تصلنا في الفترة الأخيرة العديد من التساؤلات والتعليقات من زوارنا الكرام يستفسر فيها أصحابها عن حادثة مدينة مونتريال الشهيرة سنة 1997 وتفاصيلها نظرا لتأثيرها الكبير على مسار عالم المصارعة الحرة وتشبث الجماهير بذكراها حتى بعد مرور حوالي 20 سنة على وقوعها.
حادثة مونتريال أيها السادة تعتبر أكبر خيانة حقيقة وليست بسيناريو في التاريخ الحديث للصناعة المصارعة الحرة بجميع إتحاداتها القديمة والجديدة وسنحاول في هذا التقرير اليوم أن نأخذ المشجع العربي في رحلة شيقة إلى تلك الفترة الزمنية للتعرف على أبرز الأحداث المحيطة بالحادثة والتي أدت إلى وقوعها.
أطراف النزاع شون مايكلز وبريت هارت والمشاكل الشخصية :
تعتبر عداوة الأسطورتين في فترة التسعينات الأفضل في تاريخ المصارعة الحرة من قبل العديد من المحليلين وخصوصا من قبل أغلب جماهير اللعبة حول العالم، وربما يكون السبب الرئيسي في ذلك هو وجود خلاف شخصي وكره عميق بين النجمين حتى خلف الكواليس وفي الحياة الواقعية.
هذه العداوة إنطلقت بحرب تصريحات داخل الحلبة تجاوزت في العديد من الأحيان السيناريو المكتوب وتحولت لإهانات شخصية بين النجمين ولعائلتهما خصوصا من جانب شون مايكلز الذي وصل لحد التنكيل بذكرى وفاة المصارع الراحل الراحل ستو هارت والسخرية منه.
بلغت هذه الحرب بين النجمين أيضا مرحلة العراك الحقيقي والعنيف خلف الكواليس في فترة شهر أكتوبر سنة 1997 أي قبل حوالي الشهر من الحادثة الشهيرة لكن الجميع إتفق بعدها على العمل بإحتراف ووضع الخلافات الشخصية خلفهم.
إيريك بيشوف وفينس مكمان : صراع الأموال الطائلة :
إيريك بيشوف : رئيس إتحاد WCW الشهير
فينس مكمان : رئيس إتحاد WWF حينها وWWE اليوم
في هذه الفترة كان بريت هارت قد تحصّل على بطولة WWF في مهرجان السمر سلام سنة 1997 ولكن عقده مع الإتحاد كان قد شارف على الإنتهاء مع وإستغل إيريك بيشوف هذه الفرضة لتقديم عرض مغري للغاية للأسطورة بريت هارت للإنضمام لإتحاده.
في نفس الوقت قدم فينس مكمان عرض مالي متواضع لبريت هارت مقارنة مع WCW لكنه يضمن له 20 سنة من الشغل، 3 سنوات كمصارع بأجر 1.5 مليون دولار في السنة و17 سنة كإداري في الإتحاد بأجر أقل بقليل.
وقد عبر هارت حينها عن عدم إكتراثه بالمال لأنه يريد فقط ضمان عدم تهميشه في آخر سنواته بالحلبة لكي يتواصل إرث شخصيته للأبد في عقول المشاهدين وصرح أكثر من مرة بأنه يريد البقاء مع فينس مكمان إذا وفر له ذلك.
وافق في البداية فينس على شروط هارت لكنه سرعان ما طلب منه التحول لشخصية شريرة تحضيرا لمواجهته مع شون مايكلز مما أزعج ذلك الأسطورة كثيرا وجعله يرضخ لإغرائات إيريك بيشوف المالية ويمضي على عقد ب3.5 مليون دولار بالسنة يبدأ مفعوله يوم 7 ديسمبر 1997 أي بعد مهرجان سيرفايفر سيريز بمدينة مونتريال بأيام.
الحادثة الكبرى : إهانة الأسطورة في مدينته وأمام جماهيره :
وصلنا الأن لحوالي أسابيع قبل المهرجان الكبير وأصبح الجميع في الإتحاد يعلم أن هارت سينتقل للـWCW بعد مدة قصيرة فطلب فينس مكمان من النجم أن يخسر حزامه أمام شون مايكلز في عرض مدينة مونتريال.
وهو مارفضه النجم بطبيعة الحال متعللا بكونه بطل في أعين الكنديين ولا يريد أن يخسر محبتهم وأنه مستعد لخسارة اللقب في أي مكان آخر إلا مدينة مونتريال وإتفقت بعدها جميع الأطراف على أن ينتهي النزال بالإقصاء وخسارة بريت هارت لبطولة WWF في عرض لاحق في مدينة أخرى.
يوم 9 نوفمبر 1997 مهرجان السرفايفر سيريز الذي لن تنساه أذهن الجماهير، لاحظ فينس حينها معرفة جزء كبير من الجماهير الحاضرة بمغادرة بريت هارت للإتحاد وإتجاهه للـWCW وإضطر إثرها لطلب تعزيزات أمنية كبيرة حول الحلبة لكي لا يتعرض هو والأسطورة شون مايكلز للإعتداء من قبل الحاضرين.
إنطلق النزال بصفة عادية ودارت كل الأحداث كما كان متفق عليها إلى حين إقتراب النهاية ووضع شون ميكلز لبريت هارت تحت حركة الإخضاع الخاصة به الشهيرة “ذا شارب شوتر” التي كان من المفترض أن يصدها هارت ويستعمل كرسي ليخسر النزال بالإقصاء، إلى أن تدخل فينس مكمان الذي كان يجلس بجانب الجرس ويطلب من الحكم إيرل هيبنر أن يعلن نهاية النزال لصالح شون مايكلز بدون أن يضرب البطل بريت هارت الحلبة بيده ويستسلم.
ثارت الجماهير في القاعة وإضطر فينس للهروب بسرعو لمكتبه الخاص رفقة الحكم وإغلاق الباب بحكمة، غادر شون مايكلز القاعة وعلامات الغضب بادية على وجهه لأنه لم يرد الفوز باللقب بهذه الطريقة المشينة.
أدرك بريت هارت بعدها مالذي حدث له أخيرا وقام بالبصق في وجه فينس مكمان ووضع أحرف WCW على جميع زواية الحلبة تحت تشجيع كبير من الجماهير.
مابعد الحادثة :
ألقت هذه الخيانة الكبيرة بضلالها على غرفة تبديل الملابس بسرعة وأصبح الجميع يخاف على منصبه وشخصيته بعدما تمت خيانة رجل حمل الإتحاد لمدة تقارب 14 سنة متتالية، حتى الظاهرة أندرتيكر عبر عن غضبه الكبير من فينس مكمان وأنزل عليه العديد من الإهانات خلف الكواليس.
لكن في الأخير إعتذر فينس عن فعلته وصرّح بأنه لم يكن يستطيع ترك الحزام يذهب لإتحاد منافس قد يحطم شركته وتم إصلاح العلاقة بين فينس مكمان وبريت هارت وتقديم الأسطورة لقاعة المشاهير يوم غرة أبريل سنة 2006 وعادت المياه لمجاريها بين جميع الأطراف.