نعود للقاء بكم زوارنا ومتابعينا الكرام بفقرتكم الخاصة “مقالات الزوار” والتي ننقل بها مقالات وتحليلات مميزة مرسلة لنا من بعض زوار الموقع ممن يعشقون المصارعة الحرة ليتبادلوا معكم آراءهم حول قضايا معينة، وتجدر الإشارة إلى أن موقع المصارعة الحرة لا علاقة له بمحتوى المقال، وتنحصر مسؤوليتنا في نقل المقالات فقط، كما نشجع كل من لديه الموهبة في الكتابة ألّا يتردد بمراسلتنا بمواضيعه على الإيميل [email protected] من أجل نشرها في هذه الفقرة، ونترككم الان مع هذا الموضوع الشيق:

في عالم المصارعة، لا شيئ ينهي القتال سوى الحركة القاضية، أو ما تسمى بالفينشر، فمن بوابة هذه الحركة، التي تعتبر الأقوى عند المصارع، يستطيع طرح خصمه أرضا وتثبيته وإحراز الفوز، أو إجباره على الاستسلام اذا تمثلت بحركة إخضاع .

فهذه الحركة التي يترقبها المشاهدون بتشويق، هي التي تصنع متعة اللمسة الأخيرة للنزال، ولكن هناك في بعض الأحيان.. حركات لا تكفي للإنهاء على الخصم، أو غير مقنعة لحد ما، لنقول بأنها كفيلة بإلحاق الألم الأكبر للخصم وإبقائه مدة ثلاث ثوان على الأرض، بعد سلسلة من الحركات والضربات التي يتبادلها طرفي النزال، فنحن لا نشاهد المصارعة الحرة فقط لمعرفة من سيخرج من النزال فائزا .. لا، فنحن نتابع لنستمتع بالحركات البهلوانية والمؤلمة، التي تضفي على النزال نكهة الحماسة والإثارة .

وعلى الجانب الاخر، هناك حركات قوية ومؤلمة، تستحق أن يطلق عليها بالقاضية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لتبقي الخصم ممددا على الأرض، ليس فقط لثلاث ثوان، بل تدخله في غيبوبة قصيرة، وتجعله يذوق طعم الألم حتى بعد أن يقف على قدميه.

على كل حال، لن تكون على هذه وقفتي اليوم، بل سأتناول حسب وجهة نظري الشخصية، تعدادا لأفضل وأسوء حركات المصارعين، فعلى بركة الله أبدأ :

أسوء حركات المصارعين :

5- حركة جون سينا القاضية “AA” (تحسين السلوك ) :

 كما نعلم هذه الحركة التي يستخدمها جون سينا للقضاء على خصومه عادة، هي حركة AA، والتي يسميها بتحسين السلوك، فهذه الحركة التي يقوم سينا خلالها برفع الخصم على كتفيه، ليرمي به بعدها رأسا على عقب مطيحا أياه على ظهره بقوة، بقوة ! لم أقصد ما قلته بالطبع، فلا أرى أية قوة بهذه الحركة، فحسبما تقوله حركة التهذيب بواقع التأثير الملحق، بأنها تؤثر في الظهر عند ارتضام الجسم بأرض الحلبة، ولكني أجدها كما يجدها الكثيرون بأنها حركة غير مقنعة إطلاقا، فهل الضرر التي تسببه بالظهر يكفي للقضاء على شريحة كبيرة من المصارعين؟؟ اين الضرر منها ! فهو لم يرمي الخصم على لوح اسمنت .

4- لكمة بيغ شو القاضية “ko” :

عزيزي القارء، كل حركة بإمكانك النظر إليها من جانبين مختلفين، فحركة بيغ شو القاضية والتي تتمثل بلكمة قوية بيده الكبيرة على وجه الخصم،  ضربة لا يمكن الاستهانة بها، فعليك التوقع بأن لكمة تنبع من يد عملاقة كهذه تضرب في دماغك. بأنك قد لاتعود بعدها كالسابق، إضافة إلى أنها ضربة سريعة تأتي بشكل خاطف، إلا أنها بنفس الوقت حركة لا تصلح لأن تكون قاضية، فهي لكمة كأي لكمة ينفذها بيغ شو في أي وقت من أوقات النزال، وهذا ما جعلها فينشر ضعيفة من ناحية الأسلوب، ودعاني إلى وضعها في ذيل القائمة .

