المصارعة الحرة عالم لا ينتهى من القصص المشوقة والغريبة والطريفة ايضا، ولكن ما نحن بصدد الحديث عنه الآن هو جانب آخر من ذلك العالم لم يسمع به الكثيرين، الجانب المخيف والمرعب الذي كان ابطاله مصارعين لم ينالوا حظهم من الشهرة ولم يتم تقديمهم بما يتناسب مع شخصيتهم الحالية، ومن هؤلاء الاسماء المصارع الشرس هاكو او مينغ.

هولك هوغان، ستيف اوستن، غولدبيرغ، بروك ليسنر، رومان رينز، ذا روك، وغيرهم.. اسماء نراها على التلفاز تتغلب على اكثر من خمسة مصارعين لوحدها، ولكن لا أحد منهم سيكون قادر على فعل ذلك على ارض الواقع، الا ان هاكو اثبت ذلك اكثر من مرة وفى العديد من القصص المخيفة التى حكيت عنه، ويكفي الاشارة الى ان مصارع ضخم للغاية مثل اندريا اعترف بنفسه بأنه كان لا يخشى احد فى العالم سوى هاكو.

العديد من القصص التى رويت عن هاكو تبدو غير قابلة للتصديق، ولكنها اتت على لسان مصارعين كبار عايشوا تلك اللحظات المخيفة ووثقوها فى كتبهم الشخصية او في مقابلات اجريت معهم لاحقا.

اولى تلك القصص رواها المصارع المخضرم كيفين سولفان وذلك في مقابلة اجراها معه موقع WWE الرسمي، وقال سولفان انه كان مسافرا برفقة هاكو حين دخلا الى احد الحانات من اجل تناول الشراب، وبما انهما كانا غريبين فى تلك المنطقة فقد تعرضا للعديد من المضايقات، وكان هاكو بسبب مظهره الغريب الاكثر تعرضا لها، وهو ما جعله يفقد اعصابه فى النهاية ويقدم على تصرف أكد سولفان انه لم يشاهد مثله طيلة حياته.

ويحكي سلوفان ويقول “اذكر انهم كانوا خمسة حين هجموا على هاكو، واستطاع الرجل التغلب عليهم لوحده، ولكنه تمادي كثيرا حين جذب احدهم من الخلف وقام بعضه وتمزيق قميصه باسنانه، قبل ان يبصق قطعة من لحم ظهر الرجل على الارض، حينها قررت المغادرة فورا لهول ما شاهدت”.

القصة الثانية يرويها هاكو بنفسه وذلك فى مقابلة مع موقع ” World Wrestling Insanity” وهى عن حادثة مرعبة اخرى كانت فى المطار هذه المرة، فمن المعروف ان هاكو وجميع عائلة انوا الشهيرة تجري المصارعة الحرة فى عروقهم، وهى ارث عائلي، وكان هاكو يصارع فى الاساس من اجل شهرة عائلته، وليس من اجل المال، لذا لم يتحمل الرجل تلميحات احدهم واستهزائه بالمصارعة وهو يصفها بالمزيفة.

ويحكي هاكو بنفسه ويقول” لقد كنا فى مدينة بيلتامور خلال تقديمنا لاحد العروض، وكان معي قريبي “سيفا آفي” حين ذهبنا الى احد الحانات، وكان هناك العديد من المصارعين الذين يقدمون الشخصية  الطيبة ففضلنا الجلوس بعيدا، وبالطبع دار النقاش المعتاد عن المصارعة والتمثيل فيها، حين قرروا اشاركنا فى النقاش كنت فى مزاج سئ وقمت بجذب احدهم وعضه على انفه قبل ان اخلى جميع المكان برفقة قريبي “سيفا” وطرد المتواجدين.

القصة الثالثة يحكيها المخضرم بوبي هينان وهى عن شجار شاهده بنفسه فى احدى الحانات ايضا بعد ان تلاعب الشراب برأس الجميع، ليقرر احد الاغبياء المتواجدين الاحتكاك مع هاكو، وهو قرار اشبه بالانتحار،و وكانت النتيجة مرعبة للغاية، حيث لم يستمر النزال طويلا ، وقام هاكو بادخال اصبعين من يديه الى فم الرجل قبل ان يخرجها وهو كاسرا لفكه تماما، ليتدلى بصورة مقرفة على عنقه.

لم يكن المصارعين وحدهم يخشون هاكو، فالادارة ايضا كانت تتحاشى الاحتكاك به، فالمصارعين كانوا يجدون انفسهم فى موقف عصيب دائما فى غرفة تغيير الملابس مع المصارع المرعب، ومثال لذلك ما حدث لاحد المصارعين والذي قام بتقديم شكوى الى الادارة لأن هاكو تمادى في النزال وصفعه بعنف على وجهه، وما ان علم هاكو بذلك حتى قام بامساك الرجل من عنقه ورفعه فى الهواء بيد واحد وكان على وشك قتله، لولا ان تدخل هولك هوغان فى النهاية.

اما بالنسبة للادارة فيكفي ما قاله ايريك بيشوف حين كان مديرا لاتحاد WCW وذلك حين قرر مع احد الاداريين الدخول الى غرفة تغيير الملابس الخاصة بالمصارعة من اجل أمر معين، وما ان دخلوا هناك حتى وجدوا هاكو برفقة كريس كانديدو، كريس جيريكو وتومي سايتش، وحين بداءا فى الحديث نهض هاكو غاضبا وطلب منهما ان يعتذرا اولا لزملائه للمقاطعة، ليتذكر بيشوف تلك القصص المرعب عن المصارع ويبادر بالاعتذار فورا والتزام الصمت.

القصص عن هاكو تبدو اقرب الى الخيال، ولكن من يعرف ذلك الرجل يتأكد تماما عن الوحشية والرعب الذي يتميز به، ويكفي ما قاله النجم الكبير جاك ذا سنيك روبيرتس فى وصفه لوحشية هاكو، حيث قال انه لو كان فى داخل دبابة وهاكو قادم فى اتجاهه، فانه سيقوم بالخروج من الدبابة فورا واطلاق النار على نفسه، لانه لا يريد ان يخاطر بجرح ذلك “اللعين” واغضابه.

إعداد:  محمد بهاء الدين محمد