خلال السنوات الأخيرة الماضية كان رومان رينز الاسم الأكبر والرمز الذي تميز بلفت الإنتباه له في كل أحاديث المصارعة وما يخصها، ليصبح الرقم الصعب كما يقال في الأعمال التجارية لهذا المجال، وبالعدل أو ربما بالظلم من قبل جزء كبير من قاعدة مشجعي الاتحاد نال انتقادات واسعه لكونه المختار من قبل الإدارة ليكون الوجه الأول لهم خلفا لجون سينا

وخلافا عن بروك ليسنر سلفه السابق في حمل اللقب العالمي، قد حارب رومان رينز بشكل ثابت للوصول لكل ما حققه خلال مسيرته لدى الاتحاد وكان بطل القتال المستمر بالمشاركة في كافة العروض سعيا خلف حبه وتفانيه لهذه المهنة التي اخلص لها، وكيف لا وهو أحد أفراد أعرق واشهر العائلات المعروفة في عالم المصارعة ودمائها تجري في عروقه

وبعد أن أنهى رومان رينز فترة تجاوزت الـ500 يوم من حمل بروك ليسنر للقب العالمي إثر غيابه المستمر عن العروض، أشار النصر ضمنياً بهذه المعركة على الدعم والثقة التي منحها له الاتحاد لتكون مصداقية له أمام الجماهير بتتويجه واجهه رسمياً لاتحادهم بعد فوزة بالمعركة التي إستمرت تفاصيلها لأكثر من سنتين

ولم ينقطع دعم الاتحاد لنجمهم الأول ولم تنقص ثقتهم به، وللاستمرار في دعمه بعد تتويجه باللقب مباشرة، قررت الإدارة لم شمل فريق الدرع بخطوة تعتبر من أهم الأحداث المطلوبة جماهيريا منذ فترة من الزمن، للتغلب على ما تبقى من ردود فعل سلبيه من بعض الجماهير وهو الأمر الذي نجح تماما بالتخلص من جزء كبير منها

في هذه المرحلة بدا كما لو أن رومان رينز الرجل الذي يفترض انه خليفة جون سينا في منصبه لدى الاتحاد قد استلم مقاليد الحكم ليكون الوجه الأول والرسمي لـWWE ليتحقق بذلك حلم فينس مكمان الذي سعى من اجله طوال السنوات الماضية

لكن الأمور تغيرت بشكل حزين ومفجع في احد عروض الرو في الأسابيع الماضية لأمر لم يتصور حدوثه أي أحد وبشكل صادم وكأنها قصة من أحدى أفلام هوليود التي تحكي عن البطل الذي يتنازل عن حلمه مجبرا بعد أن يصل إليه، فالواقع الأليم يتكلم ليخبرنا بان بعض الأمور السيئة تحدث أحيانا وهذه هي الدنيا كما قال رومان وقتها لن تكون عادله دائما

فخلال افتتاحية عرض الرو صعد النجم الشاب رومان رينز مرتديا قميصا اسود, سلسله ذهبيه وبنطال من الجينز الداكن بدلا من الزي المعتاد له أثناء مشاركاته في العروض، لم يكن قد اتى للمشاركه بأي نزال، هناك خطب ما! أتى ممسكا بالمايك واللقب منسدل على كتفه، مما اوحى للجماهير بانه قادم للترويج لعرض الجوهرة آنذاك أو شيء ما

ليبدأ حديثه بالاعتذار للجماهير عن السيناريوهات الغير حقيقيه التي قدمها والبروموهات التي كان يلقيها فهي لا تعبر عن شخصه وشخصيته الحقيقية.. اسمي الحقيقي هو “جو أنوي“.. هنا خيم الصمت على الجماهير، كُسرت الشخصية! ماذا هناك!!

عم الهدوء أرجاء المكان، ليستكمل حديثه مشيرا لأنه تعرض في السابق لإصابة بمرض خبيث استطاع التغلب عليه حينها، هنا توضحت الحقيقة الصادمة، لم يأتي رومان لإلقاء برومو ولم يكن هنا للترويج لعرض الجوهرة.. بل أتى للحديث عن خصم أكبر بكثير من نزاله القادم ضد بروك ليسنر وبرون سترومان

استمر صمت الجماهير المذهولة وإصغائهم له، لقد عاد هذا المرض ولا أستطيع الوفاء بدوري وما أقوم به، لن أكذب لا يمكنني الاستمرار حاملا للقب، سأخذ كل صلاه يمكنكم إرسالها لي ودعائكم، ولكن أنا لا ابحث عن التعاطف، ولا أقول هذا من اجل أن تشعروا بالسوء من اجلي، لأني امتلك الإيمان.. هذا الإيمان الذي حملته طوال حياتي جعلني أتغلب على هذا المرض أول مره

وتخلى البطل عن لقبه وسط الحلبة في مشهد أحزن جميع الجماهير الحاضرة ومتابعي العرض وسط لحظات من الذهول مما حصل

لن اكذب.. كان ذلك أصعب وقت في حياتي، لم يكن لدي عمل، لم يكن لدي أي أموال، لم يكن لدي منزل وكان لي طفله أرعاها.. لكن هناك من أعطاني الفرصة والأمل… إنها الـWWE التي وضعتني أمامكم جماهير المصارعة، أنتم من جعلتم أحلامي تتحقق شكرا جزيلا لكم

قاتلت كل هذا وانتصرت، في بعض الأحيان تُلقي بكم الحياه على منعطف وتكن محبطه لكم، وأفضل شيء أقوم به الأن هو العودة لمنزلي وعائلتي والاعتناء بصحتي من اجل العلاج ولكن أريد توضيح أمر واحد..!
بأي حال من الأحوال.. هذا ليس خطاب اعتزال، عندما أركل هذا المرض واهزمه سوف أعود.. لذلك سوف ترونني بوقت قريب قريب جدا

شكرا رومان…شكرا رومان…شكرا رومان

وعندما أفعل ذلك.. هذا لن يكون من أجل الألقاب أو المكانة فقط، هذا سيكون من أجل ان أري عائلتي وأصدقائي في الحياة وأولادي وزوجتي أنه عندما تلقي الدنيا الكُره في وجهي، إنني نوع من الرجال الذي سيقف في وجه هذا الأمر واحشد له طاقتي وأتغلب عليه من جديد

ليقدم رومان رينز واحدا من اصدق وأكثر البروموهات الكلامية الواقعية في تاريخ الاتحاد وأكثرها حزنا والماً، متوجها لخلف الكواليس تحت هتافات صاخبه من الجماهير التي استمرت بالهتاف له شكرا رومان الذي فوجئ في مدخل الصالة بدخول اقرب أصدقائه سيث رولينز ودين أمبروز بمشهد تغلبه العاطفة والحزن الكبير، لتنتهي بذلك فصول من رواية البطل المختار ليترك الاتحاد متخبطا في قراراته بحثا عن بطل وواجه جديد

شكرا لرومان ونتمنى له الشفاء والعوده من جديد ولا اراكم الله مكروها بعزيز

إعـداد صديق الموقع: غسان كعوش
مراجعة وتصحيح: ماريـنا عمـاد