مقال: ثلاثة أسباب لعدم مشاهدة نزال فلويد مايويذر وكونور ماكريجور

مقال: ثلاثة أسباب لعدم مشاهدة نزال فلويد مايويذر وكونور ماكريجور

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 10 يونيو، 2017


عادة قد لا يهتم الكثيرون بالفنون القتالية او الملاكمة الا ان كان النزال بين اسمين كبيرين للغاية فى المجالين، فالعديد من النزالات تجري سنويا وشهريا فى اتحاد UFC والملاكمة وعدد قليل من يتابع ذلك، حين نكتب كلمة عدد قليل فاننا نقصد مقارنة ببقية المناشط مثل كرة القدم والسلة والتنس وغيرها، او حتى على مستوى الرياضات الاقرب من المصارعة الحرة  وبالتحديد فى اتحاد WWE. لذا حين سيتم الاعلان عن نزال بين فلويد مايويذر وكونور ماكريجور فهو مناسبة خاصة ستجمع الملايين من المشاهدين بسبب الاسمين الكبيرين فى مجالهما، وبعد ان تحدثنا في السابق عن الاسباب التى قد تجعلك تهتم بمشاهدة هذا النزال سنتحدث هذه المرة عن الاسباب التى قد تغيير رأيك وتجعلك تعرض عنه:

– فلويد مايويذر:

لا احد يختلف حول الموهبة التى يتمتع بها الملاكم المعتزل على الاطلاق، فلا يمكن ابدا لأي رياضي ان يحقق الفوز فى 49 نزال متتالي عن طريق الحظ، ولكن مع ذلك لا احد يمكنه انه يجادل ايضا ان نزالات الملاكم الاسمر تعتبر الاكثر مملا في عالم الملاكمة الحرة، فالاخير يعتمد على أسلوب الدفاع الدائم، وبالكاد ترى وجهه ويخبئه بين قفازيه منذ بداية النزال وحتى نهايته، فهو يحسب النقاط بكل براعة وينتظر فوزه بقرار الحكام.

فلويد مايويذر قد يكون من اقوى الملاكم وافضلهم عبر التاريخ بالنسبة للوزن الخفيف وحقق العديد جدا من الانتصارات بالضربة القاضية الفنية، ولكن ذلك كان فى الماضي قبل ان يتقدم به السن ويلجأ الى اسلوب الدفاع وعد النقاط. لذا كان مايويذر هو السبب الرئيسي فى فشل اهم نزال فى التاريخ الحديث بينه وبين ماني باكياو. وهو ما سيكون السبب ايضا فى افشال مواجهته المرتقبة مع ماكريجور والتى سيحرص على ان يفوز بها بشتى السبل حتى لا ينكسر رقمه القياسي فى الانتصارات.

– المال:

لا مشكلة بين فلويد مايويذر وكونور ماكريجور او كراهية قديمة بينهما، لا حزام بطولة يتنافس عليه الاثنين، لا تنافس او ثأر بين المقاتلين او أي شئ آخر، هما هنا من اجل المال فقط ولا شئ غيره، لذا من يريد ان يملاء جيوبه بالنقود فسيحرص تماما على ان يحافظ على صحته وسلامته حتى يستمتع بذلك النزال، فهو لا يريد ان يفوز او يحقق انجازا تاريخيا بقدر اهتماما بالجهات الراعية والمبيعات للحدث. ففحين نفكر ونتابع نحن الضربات من يديهما يكونان هما مشغلوين بعداد النقود وما يدور فى المكاتب.

ويمكننا ان نضرب مثلا بالنسبة لنا كمحبي للمصارعة بنزال اسطوري كان مرتقبا وحلما للملاين سابقا، وهو بين بروك ليسنر وغولدبيرغ حين كانا وحشين حقيقين فى ريعان شبابهما، وهو النزال الذي اقيم فى مهرجان راسلمينيا 20، والذي افسده قرار المصارعين بالمغادرة واهتمام كل واحد منهما بقبض مستحقاته المالية فقط، لتتابع الجماهير بسبب ذلك القرار واحد من اسوأ نزالات المصارعة عبر التاريخ. وهو ما نحن موعودين به هذه المرة بين كونور ماكريجور وفلويد مايويذر.

– النزال على طريقة الملاكمة:

من المنطقي ان يتم اختيار طريقة القتال بين الفنون القتالية او الملاكمة حتى يكون قانونيا وتوافق عليه السلطات العليا التابعة لذلك المنشط، ولكن اختيار الملاكمة كان قرار غير موفق على الاطلاق، فمن المعروف انها من الرياضات التى تهتم كثيرا بحماية المنافس وتعطيه الكثير من الحرية ان امسك بخصمه او لجأ الى الحبال وغيرها. بينما يكون الامر اكثر انفتاحا وحماسة فى الفنون القتالية.

وكان من الاجدى ان يقام النزال فى الفنون القتالية على ان يمنع مثلا ماكريجور من استخدام قدمه، مع ترك له حرية وضعيات الاخضاع والكثير من الضربات الاخرى التى تعطى النزال عنفا أكثر. وهو ما لن يشكل اي معضلة بالنسبة للملاكمة مايويذر كونه هو من اعلن التحدي في الاساس وعليه ان يثبت انه قادر على ذلك القتال.

كما ان اقتحام كونور ماكريجور لعالم ملاكم متمرس مثل فلويد مايويذر سيجعل منه فريسة سهلة، وسيتلاعب به الاخير كما يشاء كونه لن يكون قادرا على استخدام قدميه او مرفقه او أي من الضربات التى اعتاد عليه، ولن يتفوق ابدا على مايويذر فى استخدام القفازين او تغطية وجهه من الضربات، وسينتهى النزال بسرعة ويواصل مايويذر تبجحه بعد ذلك امام وسائل الاعلام، ولكن كما ذكرنا فأن اهتمام ماكريجور بالمال فقط هو ما دفعه للموافقة على هذا الشرط.

كتابة: محمد بهاء الدين