قدّم المصارع الكبير راندي أورتن أداءً استثنائيا أعاد له الهيبة الحقيقية في أذهان الجماهير، تلك التي فقدها منذ فضيحة تعاطيه للمنشطات أو المخدرات قبل يقارب العام والنصف والتي عوقب بالإبعاد عليها لمدة شهرين آنذاك.
وكان ذلك نهاية عهد الجماهير “بالأفعى” الحقيقة التي تلدغ بقوة، والتي كانت تحاول الاستفاقة من حين إلى آخر، لكن اليقظة الحقيقة والتي أعادت لراندي أورتن الصورة الأسطورية التي بناها خلال السنوات الماضية كانت في عرض الجحيم في القفص.
وتحديدا داخل القفص الحديدي المغلق أمام خصمه القوي جون سينا، فقد وضع راندي كل ما لديه من خبرة في ذلك النزال العنيف والممتع، لكن النتيجة كانت كارثية بكل المقاييس لكلا النجمين أورتن وسينا، ولا أفهم لماذا يحب فريق الإبداع هذه التكرار المفرط.
ذلك التكرار الذي بدأ بالأصل بمواجهة جون سينا لراندي أورتن، وشعرت في بداية النزال أننا أمام مشاهدة “كلاسيكو” المصارعة الحرة، لكن المستوى الرفيع الذي أظهره كلا المصارعين في النزال وتحديدا أورتن أنسانا ذلك التكرار.
لتأتي النتيجة التي تمخضت عنها المواجهة بتكرار آخر “وكلاسيكو” جديد بين جون سينا وبروك ليسنر في تاريخ غير معلوم، فقد فوّت فينس مكمان وفريق إبداعه فرصة ذهبية لإعادة راندي أورتن الحقيقي الذي عشقته الجماهير مكروها قبل أن يكون محبوب.
حيث كان بإمكانهم إعادة أورتن إلى واجهة الاتحاد، ويعوّض مع زملائه الشباب الصاعدين بقوة غياب النجوم الكبار، لكنهم فضّلوا الإبقاء عليه كما هو، مصارع مهزوز ومتردد، تلك الشخصية التي دمّرت أورتن تدميرا شاملا خلال الأشهر الماضية.
لكن وبالرغم من الإخفاق الذي حصل اليوم، فلا زال هناك بصيص أمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من راندي أورتن، بحيث أن يدخل في عداوة مع سيث رولينز وأن توضع الحقيبة الذهبية على المحك بين أورتن ورولينز وأن يتمكن “الأفعى” من انتزاعها.
وبذلك يحصل أورتن على تذكرة مباشرة إلى واجهة الأحداث من جديد، ويتحول الصراع على لقب WWE للوزن الثقيل “الغائب” إلى ثلاثي الأطراف بانضمام “الأفعى”، وسنكسب حينها كسر التكرار الذي أصبح شريعة يسير عليها فريق الإبداع في WWE.
ولا ينتقص انتقادي لنتيجة راندي أورتن وجون سينا من قيمة العرض الذي كان مثيرا وناريا في جميع لحظاته من ناحية الأداء والمستوى الذي قدّمه جميع المصارعين وحتى المصارعات، بعض النظر عن رضانا كمشاهدين عن النتائج الخاصة بالجحيم في القفص.
ونتمنى جميعا أن نشاهد “الأفعى” راندي أورتن يحافظ على مستواه الذي ظهر به داخل القفص الحديدي، وأن يفهم فريق الإبداع بأن من كان يركل الجماجم يجب أن يبقى في مكانه الصحيح في واجهة الأحداث على الدوام.
بقلم: يوسف أبو سيفين تابِع @abuseifin