نجدد اللقاء بكم زوارنا الكرام معم الحزء الثالث  من سلسلة فتيان بول هميان من خلاله شخصيا، حيث قمنا بترجمة مقال خاصل “للثعلب هيمان” كتبه قبل فترة من الزمن تحدث به عن المصارعين الذين عمل معهم في عالم المصارعة.

7/ ذا ميز

فى عام 2006 بدأت علاقة مايكل ميزانين مع المصارعة الحرة، وكان وقتها مجرد وجه طفولى مازال متأثرا ببرامج ام تى في ويحاول جاهدا استباق الزمن للوصول الى القمة، كان فتى طائش بعض الشئ ويجرب الكثير من الاشياء المختلفة فى وقت واحد. لذا كان يحتاج الى احد يخلص من هذه المعاناة، وبالطبع لا يوجد سوى رجل واحد فقط لفعل ذلك. انتم محقون انه انا بول هيمان. لقد اخذت ميز الى مركز اوهايو للتدريب وقمت بتشجيعه على اكتشاف نفسه والمواهب المدفونة التى يتمتع بها، وكل ما فعلته فى النهاية اننى جعلت يتحول من ميك ميزانين الى ذا ميز، ولم يأخذ ذلك التغيير وقت كثيرا، فقد كان الفتى يحظي بما يحتاجه المصارع للانطلاق وانا وضعته فقط فى الطريق الصحيح، لقد حولت الكاميرات اليه وجعلته محور الاضواء فى البداية وراهنت على انه سيكمل المشوار لوحده. فكما ذكرت فى الجزء الأول من هذه المقالة، انا لا ارى المستقبل ولكنى الاحظ لأشياء لا يلاحظها بقية المتابعين حتى الخبراء منهم، انا اعرف عنك ما لا تعرفه انت عن نفسك، واقوم فورا بتوجيهك الى المنصة التى ستنطلق منها، هذا هو السحر الذى اتمتع به، لذا ان قمت يوما بالتحدث اليك فعليك ان تأخذ كلامى على محمل الجد وتعلم انك من القلائل المحظوظين فى هذا العالم.

8/ ميك فولي

حين اتى ميك فولى الى “الاي سي دبليو” كان ذلك بسبب تسوية قضية رفعتها ضد الدبليو سي دبليو، وعلى الفور اصبح فولى واحد من اهم الاسماء هناك، وكان يعرف تماما انه فى منزله وقدم لعشاق المصارعة ما لم يشاهدوه عند اى مصارع اخر. ولكن لكل شئ نهاية. فبعد عامين بدأت الأمور تتغير كثيرا ولم يعد فولى ذلك المصارع الذى عشقته الجماهير، كان تأئها بعض الشئ واجبر على تقمص شخصيات لا تناسبه حتى اقتنع بالبقاء فى الظل طويلا. وفى تلك اللحظة اتت مهمتى الانقاذية وانتشلت فولى من ذلك المستنقع وتمكنت من اعادت الى الواجهة. وفولى بنفسه اعترف بذلك واشكره على تواضعه وهو يتحدث عنى فى كتابه الأول. قد لا اكون من اكتشف ميك فولي حقيقة ولكننى كنت اشبه بالمدرب الذى يحظى بلاعب خارق ومهاري، وكل ما فعلته اننى وظفته فى المكان الصحيح ووضعته فى الخانة التى تناسبه. وبالنسبة لى ميك فولى رجل وشخصية لن تتكرر ابدا، ومهما حاول الاخرين تقليده فلن يصلوا لنفس المستوى الذى كان عليه ميك فولى فى ذلك الزمن.

9/ راي ميستيريو

فى عام 1995 كانت قواعد وخارطة المصارعة الحرة تختلف تماما عما هى عليه الان، فكان المصارعين الضخام وطوال القامة هم فقط المرغوبين. ولا احد فى حجم راي ميستيريو ينظر اليه بمحمل الجد. وبالنسبة للمصارعين المهاريين والذى يجيدون القفز فى الهواء، كان جيمي سنوكا بمثابة الرجل الخارج وهو يقفز فقط من اعلى الركن. وكنا نحن فى الاي سي دبليو لا نشاركهم هذا المنطق، وقررت تغير قواعد اللعبة تماما واستعنت بالمصارع كونان ليبحث هناك فى المكسيك عن مواهبة جديدة، وبالفعل تم ارسال راي ميستيريو ومعه مصارع اخر اسمه بيسوسيس. وأكد لى كونان ان ما سأشاهده فى نزال هذين المصارعين لن تشاهده فى اي مكان اخر. وبالفعل كان كونان محقا واستمتعت جماهير الاي سي دبليو بمباراة من الطراز الرفيع، ولم يهتموا بأن راي ميستيريو لم يكن يرفع الاثقال ولا يزن 300 رطلا وجسده ليس به الكثير من العضلات، فقط اندهشوا وهو يشاهدون السحر الذى يخرج من ذلك الجسد النحيل، وكان راي يطير فى كل مكان فى الحلبة. وأود هنا ان اشكر ميستيريو على عدم خذله لي واستحقاقه للثقة التى وضعتها فيه وانا أراهن عليها العام بأسره.

بقلم: بول هيمان – ترجمة: محمد بهاء الدين    (لقراءة الجزء الثاني اضغط هنا)