تقرير || نزالات صنعت أمجاد ريسلمانيا عبر تاريخها الطويل (الجزء الثالث)

تقرير || نزالات صنعت أمجاد ريسلمانيا عبر تاريخها الطويل (الجزء الثالث)

الكاتب رامي علي بتاريخ 13 مارس، 2014




نعود إليكم أعزائنا القراء مع ثالث أجزاء تقريركم المتجدد عن أقوى المواجهات والنزالات التاريخية التي صنعت أمجاد مهرجان ريسلمانيا عبر تاريخه الطويل على مدار تسعة وعشرين عام. 

في ذلك الجزء سنصطحبكم في جولة مع ثلاثة نزالات تاريخية جديدة بالمهرجان العريق :

1- (ستيف أوستن) ضد (ذا روك)


ريسلمانيا 17.
1 أبريل 2001.
أقيم العرض بمدينة هيوستن بولاية تكساس.

يعتبر مهرجان ريسلمانيا 17 في نظر الملايين بمثابة أعظم المهرجانات على مر العصور، ولما لا وهو يأتي في أزهى وأقوى عصور المصارعة في التاريخ وهو عصر الأتيتيود الذهبي.

التحام ملوك تلك الحقبة هو عنوان ذلك المهرجان الذي شهد نزالات غاية في الأهمية وشكلت مسار التاريخ لتلك الفترة الأسطورية والمصيرية بالاتحاد، ويأتي على قمة تلك النزالات نزال الحدث الرئيسي بالمهرجان على لقب بطولة الاتحاد بين نجمي تلك الحقبة “ستون كولد” ستيف أوستن، ودوين “ذا روك” جونسون.

كانت الأجواء متوترة بين الطرفين والسبب كان كالعادة فينس مكمان، هذه المرة أراد فينس لزوجة أوستن النجمة “ديبرا” – والتي كانت في بداية مسيرتها كمديرة أعمال للنجوم – بأن تتولى مهام إدارة أعمال ذا روك بالنزال وتسير عكس إرادتها وإرادة روكي نفسه، وهو ما لم يرق لزوجها أوستن الذي قام بتحذير شديد اللهجة لجميع الأطراف في حالة حدوث أي مكروه لزوجته. 

بعد سلسلة من المناوشات بين الطرفين على خلفية قيام كيرت أنجل بتنفيذ حركة الإخضاع الخاصة به خلال نزال الإعادة بينه وبين ذا روك، قام أوستن بإنقاذ زوجته ومن ثم تنفيذ حركته القاضية “ستانر” على روكي، الذي قام برد الإهانة بعرض الرو الأسبوع الذي تلاه، مما أدى إلى إعفاء فينس لديبرا من منصبها بعد فشلها في تهدئة الأجواء بين أوستن وذا روك.

دخل أوستن النزال بصفته الفائز بنزال المعركة الملكية لعام 2001 بعد إقصاءه للوحش الأحمر كين وفوزه بالنزال، فيما كان خصمه ذا روك هو البطل حينها وأول مصارع يفوز بلقب الاتحاد لستة مرات كاملة بعد اقتناصه للقب من بين أيدي الأسطورة كيرت أنجل.

أطلق أوستن تصريحا شهيرا قبل النزال المقام على أرضه وبين جماهيره موجها كلامه لخصمه ذا روك نقتبس منه: “أحتاج للفوز، أحتاج لهزيمتك أكثر مما تتخيل”، ودخل النزال عينه على خصمه وعلى الحزام الملتف حول خصره أملا في عودة اللقب إلى أحضانه.

وبالفعل خاض الطرفان النزال بقوانين خاصة أضافها فينس مكمان وهي أن النزال بدون قوانين، وكان نزالا تاريخيا شهد لحظات لا تُنسى استخدم به الثنائي حركات عديدة لإسقاط بعضهما، كما استخدم كل منهما حركة الآخر الخاصة باللقاء لكن دون جدوى وسط مشاعر مختلطة من الجماهير المتحمسة للقاء طوال فتراته.

مع اقتراب النهاية دخل فينس إلى الصالة بشكل مفاجئ لكن المفاجئة الحقيقية كانت سبب دخوله، حيث دخل محاولا مساعدة أوستن على عكس المتوقع تماما، قبل أن يستخدم الأخير الكرسي الحديدي لأول مرة بالنزال أجهز به على روكي تماما بضربات عنيفة متتالية مقتنصا الفوز واللقب.


وكان المشهد التاريخي بمصافحة فينس لأوستن وسط سخط الجماهير الحاضرة من ابن مدينتهم بعد تحوله للمكروه الأول بالاتحاد على أثر تحالفه مع رأس الشر.   


2- (أندرتيكر) ضد (تريبل اتش)


ريسلمانيا 17.
1 أبريل 2001.
أقيم العرض بمدينة هيوستن بولاية تكساس.

ما زلنا مع مهرجان ريسلمانيا 17 استكمالا للمهرجان الأسطوري الأفضل بعصر الأتيتيود بلا منازع، فبعد التحام ستيف أوستن مع ذا روك يأتي النزال الثاني في تقريرنا اليوم وأحد نزالات القمة بالمهرجان ذاته، والذي جمع بين أحد أفضل من صارعوا بذلك العصر هما الظاهرة وأسطورة ريسلمانيا الخالدة أندرتيكر، والنجم والمدير التنفيذي الحالي تريبل اتش.

بالطبع سلسلة انتصارات أندرتيكر بريسلمانيا هي أهم انجازاته على الإطلاق والإرث الخالد للأسطورة الحية والذي لم ولن يصل إليه أحد أبدا، إلا أن تلك السلسلة لم تكن في الحسبان في تلك الفترة وفي ذلك النزال ولم تأخذ شكلها الحالي ورونقها السحري التي تتمتع به الآن، لأن ذلك النزال أخذ طابع الثأر والتحدي وتصفية الحسابات العالقة بين الأسطورتين وأحد نجوم تلك الفترة التاريخية.

قبل بدء الصراع بين النجمين الكبار؛ أحس تريبل اتش أنه يستحق التواجد بالحدث الرئيسي بعد هزيمته للأسطورتين ستيف أوستن، وذا روك وأنه الأفضل لتمكنه من الفوز على الجميع، ليخرج عليه أندرتيكر ويخبره بأنه لم ينتصر عليه في أي نزال سابق من قبل، لتصبح الشرارة التي أشعلت نار العداء بين الطرفين وتقودهم إلى نزال كبير بريسلمانيا.

بعد سلسلة من الصراعات وإتباع أساليب الكر والفر وتسبب كل منهم في هزائم لبعضهما البعض، قرر المستشار الخاص بـ WWF حينها ويليام ريجال تنظيم نزال كبير بين النجمين بريسلمانيا 17 لفض النزاع بالطرق التقليدية وحسم الموقف ومعرفة من صاحب اليد العليا.

وتم إجراء المواجهة الساخنة بين تيكر وهنتر على حلبات ريسلمانيا، كان النزال قويا جدا كما كان متوقعا ولعب الغضب المنبعث من الثنائي تجاه الآخر دورا كبيرا في إكساب المواجهة مزيجا من الإثارة والخشونة والعنف، وبالطبع ذلك ليس بجديد بعصر كعصر الأتيتيود ومن نجمين من أفضل من مروا بالحلبات.

استمر النزال سيجال بين الطرفين وكاد تريبل اتش أن يُنهي النزال لمصلحته في العديد من المناسبات، لكن أندرتيكر أثبت أنه لا يخسر على ذلك المهرجان وأظهر قوة تحمل أسطورية كما هو متعارف عليه، حتى حسمها تيكر بحركة “Last Ride” قوية كانت كفيلة بإعلانه فائزا وتستمر سطوة الظاهرة بالاتحاد ويضاف إلى قائمة ضحاياه ضحية جديدة.  

3- (هالك هوجان) ضد (ذا روك)


ريسلمانيا 18.
17 مارس 2002.
أقيم العرض بمدينة تورنتو بكندا.  

ومع عودة من جديد إلى إمبراطورية هالك هوجان بمهرجان ريسلمانيا والتي بدأناها سابقا في أولى أجزاء التقرير بنزالات تاريخية، فلو كان للتاريخ لسان يتحدث لذكر اسم هوجان على أنه من جعل للمصارعة اسما ونقلها للعالمية.

جعل هوجان في الثمانينيات من الـ WWF الاتحاد الأكثر شهرة على مستوى العالم ومع انتقاله إلى الغريم التقليدي لذلك الاتحاد وهو WCW جعلها في المقدمة وهو بالشخصية الشريرة، مكونا العصابة الأشهر والأقوى بالتاريخ NWO بجانب الأساطير كيفن ناش، وسكوت هول. 

في مطلع عام 2002؛ بعد الانهيار التام لـ WCW تم الإعلان عن شراء فينس مكمان لذلك الاتحاد بكامل نجومه، مما يعني عودة الابن الضال من جديد لكن هذه المرة ليس وحيدا بل عاد بجانب عصابته التاريخية ليغزو بها الاتحاد بعد غزوه بها اتحاده السابق، كان ذلك بمهرجان “نو واي أوت” بتاريخ السابع عشر من فبراير.

مساعي هوجان وعصابته لم ترق إلى نجمي ذلك الاتحاد الأوائل ستيف أوستن وذا روك، وتحدى أوستن النجم سكوت هول فيما أعلن ذا روك الحرب على هوجان بعرض الرو في الثامن عشر من فبراير واستهدفه في نزال أسطوري بريسلمانيا 18، ووافق هوجان وقبل تحدي ذا روك لتكون بمثابة تلاقي جيلين مختلفين كل منهم يريد فرد سطوته وإثبات أنه وجيله الأفضل.

نزال أسطوري تاريخي ملحمي جماهيري درامي حماسي هي كلمات قليلة لتصف تلك الموقعة الهائلة التي حضرها ما يزيد عن ستين ألف متفرج، المشاعر المختلطة وصيحات التشجيع التي أطلقتها الجماهير في ذلك النزال تدل على إخلاص ووفاء جماهير الاتحاد لبطلهم وأسطورتهم هوجان الذين ما زالوا يتذكرونه منذ بداياته حتى مغادرته وعودته مرة أخرى، وذلك على الرغم من دخوله النزال كشرير في حين تواجد ذا روك كمحبوب.

مع مرور الوقت تحولت صيحات الجماهير إلى استهجان تام لذا روك بمجرد أن يقوم بحركة ما أو حتى لكمة على وجه هوجان مما زاد النزال حماسة وإثارة أكثر وزاد روكي غضبا، وعندما يغضب روكي بالإثارة قادمة لا محالة.

شهد النزال في مجرياته تبادل للسيطرة من قبل الأسطورتين وإفشال حركات كل منهما القاضية في مناسبات عديدة، حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي حافظ فيها روكي على هيبة جيل الأتيتيود بفوز صريح على هوجان، وأظهر كل منهما الاحترام للآخر وصافحا بعضهما قبل أن يتدخل بقية أعضاء NWO ناش، وهول غاضبين من تلك المصافحة وحاولا الاعتداء على هوجان ليتصدى لهما ذا روك مدافعا عن هوجان وينجحان سويا في طردهما من الحلبة والاحتفال معا.

ومنذ حينها خلع هوجان ثوب تلك العصابة الشريرة وأسقط معها اللون الأسود الذي كان يتشح به، وعاد إلى ألوانه المتعارف عليها الأحمر والأصفر ونال ما يستحقه من احترام من جماهيره المخلصة العاشقة له. 

* ملحوظة: تم تقليل عدد النزالات إلى ثلاثة نزالات لتسهيل عملية القراءة على القارئ.

بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran



تابع صفحتنا الرسمية على الفيسبوك وتويتر: