يعتبر مهرجان ريسلمانيا هو الصرح الأكثر أهمية بالنسبة للجميع من مصارعين يتنافسون طوال العام على حجز مكان به، أو إدارة تسابق الزمن لتنظيم أنجح مهرجانات العام، أو جماهير تمني النفس لمشاهدة أكثر المهرجانات تشويقا وأفضل النزالات على أعظم الحلبات على مدار العام.
وبالنظر للتاريخ الطويل لمهرجان ريسلمانيا على مدار تسعة وعشرين عام سنجد نزالات معينة هي من كانت كفيلة بجعل ريسلمانيا الحدث الأبرز على مدار العام ومصدر تهافت كبار نجوم الاتحاد لنيل فرصة التواجد به، ولو تواجد بالحدث الرئيسي لدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
في هذا التقرير سنأخذكم لجولة سريعة مع بعض تلك النزالات التي صنعت أمجاد وتاريخ ريسلمانيا وساهمت بشكل كبير في الارتقاء بمستوى الحدث إلى ما هو عليه الآن :
1- (هالك هوجان ومستر تي) ضد (“راودي” رودي بايبر وبول أورندورف)
– ريسلمانيا 1.
– 31 مارس 1985.
– أقيم العرض بقاعة ماديسون سكوير جاردين الشهيرة بمدينة نيو يورك.
في أولى مهرجانات ريسلمانيا بالتاريخ كان قرار رئيس مجلس الإدارة فينس مكمان بابتكار حدث سنوي يكون الحدث الأبرز على مدار العام وأهمها على الإطلاق، وبالفعل نجح فيما سعى إليه وأطلق عليه ريسلمانيا أي “هوس المصارعة”.
وكان الحدث الرئيسي نزال زوجي جمع بين الصديقين آنذاك بطل WWF هالك هوجان ورفيقه المصارع والملاكم التاريخي مستر تي في وجود جيمي “سوبر فلاي” سنوكا بجانبهما وتواجها أمام المشاكس “راودي” رودي بايبر وبول أورندورف الشهير بـ “مستر وانديرفول” في وجود “كاو بوي” بوب أورتن والد النجم راندي أورتن بجانبهما.
كان حدثا تاريخيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى بموجود كبار المشاهير من مختلف المجالات والأنشطة بالساحة المقام بها العرض ليكونوا جزءا من ذلك الصرح التاريخي في أولى مناسباته أمثال الملاكم الأسطوري وأيقونة الملاكمة محمد علي كلاي الذي كان بجوار الحلبة يراقب النزال.
توفرت كل العوامل التي تجعل من الحدث تاريخيا وأسطوريا بكل ما تحمل الكلمة من معاني، فقد أجبر الحدث الجميع على متابعته من عشاق للعبة التي لم تكن ترتقي حينها للعالمية لجعلها حدثا عالميا ينتظره سنويا عشاق المصارعة والغير متابعين أيضا.
استمر النزال حماسيا على فترات متباعدة من مجرياته في وجود المحبوب الجماهيري الأول هوجان والمصارع الأكثر كرها بالاتحاد بايبر، إلى أن جاءت النهاية بتدخل “كاو بوي” بوب أورتن وقام بالقفز من أعلى الحبل الثالث محاولا إصابة هوجان إلا أن قفزته أصابت رأس صديقه أورندورف، فاستغل هوجان الفرصة وقام بتثبيته مقتنصا الفوز لفريقه وأسعد الجماهير حول العالم.
2- (هالك هوجان) ضد (أندري العملاق)
– ريسلمانيا 3.
– 29 مارس 1987.
– أقيم العرض بمدينة بونتياك بولاية ميتشجان.
حطم ذلك المهرجان رقما قياسيا تاريخيا في عدد الحضور الجماهيري الذي تجاوز حيز الثلاثة وتسعين ألف شخص، وذلك لمشاهدة الحدث الرئيسي المنتظر بين أصدقاء الأمس وأعداء اليوم بطل WWF حينها هالك هوجان أمام صديقه السابق أندري العملاق.
تحول أندري المفاجئ في شخصيته من أحد أكثر النجوم المحبوبين جماهيريا إلى الشخصية المكروهة كان الموضوع الأكثر رواجا والأكثر شغلا لوسائل الإعلام العالمية وقتها، وجاء ذلك التحول الصادم للجميع ولهوجان نفسه بهدف نيل الفرصة للظفر بلقب بطولة WWF من صديقه السابق.
لم يكن الجميع يطيق الانتظار حتى يتم بدء الالتحام التاريخي بين العملاق وقاهر العمالقة، بدأت الحماسة بدخول أندري العملاق بجانب مدير أعماله الأسطوري لاري “ذا أكس” هينينج، وبالفعل التحم الطرفين في وجود سيطرة شبه تامة من أندري وعودة على فترات متباعدة من هوجان المنهك ومحاولاته البائسة في حمل العملاق بحركة “بودي سلام”.
إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة التي أنهت النزال بنجاح هوجان أخيرا في رفع وحمل أندري بالحركة السالفة الذكر وتبعها بقفزته الشهيرة “ليج دروب” ليقتنص الفوز ويحافظ على لقبه، وسط صيحات تشجيع منقطعة النظير هزت أرجاء الإستاد المقام به العرض بعد حضورهم نزال أسطوري يتحدث عنه الجميع حتى وقتنا هذا.
3- (هالك هوجان) ضد (ألتيميت واريور)
– ريسلمانيا 6.
– 1 أبريل 1990.
– أقيم العرض بمدينة تورنتو بكندا.
لا تتفاجأ عزيزي القارئ من تكرار اسم هالك هوجان بجميع النزالات المذكورة، فاسم ذلك الأسطورة كان وحده كفيلا بإنجاح العرض وجعله لا يُنسى كونه كان نجما من طراز الأبطال منذ يومه الأول مع الاتحاد.
في نزال ملحمي جديد شارك به الأسطورة، تواجه هوجان هذه المرة مع خصم أسطوري عنيد وهو المحارب ألتيميت واريور، في مواجهة أقل ما يقال عنها أنها أسطورية يتذكرها الكبير والصغير حين تواجه اثنين من أفضل نجوم الاتحاد حينها إن لم يكونان الأفضل بين نجوم جيلهما، علاوة على أنهما كانا يتمتعان بشخصية محبوبة جماهيريا حينها.
دخل هوجان النزال كحامل للقب بطولة WWF في حين دخل خصمه واريور النزال كبطل للقب القارات، ويتعين على الثنائي الدفاع عن لقبيهما بالنزال والفائز يظفر باللقبين، وبالفعل بدأت الملحمة التاريخية بين الأسطورتين.
تبادل الثنائي السيطرة بشكل متساوي على فترات النزال، وقام كل منهما بتنفيذ قفزته الشهيرة على الآخر لكن دون جدوى، حتى جاءت اللحظة الحاسمة حين أفلت واريور من قفزة هوجان الشهيرة “ليج دروب” وتبعها بقفزته “سبلاش” مقتنصا الفوز.
مشهد احتفال واريور بأولى بطولة عالم بمسيرته يبقى عالقا بالأذهان وما هي إلا لحظات حتى أتى هوجان من الأسفل ممسكا بالبطولة وقام بتسليمها بنفسه إلى واريور والتي كانت بمثابة تسليم الشعلة إلى نجم جديد بعد احتفاظ هوجان بالبطولة لأربعة سنوات متتالية، وتعانق الثنائي في مشهد تاريخي نال استحسان واحترام الجميع.
4- (ألتيميت واريور) ضد (راندي سافاج)
– ريسلمانيا 7.
– 24 مارس 1991.
– أقيم العرض بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.
