عودة شين مكمان إلى العروض من جديد تعد واحدة من أكثر العودات الصادمة والغير متوقعة في تاريخ الإتحاد، وهذا بالفعل أحدث ضجة كبيرة في WWE مع إقتراب إنطلاق مهرجان الراسلمانيا 32، ولكن هناك العديد من الأسئلة التي تطرح عن مدى نجاح هذه العداوة، حيث أن العديد من الأشخاص متحمسون بشكل كبير لرؤية شين مكمان يعود للحلبة من جديد، ولكن من الممكن أن تكون هذه المباراة مجرد حيلة دعائية بدلاً من سيناريو مصقول بحبكة درامية فريدة.

وقد يبدو للبعض من الوهلة الأولى أن فينس مكمان قد قام بوضع إبنه مكان جون سينا عندما علم أنه غير جاهز لمواجهة الأندرتيكر، حيث أنه وعندما إنتشرت العديد من الأخبار في مواقع التواصل الإجتماعي أن خصم الأندرتيكر لهذا العام سيكون مصارعاً غير نشط في WWE، تكهن الجميع بالعديد من الخصوم أمثال جولدبيرج وكرت أنجيل والعقرب ستينج، ولكن الإختيار وقع على شين، وهذا يجعله إختياراً كبيراً قد يحدث تغيراً في الإتحاد إذا إستطاع هزيمة الرجل الميت والتحكم في WWE.

وهذا يطرح العديد من الأسئلة: هل عدم جاهزية سينا لمواجهة الظاهرة أرغمت فريق الإبداع في حال فوز شين على رسم خطة له تستمر على مدى طويل؟ أم هي مجرد مباراة واحدة وبعدها ينتهي ظهوره تماما؟

في كلتا الحالتين، من الواضح أن التخطيط لهذه المباراة قد تم في وقت سريع، وهناك العديد من الأشياء التي تحتاجها WWE لكي تقوم بإمتاع جماهيرها في المقام الأول ولكي تجعل لهذه المباراة أثراً كبيراً ومعنى عميق، إليكم أعزائنا بعض الطرق التي يستطيع الإتحاد من خلالها تطوير وتحسين أحد أكبر مباريات عرض الأحلام لهذا العام.

1. تحديد الشخصية المحبوبة والمكروهة

أولاً، يجب علينا أن نوضح نقطة مهمة وهي أنه يستوجب لبعض المباريات تحديد الشخصية المحبوبة والمكروهة، وهذا يأتي حسب أهمية المباراة وتأثيرها، وفي نزال كهذا فإننا نحتاج لتحديد هذا الأمر لأنها ليست عبارة عن مباراة بين شخصيتين محبوبتين لا يهمنا من ينتصر بها، بل هي مباراة في أعظم حلبة على الإطلاق في تاريخ الإتحاد ولها تأثير كبير على مستقبل الإتحاد، وإستمرار الإتحاد على هذا الوضع بجعل الجماهير تقوم بتشجيعهما سوياً لن يكون بالأمر المثالي.

وما يظهر لنا من الوهلة الأولى أمر بسيط، فشين مكمان عاد من جديد بعد غياب طويل من أجل إزاحة السلطة الحالية التي حكمت WWE لوقت طويل لذلك فمن المفترض أن يكون التشجيع لصالحه صحيح؟ حسناً، هذا سيكون السبب وراء تشجعيه فقط إذا لم يكن خصمه أكثر المصارعين شعبية على مر السنوات وهو الرجل الميت.

فليس الأندرتيكر أحد أشهر المصارعين على الإطلاق فقط، بل المباراة في ملعبه وهو مهرجان الراسلمانيا، وكما يعلم الجميع فهي المكان الذي لم يخسر فيه الأندرتيكر لعقدين، وعندما خسر إشتعل غضب الكثير من المشجعين، والآن يتوقع الإتحاد بهذه البساطة من الجماهير أن تشجع شخصاً آخر ضده، وفي مسقط رأسه، وفي المهرجان الذي أشيع أنه سيكون الأخير بالنسبة له؟

الطريقة الوحيدة لحل هذه المعضلة تماماً، تكون بجعل الأندرتيكر يظهر كمكروه بشكل واضح، فبدلاً بدلا من جعله يبدو وكأنه يكره فينس بقدر كرهه لشين، كان عليهم إظهاره بصورة الشخص الذي لا يهتم بما يحدث، لكنه دائماً يعد رجل الشركة ويذكر بأن فينس مكمان والسلطة يقومون بعمل جيد في إدارتهم للعروض وأنهم يجب ان يستمروا في ذلك، لذلك يتوجب على الإتحاد إظهار دوافع الأندرتيكر في هذه العداوة.

وظهور الأندرتيكر بالشخصية المكروهة لن يكون بالأمر الصعب لأنه قد سبق له وأن قدم هذه الشخصية من قبل، وهذا الأمر سيزيل حيرة الجماهير التي تدفعهم لتفضيل تشجيع شخص على الآخر، ووقتها ستعلم الجماهير أن سير وأحداث السيناريو تفرض عليهم تشجيع شين مكمان.

2. التدخلات الخارجية

أحد أكبر الأشياء التي ستجعل من المباراة حدثاً مثيراً هو وجود تدخلات خلال المباراة، ربما يجول في خاطركم أن المبارة كافية لأن تكون مثيرة بشكل كبير لأنها من نوع الجحيم في القفص وفي مهرجان الراسلمانيا فلماذا يلزم وجود مثل هذه التدخلات؟ حسناً، الفكرة تكمن في أنه لو سارت المباراة بشكل نظيف وبدون تدخلات فإن النتيجة واضحة ومنطقية، وهي فوز الأندرتيكر بالطبع، وهذا سيجعل شين فريسة سهلة للرجل الميت وسيجعل المباراة مملة إلى حد كبير.

وكما يعلم الجميع فإن الأندرتيكر ولمدة عقدين لم يتعرض لأي خسارة في مهرجان الراسلمانيا، وعندما خسر كانت خسارته أمام إحدى أكثر المصارعين قوةً وهمينةً في تاريخ الإتحاد، فهل نحن من المفترض أن نصدق أن شين مكمان قادر على هزيمة الأندرتيكر بلا مساعدات؟ في هذه الحالة لن يهم كم مرة يقوم شين بالتدريب من أجل ملاقاة الأندرتيكر، بل هل سيذهب إلى هذه المباراة بدون بعض من المساعدة.

لذلك الشيء المفترض حدوثه هو تدخل شخص يحمل ضغينة تجاه السلطة ويعمل على مساعدة شين مكمان على الفوز لكي يستطيع التحكم بعرض الرو، وجون سينا سيكون مرشحاً كبيراً لمثل هذا الأمر، فقد خاض العديد من المشاكل مع السلطة مسبقاً.

وإذا لم يكن جون سينا، فماذا عن عصابة بالور كلوب؟ فقد كانت هناك العديد من التسريبات التي ترجح قدوهم للعروض الرئيسية ولا يوجد طريقة أفضل من هذه لكسبهم زخماً وتأثيراً كبيراً في WWE، وربما تكون علامة واضحة على بداية عصر جديد في الإتحاد بعد زوال السلطة بفضلهم، وليس هذا فقط بل الإتحاد لديه أكثر من خيار في مسألة التدخلات ولابد من حدوث هذا الأمر.

كتابة وتنسيق: عبدالله الشريف