التضخيم.. التهميش.. التقليد..
تلك العبارات أصبحت متداولة بشكل كبير بين جماهير المصارعة ومتابعي WWE، بل وشكلت قاعدة عامة لنقد نجوم معينة وللحكم على أغلب أحداث عروض الإتحاد التي لم تنلّ رضا الجمهور، ويبدو أن أكثر المشاهدين قد وصلوا إلى مرحلة التنبؤ بما تقدمه الشركة من سيناريوهات ونصوص مكررّة خلال عروضها الأسبوعية والأحداث الرئيسية أحيانا.
مما لا جدال عليه أن خير دليل على فشل أي منظومة هو النتائج والإحصائيات، ولقد تحدث الجميع عن تدني مستوى عروض الإتحاد الأخيرة وإنخفاض الإقبال على المنتج الذي يكد في إخراجه “فريق الإعداد” أو كما يطلقون عليه “فريق الإبداع”.
إذن نحن نواجه فشل صريح لأداء الإدارة الحالية المتسلطة وقائمة كتاب السيناريو الغامضين أصحاب الأفكار “التقليدية”، وهو ما يجعلك عزيزي المتابع تسأل عن السبب..هل المشكلة في فريق المفكرين؟ أم في الإدارة الحاكمة؟ أم في النظام الأساسي التي بنيت عليه العروض وهو ما يجمع بين الشِقين ؟؟؟
ومن هنا تأتي المعضلة الرئيسية، وهي الأساس التي بنيت عليه عروض مصارعة المحترفين وهو ما يجب علينا الرجوع إليه عندما تختلف الأراء بيننا حول حقيقة ما نشاهده،إذ ينبغي البحث عن قلب المشكلة لا النظر إلى نتائجها الوخيمة التي صعدت إلى حلبات الإتحاد لفترة طويلة.
وهذا ما يدفعنا إلى النظر لمصدر المشكلة وهو “أساس مصارعة المحترفين” الذي تجاهله المسئولين في WWE، وبالتالي تأتي الفكرة البسيطة التي نحاول عرضها إليكم.
وهي أن المصارعة الحرة ليست إلا منظومة (مواهب + وسائل إعلام + عرض + جمهور )، وهي ليست بالتعقيد الذي يحاول فريق “الإبداع” إظهاره غافلين عن بعض الأشياء الصغيرة التي قد تعيد التوازن لمستوى العروض التي إشتقنا إلى رؤيتها كما في العقود الماضية.
ومن وجهة نظرنا “المتواضعة” نقدم لكم بعض الأفكار التي يمكن أن تجعل عروض WWE رائدة كما كانت في السابق، وتبث للمتابعين في كل أنحاء العالم منتج ترفيهي حقيقي تدعمه نصوص فنية متوازنة:
المصارع هو الأساس، وليس السيناريو الذي يقدمه
من الواضح أن أغلب العروض التي إنتقدها المشاهدون قد تضمنت سيناريوهات مفتعلة مكررّة لتقضي على مواهب صاعدة لديها فكر وقادرة على الإنجازات(التهميش)، إذن كيف تستطيع الشركة تقديم عرض للجمهور إذا إستمرت في قتل المواهب التي إختارتها الجماهير؟
إذن يجب على الإدارة أن تفكر ولو للحظة في إعطاء الحرية للمصارع في إبراز ما لديه من قدرات وأسلوب قتال حتى ولو تعارض مع فريق “الإبداع”، ليستطيع أن يقنع الجماهير بذاته ولا يتقيد بالنصوص التي تجعله مجرد ممثل، والأمثلة على النجوم المهمشة كثيرة وسنتركها لك سيادة القاريء لتحدد كم بطلاً أحببته تم تجاهله ونسيانه ضمن العروض !!!
التفكير خارج الصندوق (الضربّات وأشكال المواجهات)
من أهم الأشياء التي يجب التنويه إليها هي أشكال الحركات والضربات التي ينفذها النجوم على الحلبة، وقد أصبحت تقليدية بل وغير مبتكرة تؤديها نجوم كثيرة ظهرت مؤخراً(التقليد)، وهذا لا يدل على ضعف المواهب أو مركز تدريبات WWE بل قلة المساحة الإبداعية المتاحة للمصارعين الجددّ التي أضعفت شكل المواجهات.
وينبغي على المعنيين بالأمر إتاحة الفرصة لخلق أساليب جديدة وضربات متنوعة ينفذها الأبطال بحرفية ناتجة عن تدريب ومهارة، لأن ذلك هو أبسط عامل لخلق مستوى رياضي مبهر يجذب إهتمام المشاهد لنجم معين، ويصبح مصدر إلهام وترفيه لديه على مدار السنين كما حدث مع أبطال وأساطير عديدة يظل الجمهور يتذكرها حتى وقتنا هذا.
تسليط الضوء على العروض العادية، لا المصارعين
وتلك النقطة هي أكثر نقطة تتجنبها وسائل الإتحاد، حيث تستمر الشركة في الدفع بنجوم ليست مجهزة لتحمل مسؤولية وحمل ألقاب صنعها كبار المصارعين(التضخيم)، نتيجة ذلك قد ينشأ بطل لا يحمل موهبة كافية لمخاطبة الجمهور ولا قادر على بذل جهد ليطور من نفسه لأنه بكل بساطة لا يعرف دوره أو الشخصية المفترض تأديتها.
لذلك فإن تنوع أحداث العروض وكيفية تحديد المواجهات هي المفر الوحيد للتعويض عن غياب المواهب، وسبيل جيد لخلق تنافسية بين نجوم “متقاربة في الشخصية” ولإظهار مواجهات جديدة يريدها الجمهور ضمن العروض الأسبوعية وليس المهرجانات الرسمية فقط، فما المانع أن يتم الإهتمام بالمواجهات الإضافية التي لا تتضمن اللقب ومواجهات التحديات الأسطورية مثل نزال الظاهرة أندرتيكر ضد المدمر ليسنر.
أما بالنسبة للجمهور، فهو حجر الزاوية الرئيسي الذي بُني عليه إتحاد WWE منذ القدم، وهو صاحب الفضل الأول والأخير على جميع أعضاء الإتحاد وأبطاله طوال السنوات العديدة، ويجب على إدارة WWE الحالية أو القادمة أن تحترم رغبته جيداً فيما يعرضه على حلباته وذلك لأن بدون الجمهور تموت الأساطير.
الكاتب: حسين حمدي رزق