يوما بعد اخر نقترب من مشاهدة واحد من اكثر النزالات تحدثا واثارة للجدل فى التاريخ الحديث، وهو النزال الذي كن يراه البعض مجرد مزحة ومن بعدها تطور الامر الى حلم كبير، قبل ان تحوله الايام الاخيرة الى شبه حقيقة فى انتظار اللمسات الاخيرة قبل الاعلان عن رسميا. وهو النزال الذي سيجمع بين احد المع المقاتلين فى عالم الفنون القتالية وهو كونور ماكريجور ضد اسطورة الملاكمة المعتزل فلويد مايويذر والذي سيقام على طريقة الملاكمة.
لا شك ان المكسب المالي الضخم هو السبب الرئيسي وراء اقامة هذا النزال، خصوصا بالنسبة لكونور ماكريجور والذي سيتخلى عن عالمه القتالي من اجل ارتداء قفازات الملاكمة وهو يخوض حربا ليست فى مجاله، وهو ذات السبب الذي سيعيد احد اهم الاسماء فى الملاكمة وهو مايويذر بعد ان قرر الاعتزال بمسيرة خالية تماما من الهزائم.
النزال بات قريبا بعد ان وقع كونور ماكريجور فعليا على المستندات الرسمية وهو يبدى موافقته على البنود الموضوعة لذلك النزال، بينما لم يفعل فلويد المثل كونه ما زال فى جولة خارج الحدود وينتظر الجميع عودته للولايات المتحدة الامريكية لوضع بصمته وتوقيعه على هذا النزال لتنطلق بعدها اضخم واكبر حملة اعلانية على مستوى العالم.
المال ثم المال هو ما سيجمع بين هذين الرياضيين فى الحلبة، وهو السبب الذي سيفسد متعة هذا النزال كذلك، فمن المعروف ان التنافس على اللقب او الثأر او حتى التحدي هو ما يضيف المتعة والتشويق لهذا النزال، وهو ما يقسم الجماهير كذلك بين الطرفين. الا اننا هنا امام شخصين كل همهما المال فقط، فلن يحصل كونور على حزام بطولة او يرتفع تصنيف وكذلك الحال بالنسبة لفلويد مايويذر.
المقاتل الايرلندي يبدو اكثر جديا من خصمه، فهو من وافق اولا على بنود العقد، ومن ثم تقدم بطلب رخصة ممارسة الملاكمة والتى كان يقف بينه وبينها غرامة مالية من محكمة نيفادا بلاس فيغاس بسبب المشكلة التى التى افتعلها فى مؤتمره الصحفي مع المقاتل دياز سابقا، ولكن ما ان دفع تلك الغرامة حتى بات قريبا من الحصول على الرخصة كما اكد المدير التنفيذي للجنة نيفادا الرياضية.
وبالعودة للحديث عن المال الموضوع على طاولة المفاوضات بين الرجلين، فهو ليس بالرقم الهين بل على العكس تماما فهو رقم يسيل له اللعاب حتى وصف القتال بنزال المليار دولار، ومن المتوقع ان يحصل كونور ماكريجور على اكثر من مائة مليون دولار فقط في تلك الليلة، وهو ما قد يكون مبلغا ضئيلا مقارنة بما سيحصل عليه الملاكم فلويد مايويذر والذي عادة ما يحصل على النسبة الاكبر كونه الاسم الأهم والذي سيعود من الاعتزال خصيصا لهذا الغرض.
النزال منذ الآن واجه العديد من الاعتراضات اهمهما من اسطورة الملاكمة الاسباني الشهير أوسكار دي لا هويا والذي وصفه بالمهزلة وسيضر كثيرا عالم الملاكمة، وطالب زملائه بالتصدي لمثل هذه النزالات التى ستقلل كثيرا من قيمة ما يعرف برياضة الفن النبيل، وقال ان النزال الماضي بين مايويذر ومانيو باكياو كان سيئا بسبب تقدم الملاكمين فى السن، ولكن تواجد مقاتل بدون اي خبرة سيجعل الأمر بمثابة السيرك فقط.
فيما كان رأي اسطورة الملاكمة الاخر مايك تايسون مختلفا نوعا ما، ولكنه ايضا طالب بعدم اقامة النزال على طريقة الملاكمة، وقال ان كونور مهما فعل لن يتمكن من مجاراة ملاكم مخضرم مثل فلويد مايويذر، وسيتلاعب به الاخير طيلة الوقت، وكان من الاجدى ان يقام النزال على طريقة الفنون القتالية لأنه سيكون مفتوحا وسيكون اسهل بالنسبة للملاكم على عكس المقاتل فى الملاكمة.
اما عن رئيس اتحاد الفنون القتالية دانا وايت، فهو يخشى فقط من فقدان مقاتله الشهير، وذلك لأنه يعرف بأن حصول كونور ماكريجور على مبلغ يصل الى مائة مليون دولار سيجعله يفقد الاهتمام بالعودة الى الحلبة الثمانية من اجل بضعة ملايين، وان كونور ماكريجور قد يعتزل القتال نهائيا، خصوصا ان تمكن من التغلب على فلويد مايويذر فى تلك الليلة.
فلويد مايويذر وكونور ماكريجور نزال على الورق سئ للغاية ولن يشهد اي متعة على الاطلاق، خصوصا ان تذكرنا اسلوب الملاكمة الذي يتبعه النجم الاسمر، حيث يعتبر الدفاع نقطة قوته كما انه يعتمد على سياسة عد النقاط ايضا. لذا سيكون مختبئ طيلة الوقت بين قفازيه بينما سكيون خصمه يقفز فى كل مكان ويستعرض دون اي فائدة.
ومع ذلك لا يمكن ابدا ان نفوت مشاهدة هذا النزال على امل ان يحقق كونور ماكريجور المعجزة، وينجح فيما فشل فيه 49 ملاكما محترفا من قبل، وان يطيح بفلويد مايويذر على الارض. ولكن بخلاف ذلك سيصاب الجمهور بالاحباط مرة أخرى كما حدث سابقا في نزال القرن بين فلويد مايويذر وماني باكياو.
كتابة: محمد بهاء الدين