3- حركة بو دالاس القاضية “بو دوغ” :

لا أجد في هذه الحركة سوى ضربة DDT ولكن بطريقة مغايرة، والتأثير فيها يعد ضئيلا جدا، حيث يحكم دالاس فيها الإمساك برأس الخصم ومن ثم شقلبة على زاوية الحلبة والى الارض مباشرة، إذا تأثيرها ينحسر في ارتضام الوجه في أرض الحلبة، ناهيك على إنها بطيئة التنفيذ، فهي لا تعتبر قاضية بعض الشيئ، فبإمكان العديد من المصارعين تحملها وربما تفاديها بسهولة في بعض الأحيان. بحكم أن دالاس استطاع بواسطتها صنع سلسلة انتصارات ليست بالقصيرة، لكنني أنظر إليها كحركة مبالغ فيها، فحركة الddt التي ينفذها كريستيان من فوق الحبال تفوق البو دوغ قوة بمرات .

 2- حركة كريستيان القاضية ” كيل سويتش” :

إضافة إلى حركة سبير يستعين كابتن كاريزما كريستيان عادة بحركة كيل سويتش، هذه الحركة التي ينفذها كريستيان بأسلوب كلاسيكي مغاير لحركات كثيرة مشابهة لها، فهي تقتضي بأن يمسك الأخير بيدي الخصم، ليدير نفسه 180 درجة واضعا رأسه باتجاه الأسفل، ومنزلا أياه مباشرة نحو الأرض، متحليا فيها بقدرات كابتن كاريزما الحقيقية عندما يخرج حركة قاضية، ووجهه فيها شامخا للأعلى بكل عزيمة. فضلا على أنها تلحق ألما متوسطا بالخصم، إلا أن هناك الكثير من السلبيات والعيوب فيها، فهي حركة غالبا ما يستطيع خصوم كريستيان تفاديها بأسوء الحالات، وتسببت كثيرا له بضياع الفوز في اللحظات الحاسمة، فضلا على إنها حركة قديمة، فهي بطيئة التنفيذ جدا يصعب خطف الفوز بها كما متوجب عليها أن تكون قاضية .

1- حركة سانتينو ماريلا القاضية ” لدغة الكوبرا “

تعتبر هذه الحركة الشهيرة تجسيدا للدغة افعى الكوبرا الخطيرة على طريقة سانتينو الطريفة، فيقوم خلالها بإخراج قماشة الكوبرا وارتدائها في يده وتوجيهها إلى وجه الخصم، ولكنها أحيانا ما تضرب الرقبة أو الصدر، وهذا ما يخفف من خطورتها، فكما يعتقد البعض بأن هذه الحركة ليست بالعادية وقد تلحق الأذى بمتلقيها، إلا أنها تنفذ بطريقة حرفية بعض الشيئ من سانتينو، فباستطاعته تجميع طاقة عضلاته العلوية بأصابعه المنحنية، من خلال وضعية الكوبرا، ولكن هذه الضربة فضلا على إنها مزعجة، إلا أنها تعتبر ضعيفة جدا لإحراز الفوز، وهي تعتمد أكثر على إبراز لقطة طريفة كون سانتينو مصارعا ترفيهيا، وهي حتى لا تكفي للإيقاع بالخصم إلى الوراء، لأنها ليست نابعة من تلك القوة البدنية الكبيرة، إضافة إلى أن تأثيرها يكون في لحظتها ويزول بسرعة، وغير مقنعة لبقاء الخصم ثلاث ثوان على الأرض . وهذا ما جعلها الأسوء في فئة الحركات القاضية من وجهة نظري .

