يبدو أن الجميع بدأ بالانجراف خلف قناعات ورغبات وتوجهات العجوز فينس وإدارة WWE في تحويل المصارعة من ميدانها الرئيسي داخل الحلبة إلى متاجر الملابس والأكواب ودور السينما.
حالي كحال جميع زوار الموقع وأصدقائه، شعرت بحالة من الاستفزاز لما آلت إليه مخططات ريسلمينيا ومحاولات أكثر المحللين والكتاب احترافية ودقة استصلاح الموقف وإقناع القرّاء بأمور لا تمت للمنطق بصلة.
ولأن موقع WWX4U ليس موقعاً لمجاملة WWE في خيباتها وأخطائها، كان لا بد من الرد على مقال الزميل يوسف أبوسيفين الذي ذكر فيه مناقب و”سوبر رينز” ومزاياه الفريدة التي تؤهله ليكون بطل الاتحاد وواجهته!
وسأبدأ ردّي هذا من حيث انتهى في مقاله بالسؤال: “لماذا أحبوا كل ما قدّمه رومان ضمن فريق الدرع، وكرهوه عندما انطلق منفردا في حلبات المصارعة؟”
الإجابة ببساطة: رينز الدرع… ليس “سوبر رينز” الحالي
لا يخفى على أحد أن الشخصية التي لعبها رينز في فريق الدرع تختلف اختلافاً جذرياً عن شخصيته الحالية، فأثناء تواجده مع الدرع اقتصرت شخصية رينز على عنصر “القوة” والصلابة والبرود، ولم يكن مطلوباً منه التحدث على المايك ولا القيام بأي تعبريات أو انفعالات جسدية.
رينز الدرع كان شخصية يكتنفها الغموض وعدم الوضوح، لا يمكن أبدأ قراءة ملامح وجهه ولا تفسير صمته الدائم، وهو ما جعل منه آلةً للتدمير، ينفّذ ما يخطط له عضوا الدرع الآخرين أمبروز ورولينز على أتم وجه، حتى أن بعض المحللين – وانا منهم- ربطنا غموضه ذاك بالأسطورة الحية أندريتيكر ورشحته شخصياً للعب دور مهم في إنهاء سلسلة تيكر قبل ان يكسرها الوحش بروك ليسنز.
رينز الحالي أو ” سوبر رينز” بدأ بفقدان بريقه مذ بدأت الإدارة بوضعة في سيناريهات منفردة يكون فيها مضطراً للحديث مطوّلاً على المايك، ولا يخفى على أحد ضعفه في هذه النقطة، وما زاد الطين بلة هو محاولاته المستمرة لتعويض نقص موهبته على المايك بإظهار بعض تعابير الوجه المبتذلة… بل والساذجة في بعض الأحيان.
في كثير من الأحيان أشعر بالرأفة على رينز عندما يحاول تصنّع الانفعالات وتعابير الوجه، في الوقت الذي كان يؤدي أروع أدواره في الدرع دون أن يبذل رُبع المجهود الذي يبذله الآن.
وبالحديث عن مواصفات رينز الجسدية، لا أنكر تميّزه اللافت في هذه الناحية مع التأكيد أن الكثير من المصارعين يمتلكون مزايا جسدية تفوقه ما يمتلكه.. كسيزارو مثلاً، ولا أنسى أيضاً ذكر “داميان سانداو” و ” باد نيوز باريت” اللذان أبدعا في الحلبة وعلى المايك أيضاً بشكل يفوق “سوبر رينز” قبل أن يصدر قرار قتلهما بسيناريوهات ثانوية سخيفة.
رينز… ببساطة… كان ضحية جشع إدارة WWE التي تنظر للأطفال حول العالم على أنهم ثروة مادية يجب استغلالها، وهو ما جعل منه شخصية مستنسخة وتكراراً مملاً لسيناريو سينا الذي دام لـ11 سنة دون تغيير أو تبديل.
أؤكد هنا احترامي وتقديري الكبيرين لسينا ورينز، لكن الجمهور الذي هتف لسينا قبل 11 عاماً أمام كيرت آنجل في عداوتهم الشهيرة التي أظهرته للعالم واشتُهر بسببها، هم أنفسهم من تحولوا لأشد أعدائه في الوقت الراهن بعد أن ملّوا من تكرار فوزه على حساب من لا يستحق الخسارة… وهو ما تنبّهت له إدارة الاتحاد مع سينا..لكن بعد فوات الأوان… ومهما حاولوا الآن تخسير سينا وظلمه في السيناريوهات لن يستطيعوا مسح تاريخ الدلال والتضخيم الذي طال لعشر سنوات كاملة.
والغريب… أن إدارة الاتحاد مصممة على تجاهل ما حدث مع سينا، وتتمسك بدعم رينز اللامحدود بشكل يضر بمصلحته أكثر مما يفيده، وخير دليل ما حدث معه في الرامبل قبل الماضي وانقلاب الجماهير القاسي عليه وعلى روك.
لن اتكلم كثيراً عن احتمالات مواجهة رينز وإتش في المينيا… لكني أتمنى من كل قلبي ألا يُقدم الاتحاد على دفن رومان رينز باكراً بإخراجه منتصراً وقَتل ما تبقى من شعبيته لدى الجماهير.
في النهاية … وإحقاقاً للحق وإنصافاً للجميع، رينز لديه من الموهبة الفطرية والوراثية ما يؤهله للنجومية، لكن … ليس بهذه السرعة، فالجمهور أصبح أكثر وعياً وإدراكاً عن ذي قبل.
وإن كان الاتحاد لا يأبه ولا كترث لرأي جماهيره، فنحن في موقع WWX4U نقراً ونتابع ونتفاعل مع تعليقاتهم وآرائهم أولا بأول… لأننا منهم… وفي النهاية نحن جميعاً … عشاق للمصارعة.
كتبه: رامــــي علـــــي
[follow id=”RamiAlix” count=”true” ]