نظرية طبقها فينس مكمان مالك الاتحاد وهي شخصية المصارع الخاص به. (اعطاء الجماهير التشويق والاثارة والمتعة بين الشر والخير كما في افلام الاثارة وهذا بعدما اسس في مطلع الثمانينيات مؤسسة اسماها سبورت انترتايمنت) وهذا يعني (الرياضية الترفيهية) ودمج هذه المؤسسة باتحاد WWE وبدأ تقديم هذه العروض وهذه الشخصيات التي تعتمد بالدرجة الاولى على الامتاع ومن ثم على النتائج فهو لا يهتم بالفائز أو الخاسر كما يهتم المصارعون!
وهنا تبدأ المشكلة التي تواجه المصارعين خصوصاً أصحاب الخبرة القصيرة فعلى المصارع ان يوازن بين العرض الجيد واللعب بشخصيته الاستعراضية والوصول الى الفوز وما يهدف اليه مكمان هو تقديم الحدث والاثارة خصوصاً الدراما في التحديات التي تعطي هذه اللعبة نكهة خاصة وحدثاً خاصاً فأصبح كل مصارع يفكر بطريقته الخاصة في التحدي لشد الجمهور اليه والى شخصيته التي اختارها وملابسه التي تخدم الشخصية.
بالإضافة الى الموسيقى المصاحبة له في مبارياته وكل هذه الامكانات متوافرة في الاتحاد فالرئيس مكمان يمتلك ستوديو خاصاً وملحنين محترفين لتأليف الالحان الخاصة والمناسبة للشخصية ويمتلك ايضاً مصممي ازياء لتصميم الملابس التي تليق بالشخصيات! فعندما يتعاقد المصارع المحترف مع اي اتحاد من الدرجة الاولى عليه أن يختار الشخصية التي سيصارع بها والاسم الذي يليق بهذه الشخصية وان لم يقتنع رئيس الاتحاد بهذه الشخصية فانه يقوم هو شخصياً باختيار الشخصية التي تناسبه وتخدم الاعمال الخاصة بالاتحاد.
والمصارع المحترف عندما يريد ان يحافظ على شعبيته ونجوميته عليه ان يكون خبيراً في امور الادوار لكي يتحاشى السقوط كما في أسهم البورصة وعليه ان يختار اقل نسبة خسارة واعلى نسبة ربح فعندما يعتاد الجمهور على نجم ما تقل شعبيته لاعتيادهم على اسلوبه المعروف وشخصيته كمصارع محبوب فيبدأ المصارع بتغيير اسلوبه وشخصيته الى مصارع مكروه يرتكب المخالفات ويقوم باستفزاز الجمهور واستعراض الوحشية وكل هذا على حساب المصارع الآخر وهنا تكمن الخطورة!
فالأضرار التي قد يسببها المصارع المكروه في المصارع المحبوب هي عبارة عن جسر يسير فوقه حتى يصل الى كراهية الجمهور وبعد فترة ما يبدأ الجمهور بالاشتياق الى شخصيته المحبوبة ومطالبته بالعودة الى شخصيته القديمة ويبدأ هو بغيظهم أكثر حتى يصل هذا الشوق الى اقصاه فيعود الى ما كان عليه وبقوة والعكس صحيح مع الاسطورة ستون كولد ستيف اوستن فهو حصل على حب واعجاب الجماهير في جميع انحاء العالم والذي كانت شخصيته من المفروض ان تكون مكروهة.
ولكن الغريب بالأمر ان ستيف اوستن أصبح المصارع الاول والاكثر شعبية والاكثر مطالبة بين الجمهور بهذه الشخصية الشريرة والتي تعبر عن عدم المسؤولية وعدم الاحترام وحتى لو كان مكمان وعام 2001 كلنا شاهدنا اوستن مكروها ولكنه حافظ على تألقه ثم عاد الى شخصيته القديمة كمحبوب ولكن هناك بعض المصارعين لا يغير عن شخصيته المكروهة أو المحبوبة.
كما هو الحال مع اولتمت واريور فمنذ ان بدأ الاحتراف في هذه اللعبة عام 1985 في اتحاد WCWA وثم WWE الى ان تركه عام 1998 باتحاد WCW وهو مصارع محبوب ومن الدرجة الاولى ومن بين الافضل كما يقال في التاريخ! وهناك (المصارع) (ريك رود) الذي بدأ مشواره في الاحتراف في مطلع الثمانينيات الى ان توفي عام 1999 وهو مصارع مكروه من الدرجة الاولى!
فعلى المصارع المحترف ان يعادل ميزان شخصيته مع اسلوبه في المصارعة وان يتجنب الخلل في التوازن فمثلا لا يستطيع ان يقدم المصارع شخصية غامضة كالاندرتيكر ولكن اسلوبه فكاهي كايدي جاريرو! فهذا يشل التوازن المطلوب ومن يجد صعوبة في ذلك عليه يختار او يستفسر عن الشخصية التي تليق بأسلوبه …أو يتمرن على الاسلوب السابق ويتكيف مع الشخصية .. وليس شرطاً دائماً ان يتحدى المصارع المكروه …المصارع المحبوب فهناك مباريات تخدم اعمال هذا المجال بين مصارع محبوب وقوي وآخر مكروه وبنفس القوة وهذه الظروف تعتمد على مستوى المهرجانات التي تستضيف هذا النوع من المباريات ,
فلا يعتمد المصارع على مهاراته في هذه اللعبة فقط للوصول الى النجاح العالمي والنجومية التي يهدف لها لأنه مجال لأعمال الاحتراف على مستوى كبير ولذلك يقوم بعض المصارعين بتعمد الخسارة لإدراكه بان وصوله للبطولة لن يجدي ولن يخدم اعماله وطريقته! أو اعمال التنظيم أو يطلب منه الاتحاد خسارة المباراة والتي تضمن له التأهل للبطولة لأنه لن يجد اقبالاً من الجمهور له ولمباراته! وذلك يرجع لأسباب عديدة منها شعبيته المحدودة أو لكونه مصارعاً جديداً أو لإدراكه ان هناك تحديات تخدمه أكثر من تلك المباريات الهامة!
هذا ما يسمى (BUSINESS) اي احتراف العمل فهناك من الشخصيات والمباريات ما تدفع المصارعين للضرب بالكراسي وتقديم أعنف الضربات و غيرها للوصول الى النجومية كما الحال مع تربل إتش وتلك اشياء ليس لها علاقة بالصداقة خارج العمل! فهنالك مصارعين اصدقاء ولكنهم يتركون صداقاتهم خارج الاتحاد!
وكل ما يحدث كما أسلفنا من اشياء في المصارعة هو كلمة واحدة فقط BUSINESS وليست امور شخصية كما يعتقد البعض ان اندرتيكر له عداوة مع هايدينرايك مثلا ً. أو راندي اورتن يكره تريبل اتش في الواقع! كل ذلك لا وجود له وكلها اعمال تجارية الغرض منها الربح والربح والربح والشهرة وثم المال. واخيرا النتائج! ونحن لا نعلم شيئاً هاما وهو ان الضربات التي يتلقاها النجوم هي حقيقية في معظمها ما عدا خدع المسامير والمطرقة … ولكن باقي ضربات الجيم هي حقيقة ونحن لا نشعر بالمصارع حين يتألم كل ليلة في فراشه !! نعم ……وعندما نسأل احدهم لماذا تمارس اللعبة !!؟ يجيب بلا أي تردد احبها.
صديق الموقع/ وليد.