أفضل حركات المصارعين :

1- قفزة ايفان بورن القاضية ” shooting star pres ” :

بالطبع، ما اعني به بأفضل الحركات، هي الحركات التي تجمع بين المهارة والخطورة بمخلوط من التميز، واكثر الحركات التي تهوى أنفسنا المحبة للمصارعة مشاهدتها هي القفزات الطائرة، تلك القفزات التي لا يجيدها إلا رياضيون متهورون، محترفوا الهاي فلاير الرائعون، وعندما تراود لبالنا عبارة هاي فلاير، فبلا شك هناك اسماءا كثيرة ستدغدغ ذهننا، من بينها اسم يخطف اهتمامي دائما،

إنه الطائر المتميز ايفان بورن، نحن لن ندير شريط حديثنا عن المصارع بشكل عام، لا فأنا سأسلط الضوء على حركته الفريدة من نوعها التي لم تجعلني أزيح نظري عنها كغيرها من الحركات، إنها ” shooting star pres ” يا سادة، هذه الحركة التي لفتت أنظار النقاض بشكل خاص، والتي حازت على جائزة سلامي كأفضل حركة لعام 2008، نعم، هناك الكثير غيرها من الحركات الطائرة غيرها والرائعة، ولكن وراء انتقائي لها سبب يجذب المنطق ويفحمه كما يقال، تأتي روعة هذه القفزة بالأسلوب الذي يؤديه بورن، فالذي يميزها بأنها تؤدى كقفزة أمامية خلفية باتجاه جسم الخصم الممدد على الأرض، وهي تؤثر في منطقة البطن بشكل كبير، وتنحدر خطورتها بأنها من الممكن أن تؤثر أعلى وأسفل البطن، فإذا هبط بورن بشكل خاطئ فوق البطن فسيؤثر بمنطقة عضلة الحجاب الحاجز، وستتسبب بألم مضاعف وصعوبة كبيرة في التنفس، وربما بانكسار أحد الأضلاع .

4- حركة ذا ميز القاضية ” سكول كراشنغ ” (سحق الجمجمة) :

لمن لا يعرف، بأن هذه الحركة هي من أقوى وأخطر الحركات التي تؤدى على الإطلاق، فكما تسمى ب”سحق الجمجمة” هي بالفعل تعتبر سحقا وتحطيما للجمجمة على حد سواء، أرى بهذه الحركة بأنها بالفعل كفيلة لأن تكون قاضية، فتقتضي بأن يمسك ميز بيدي الخصم من الخلف، ومن ثم إيقاعه على وجهه مباشرة، ملحقة ألما كبيرا بالوجه، وفيها يمنع ميز خصمه من التخفيف حتى من صدمة رأسه في الأرض. من خلال يديه، وقد تتسبب هذه الحركة بكسر في عظام الأنف، وقد تدخل متلقيها بغيبوبة عميقة، وإن نفذت بشكل خاطئ، فمن الممكن أن تؤثر بالفص الجبهي، المسؤول عن وظائف متعددة، والتي منها الحركة والذاكرة، أي قد تتسبب بإعاقة وفقدان للذاكرة، أو بارتجاج في الدماغ إن خوطر بها ونفذت خارج الحلبة . وقد يراها البعض بأنها حركة ليست بتلك القوة، لكني أرس العكس تماما .

3- حركة سي أم بانك القاضية ” Gts ” (الذهاب الى النوم ) :

بالتأكيد، لا يخفى على الجميع، بأن هذه الحركة هي من أخطر ما نفذ فوق الحلبات، فهي اسم على مسمى، الذهاب الى النوم، فهي فعلا تدخل متلقيها بنوم عميق، فتأثيرها يكون بضربة الركبة التي يتلقاها الخصم على الفك، وتأتي مدى قوتها بأنها تنفذ في الهواء، مما يعطي تأثير أعلى من توجيهها بشكل عادي،  وبلا شك، بأنها تلحق أذى كبيرا بالخصم، واحتاج بانك التدريب طويلا عليها للحد من خطورتها، وإذا أخطئ بانك في تنفيذها، قد يتسبب ذلك بكسر في إحدى العضلات المحركة للفك، أو بكسر في عظام الأنف. وللمعلومة، بأن المخترع الحقيقي لهده الحركة هو المصارع الياباني والوافد الجديد في wwe كينتا، وقد تسبب للعدين من المصارعين هناك بأذى على إثرها .