يعتبر ذلك النزال بين النجم الأسطوري الذي سيتم تكريمه بقاعة المشاهير 2014 ألتيميت واريور مع نظيره الأسطورة الراحل راندي سافاج أو المعروف باسم “ماتشو مان” هو أحد أفضل النزالات على مر العصور وليس أحد الأفضل بريسلمانيا فقط.
ساهمت الحرب المشتعلة بين الثنائي قبل نزالهما في إكساب المعركة رونقا خاص حمل طابع الثأر، وذلك حين تدخل سافاج بنزال بطولة WWF بين واريور وسيرجنت سلوتر وكلف الأول أغلى بطولة عرفتها الحلبات بعد أن راوغ واريور وباغت الحكم بضربة قوية مستخدما عصا ساهم بها في خسارة واريور للقب البطولة لصالح خصمه.
منذ حينها واشتعل الجحيم بين النجمين وتم الإعلان عن نزال لتصفية الحسابات للأبد حيث الخاسر بالنزال تنتهي مسيرته بالاتحاد، كلمة نزال أسطوري هي أقل ما توصف بها تلك المواجهة التاريخية التي أثبت فيها الثنائي أنهما لم يحصلان على لقب أساطير بتلك اللعبة من فراغ.
النهاية جاءت بعد كاد سافاج أن يهني اللقاء ومسيرة واريور معا بعد تنفيذه لقفزته الشهيرة بمرفقه من أعلى الحبال لخمسة مرات متتالية، وفي الوقت الذي ظن الجميع أن مسيرة واريور قد انتهت وأن سافاج فائز لا محالة انتفض واريور بقوة تحمل أسطورية وأفاق لتدمير سافاج.
بعد ذلك المشهد بدأت علامات التردد تخيم على واريور ما بين أن يقوم بالتثبيت وينهي مسيرة خصمه أو ينسحب من اللقاء، نظر واريور إلى يد سافاج ثم إلى السماء وأهم بالمغادرة إلا أنه عاد من جديد إلى الحلبة وأجهز على سافاج وخرج منتصرا من اللقاء وانتهت مسيرة سافاج مع الاتحاد في مواجهة تراجيدية تاريخية في المقام الأول.
5- (شون مايكلز) ضد (سكوت هول)
– ريسلمانيا 10.
– 20 مارس 1994.
– أقيم العرض بقاعة ماديسون سكوير جاردين بمدينة نيو يورك.
كان أول نزال سلالم بالتاريخ، نزال غير مسار التاريخ لتحديد هوية بطل القارات بين الأصدقاء الأعداء اللذان يزعم كل منهما أنه البطل الحقيقي للقب فكان لابد من إجراء ذلك النزال لتحديد البطل بلا منازع.
نزال ألهم أجيال كاملة وفرق زوجية أسطورية لصنع أمجادها باستخدام السلم الحديدي كفريق الأخوين هاردي، ذا دادلي بويز، ايدج وكريستيان في نزالات TLC التي اشترك بها الثلاثة فرق ضد بعضهم مسجلين تاريخا شخصيا لكل منهم.
في ذلك النزال قام محطم القلوب شون مايكلز بالتضحية بجسده في العديد من المناسبات بالنزال من أجل إمتاع الجماهير من جهة وأن يخرج فائز من جهة أخرى، وسط استبسال من خصمه العنيد سكوت هول أو المعروف حينها باسم “ريزور رامون”.
لكن محاولات مايكلز في الخروج باللقبين المعلقين فشلت حين أصبح عالقا بين الحبال، ليشاهد خصمه يتسلق السلم بثبات نحو اللقبين حاله كحال الجماهير يترقب رفع هول الحزامين وعلامات الحزن تعلو وجهه في لقطة تاريخية خالدة بأذهان الجميع.
كنتم مع الجزء الأول من تقريركم المتجدد بإذن الله عن أهم النزالات التي صنعت تاريخ وأمجاد المهرجان الأهم على مدار العام ريسلمانيا، نلقاكم مع الجزء الثاني بالقريب العاجل إن شاء الله.
بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran