رداً علي مقال.. مقارنة احصائية: رومان رينز وجون سينا

رداً علي مقال.. مقارنة احصائية: رومان رينز وجون سينا

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 10 مارس، 2018


قبل ان ابدأ ردي على مقال الزميلة الرائعة مارينا عماد اود ان ابدي اتفاقي التام في “معظم” ما ذهبت اليه في ذلك التحليل المنطقي للغاية، لكن ذلك لا يعنى عدم اختلافي معها في بعض النقاط، ولعل أهمها ملخص تحليلها حين أكدت ان جون سينا افضل من رومان رينز.
بالنسبة لي لا يمكن ان يكون رومان رينز افضل من جون سينا، وفى المقابل لا أرى جون سينا افضل من رومان رينز الا في أمر واحد فقط، وهو الاستمرارية، وهو السبب الرئيسي الذي جعل سينا الأكثر شهرة على الاطلاق على مستوى العالم، كونه ظل وجها للاتحاد لوقت لم يسبقه اليه احد مثل ذا روك او ستيف اوستن او حتى هولك هوجان من قبل.
لنعود الى الموضوع الأهم بالنسبة لي وهو رومان رينز واختلافي الجوهري مع كل من ينتقدونه ويرونه انه لا يصلح وجها للاتحاد، وانه مصارع مضخم، ولا يملك أي إمكانيات، ولا يستطيع الحدث عبر المايك، وضرباته محدودة، وغيرها من المبررات “الواهية” والتي يحاول الجميع ان يخدع بها نفسه في تبرير هجومه على رينز.
قبل كتابة هذا التقرير عدت من جديد وشاهدت بعض مقاطع الفيديو لرومان رينز في فترة محددة. وهى قبل رويال رامبل 2015 بايام وبعده بأيام.
رومان رينز لا تكرهه الجماهير لأنه مضخم، وليس لأنه لا يستطيع التحدث عبر المايك، ولا لأن حركاته محدودة ولا لأي سبب أخر سوى انه فاز بالرويال رامبل تلك الليلة بدلا عن دانيال براين. مهما اختلفنا ومهما بررنا لانفسها ومهما اتينا بأعذار، لا يمكن أبدا ان نغير تلك الحقيقة.
تلك المعلومة التي يكابر الجميع على الاعتراف بها، لخصها المصارع المخضرم راي ميستيريو في جملة واحدة وهي “لو كنت اعلم ما سيحدث لي في تلك الليلة لأمسكت دانيال براين من اذنه وادخلته الى الحلبة مكاني”. فقبل عام من انقلاب الجمهور على رومان رينز حدث الامر مع راي ميستيريو تماما، وقوبل بصيحات استهجان لا مثيل لها حين دخل في نزال الرامبل على الرغم من انه كان محبوبا وقتها، ولا ذنب له سوى ان بدخوله تأكيد ان لا وجود لدانيال براين.
رومان رينز كان احد اكثر المصارعين تشجيعا حين انطلق في مسيرته الخاصة وتقف جميع الجماهير على اقدامها حين تدق موسيقى دخوله وتهتف له طيلة الوقت، حتى اثناء مشاركته في فريق الدرع كان هو الأكثر تميزا وترقبا من قبل الجمهور، وكل من يغالط عليه ان يعود ويشاهد اول نزال بين فريق الدرع وعائلة وايت في عرض حجرة الاقصاء.
ليأتي السؤال الأهم، الم يكن رومان رينز يتلعثم عبر المايك حين انطلق بعيدا عن الدرع، الم تكن حركاته محدودة وطفولية، الم تكن تعابير وجهه مضحكة، الم يكن قد استأثر بموسيقى دخول الدرع وملابسهم لوحده (كما ذكرت الزميلة مارينا). الم يكن هو ذاته رومان رينز قبل ان يفوز بنزال الرويال رامبل الملعون؟ ام اننا انتبهنا لكل تلك الصفات بعد ان فاز بدلا عن “حبيب الكل” دانيال براين.
اما عن مسألة اختيار وجه الاتحاد، فعلى الجميع ان يعرف ان تلك المكانة لا تنطبق عليها أي شروط قبل ان يكون المصارع قد وجد القبول التام من الجماهير، لتأتي بعدها بقية الصفات الأخرى التى تحدثت عنها الزميلة “مارينا” من قبل، وان كنت اختلف معها في مسألة الحديث عبر المايك او المستوى في الحلبة.
فلو كان الامر كذلك، لما اصبح هولك هوجان وجها للاتحاد ولو ليوم واحد، فمصارع مثله لا يفعل في الحلبة سوى رمي الخصم والقفز عليه بسابقه، او التمثيل الواضح والطفولى وهو يهز رأسه بقوة كأنه يستجمع قواه الخارقة. ومع ذلك كان وجه الاتحاد لعدة سنوات، وبل والسبب الرئيسي في انتشار المصارعة حول العالم.
الحديث عبر المايك لم يمنع اسطورة مثل اندرتيكر من السيطرة على حلبات المصارعة لوقت طويل، والدفعات المتتالية له لم تجعل الجماهير تهاجمه وتصفه بالمضخم كما يحدث مع رينز حاليا، وكذلك الامر بالنسبة لغولدبيرغ وغيرهم من الأسماء الأخرى.
حين قام فينس ماكمان باختيار رومان رينز وجها للاتحاد، فعل ذلك بعد ان اخذ وقتا طويلا في ذلك القرار، ولو كنا جميعا مكانه لفعلنا ذات الأمر، فكل من كان يتابع مسيرة الدرع في تلك الفترة سيلاحظ اهتمام الجمهور غير الطبيعي والهوس برومان رينز في كل مرة يدخل فيها الى الحلبة، وحتى بعد ان قام فينس بفصل الفريق الأسود، تأكد له حب الجماهير لرومان وهم يواصلون الهتاف له. لكن كل شيء تبعثر حين فاز في تلك الليلة المشؤمة بالرويال رامبل.
حين انفصل فريق الدرع، حصل سيث رولينز على دفعات لم يحصل عليها أي مصارع من قبل وقد يكون قد تجاوز جون سينا في تلك الدفعات، فأخر إحصائية قبل ان يتعرض للإصابة اكدت ان سيث رولينز شارك في الحدث الرئيسي لجميع العروض الشهرية لاكثر من عام كامل، ووقتها تغلب على اساطير وأسماء كبيرة على رأسها ستينغ وبروك ليسنر وغيرهم. ولكن لا احد تحدث وقتها واستهجن الدفعات القوية.
دين أمبروز والذي كان يتعرض للخسائر، الا انه حصل أيضا على العديد من الدفعات السريعة وفاز بالكثير جدا من الألقاب في وقت وجيز لا يتناسب مع مسيرته الفردية في الحلبات، واكبر مثل على ذلك انه فاز بجميع الألقاب المطروحة في اتحاد WWE قبل رومان رينز بعدة أشهر؟ ولكن لا احد تحدث وقتها واستهجن الدفعات القوية.
قد تكون الزميلة “مارينا” محقة في تفوق جون سينا على رومان رينز في العديد من الصفات، لكنها مخطئة ان ظنت ان رومان رينز لا يستحق أن يكون وجها للشركة وسينا يستحق ذلك، فكلاهما وجهين لعملة واحدة، وان كانت المقارنة ظالما في حق رومان رينز، لأن جون سينا استفاد من تواجده بين اساطير المصارعة حين انطلقت مسيرته، فهو زامل اندرتيكر في امجاده، بروك ليسنر، شون مايكلز، ريك فلير، وحتى ذا روك وستيف اوستن في أخر ايامهما. بينما لم يكن هناك من يقف مع رومان رينز حاليا.
ان كان دانيال براين السبب في معاناة رومان رينز وانقلاب الجماهير عليه، فعلينا ان نذكر ان جون سينا أيضا عانى من هذا الامر، ففي لليلة واحدة انقلبت الملايين على محبوبها سينا وتخلت عن الهتاف له، وباتت تنتظره من اجل السخرية، تلك الليلة كانت في شهر فبراير عام 2011 حين عاد الأسطورة ذا روك وقرر مواجهة سينا وسخر منه بشكل لاذع. ليصبح سينا وقتها رمزا للطفولة وذا روك للرجولة.
في الختام اكرر واعيد، لا تخدعوا أنفسكم وتصدقوا أعذاركم. ان كان رومان رينز لا يستحق ان يكون وجها للشركة فلا أحد هنا يستحقها، فالكل لديه نقاط ضعف مثل رومان رينز، ولديهم أيضا نقاط قوة. وبالنسبة لفينس ماكمان لا احد افضل من رومان رينز لتلك المكانة لأننا نحن من فتحنا اعينه على رومان رينز حين كانت المدرجات تشتعل مع دخوله الى الحلبة قبل رويال رامبل 2015.

 

كتابة: محمد بهاء الدين