2- حركة كريس جيريكو القاضية ” كود بريكر ” :

ليس اي مصارع يستطيع تأدية هذه الحركة، فهي تحتاج إلى شخص خبير، يجيد تطبيقها بالشكل الأمثل، رجل يعرف كيف ومتى وأين يمكن استخدامها، ككريس جيريكو بالضبط، هذه الحركة هي من أشهر الحركات المعروفة لدى عشاق المصارعة، وتأثيرها يفوق أي تأثير حركة أخرى، لأنها وكما نعلم تعتمد على إصابة الوجه بشكل موجع للغاية، إذ يقوم جيريكو بإمساك الرأس وإنزاله على ركبتيه الإثنتين، ومجرد أن تنظر لتلك اللقطة، ستشعر بمدى قوتها، وهي صنفت ضمن أفضل 10 حركات للمصارعين، ولكن كريس يعتمد من البداية على أسلوب آمن للقيام بها، يقوم على إنزال الرأس كما نرى على ضماد الركبة، مما يخفف تأثيرها .

1- حركة الأندرتيكر القاضية ” تومب ستون ” (شاهد القبر) :

أسباب كثيرة هناك، جعلتني أضع هذه الحركة في المقدمة، ليس انا فقط من يعتبر هذه الحركة الأفضل إطلاقا في التاريخ، بل جميع متابعي وعشاق المصارعة الحرة، فهذه الحركة التي رشحها الكثيرون كأفضل فينشر في التاريخ، هي الأخطر والأشرس تنفيذا وأسلوبا، فكما يعلم جميعنا بأن شقيق تيكر الروحي في المصارحة كين، يستخدم نفس الحركة في بعض الأحيان، ولكنه لا يؤديها كما يؤديها تيكز، فللمعلومة، بأن هذه الحركة من الممكن أن تنهي حياة مصارع.

لا تستغربون من ذلك، فهي تقتضي بأن يحمل تيكر الخصم ويمسكه رأسا على عقب، ويضع رأسه بين أطرافه، ومن ثم ينزله بقوة على أرض الحلبة، فهي تسبب ألما كبيرا إثر ارتضام الرأس في الأرض، وخطورتها لا تتوقف عند هذا، فأي خطأ في تنفيذها، قد يؤثر بشدة في الفقرات الرقبية والقطنية، فإن حصل ذلك لا قدر الله وفعل، فستصيب المصارع بالشلل، وقد يزداد الأمر سوءا أكثر، وتتعرض الرقبة للكسر وبالتالي تحدث الوفاة، ويصف العديد من المحللين هذه الحركة “بالحساسة” ولكن خبرة تيكر تنهي المسألة دائما على بر السلامة.

على مسودة التقرير :

1- ليس ما عنيت به بأن تلك الخمس حركات هي الأفضل فقط، لا .. فهناك العديد من الحركات المذهلة والقوية الأخرى، منها حركة RKO التي ينفذها راندي اورتن، وركلة البروج كيك التي ينفذها شايمس، وقفزة 450 سبلاش التي يتفذها جاستن غابريال، وأخيرا وليس اخرا حركة الإخضاع التي ينفذها البيرتو ديل ريو “كود ارم بريكر” .

2- أكثر حركتين أرى أنهما مبالغ بهما، هما حركة 619 التي ينفذها راي مستيريو، وحركة ستانر التي ينفذها ستيف أوستن .

3- باتيستا هو واحد من المصارعين الغير مقنعين بواقعية تلقي الضربات، فهو يبالغ في تأثره أحيانا من الضربات، وهذا ما بدى واضحا لو لاحظتموه في عودته الأخيرة، وأكثر مصارعين يجيدا القتال بواقعية، واللذان  يملكان موهبة في ذلك، هما دولف زيغلر وشايمس .

4- ليس كل حركة إخضاع هي إخضاع بالغعل، فهناك العديد من الحركات التي يؤديها بعض المصارعين، لا يوجد بها ضغط كافي لكي يدع الخصم على الاستسلام .

 بقلم : فراس البري

ملاحظة : التحليل يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط .