعى السامة الرائع في عرض الرو الأخير أمام بطل الولايات المتحدة شيمس حيث دفع القاعة بأكملها لتشجيعه والتصفيق له حتى وهو بالشخصية الشريرة.

أما بالنسبة لنتيجة النزال آظن بأنها تهم رومان رينز ومستقبله بدرجة أولى ولا تهم الأفعى كثيرا، فهو في النهاية نجم كبير وبطل العالم في إثني عشر مناسبة سابقة.

نزال ستيفاني مكمان ضد بري بيلا :

أوافق الجميع في تحفظاتهم على هذا النزال والمستوى الذي سيظهر به وخاصة كونه مجرد طريقة لذكر إسم البطل السابق دانيال براين وتذكير الجماهير به، لكن يجب أن نعطي الثنائي ستيفاني وبري حقهما لأن عداوتهما كانت الأبرز بصراحة في الفترة الأخيرة والبناء لهذا النزال كان رائع وأعاد قليلا من هيبة قسم الديفاز التي ذهبت مع ليتا وتريش ستراتوس.

ولا يجب أن ننسى أيضا مناسبة عودة ستيفاني مكمان للحلبة أخيرا لتعليم “عارضات الأزياء” الطريقة الصحيحة والقديمة لتقديم نزالات قوية في مصارعة النساء.

تقديم : محمد المكي

تابعوا الكاتب على موقع التويتر : Follow @assilmekki

وعلى الفايسبوك : من هنا