مقال: عدم المنافسة يقتلنا.. وسي ام بانك هو الحل

مقال: عدم المنافسة يقتلنا.. وسي ام بانك هو الحل

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 1 أبريل، 2019


فى تسعينيات القرن الماضي عايشت جماهير المصارعة الحرة فترة عرفت بأنها الافضل على الاطلاق وهى حروب ليلة الاثنين، تلك الايام التى كان اتحاد WCW بقيادة تيد تيرنر ورجله الاول ايريك بيشوف يقارعان داهية المصارعة وعبقري مجال الترفيه فينس مكمان لانتزاع مكانته فى مشاهدات المصارعة عبر التلفاز، وكانت الجماهير حائرة ما بين عرضي النيترو والرو كل اسبوع.
قرابة الستة أعوام كانت المصارعة الحرة هى الحدث الاول عبر شاشات التلفاز وعلى لسان الجميع فى معظم اركان النقاش، وكل اتحاد يتفنن فى تقديم افضل ما لديه من سيناريوهات وجميع المصارعين يتقاتلون لابراز افضل مواهبهم فى حلبات المصارعة بين الاتحادين. وفي حين كان فينس ماكمان يخسر احيانا وايريك بيشوف يخسر احيانا أخرى، كان المشاهد هو الفائز دائما فى كل اسبوع.
ومع ان الفوز فى النهاية كان لفينس ماكمان بعد ان أطاح الغرور والاهمال بمنافسه، الا ان ذلك الفوز لم يستمر طويلا، وبعد ان واصلت الجماهير استمتاعها اكثر حين اندمج الاتحادين الكبيرين معا، الا ان تلك المتعة كانت مؤقتة ولم تستمر طويلا، وشيئا فشيئا بدأت الامور تسير نحو الاسوأ حتى وصلت الى الحضيض تقريبا هذه الايام.
العديد جدا من الاسباب والمبررات يمكن ان نسوقها لتحليل وشرح ما وصل اليه الحال فى عالم مصارعة المحترفين، والتدني الشنيع فى ارقام المشاهدات عبر التلفاز وكذلك على صعيد الجالسين فى المقاعد حول الحلبة فى كل اسبوع، حتى بات مشهد المدرجات الشاغرة وارقام المشاهدات التى لا تتجاوز الثلاثة مليون أمر اعتياديا للجميع. لكن كل تلك الاسباب يمكن وصفها بالثانوية مقارنة بالسبب الرئيسي فى هذا التدهور، وهو انعدام المنافسة.
اتحاد WWE حاليا هو الاول والاخير والافضل والاكبر والاكثر انتشارا والاشهر على مستوى العالم فى مجال المصارعة الترفيهية، ولا يمكن مقارنته بأي اتحاد آخر فى نفس المجال، وهو ما جعل البعض يحاولون مقارنته برياضات اخرى مثل الفنون القتالية والملاكمة وغيرها. ومع ذلك تستحق اتحادات “حلبة الشرف” والاتحادات هناك فى اليابان الاشادة لمواصلة تقديمهم لعروضهم طيلة تلك الفترة.
انعدام المنافسة بالنسبة لاتحاد فينس ماكمان لا يعنى ان الاتحادات الاخرى سيئة، او ان المصارعين فيها لا يمتلكون الموهبة، بل على العكس تماما، والدليل على ذلك سعى تربل اتش ورجاله المستمر فى التعاقد مع جميع المواهب في انحاء العالم والتى تشارك فى تلك الاتحادات. ولكن هناك شئ ينقص تلك الاتحادات ويمتلكه اتحاد فينس ماكمان وحده، وهو الجودة والاحترافية فى مجال الترفيه.
من المعروف لدى الجميع ان نزال واحد فى اتحاد اليابان يمكنه ان يتفوق من ناحية المستوى على جميع نزالات اتحاد WWE طيلة العام وفى كل عروضهم الاسبوعية والشهرية، ولكن مع ذلك تجد غالبية المشاهدين لا يعيرونهم اي اهتمام. وهو ما يجعلنا نؤكد ان المستوى فى الحلبة لا يعنى النجاح فى عالم المصارعة الحرة على الاطلاق.
اشهر الاسماء واساطير المصارعة الحرة لم تنل نزالاتهم اي تقييمات جيدة من قبل الخبراء. اسماء مثل هولك هوجان، ستيف اوستن، ذا روك، اندرتيكر، اندريا ذا جاينت وغيرهم، خلدوا أسمائهم فى سجلات التاريخ دون اي مستوى مميز فى الحلبة، بل كان التركيز فقط على بناء شخصيتهم داخل السيناريوهات طيلة الوقت.
وهو الأمر الذي فشلت جميع الاتحادات فى التفوق فيه على اتحاد WWE، وظلت المنافسة منعدمة تماما بينهم وبينه طيلة السنوات الماضية، حتى ظهر أسم جديد مؤخرا وهو يبشر بانطلاقة مختلفة وهو اتحاد All Elite Wrestling الذي يقف خلفه الميلياردير شاهد خان ويشرف عليه كل من كودي رودز والاخوين مات ونيك جاكسون والمميز كيني أوميغا.
العديد من الدروس والاخفاقات ستفيد القائمون على الاتحاد الجديد حتى يتمكنوا فى المستقبل من الوصول الى مستوى مقارب الى اتحاد WWE واعادتنا مرة اخرى الى فترة حروب ليلة الاثنين، وأولى تلك الدروس هو الاستفادة من حالة النفور التى يعيشها نجوم الصف الاول فى اتحاد WWE حاليا بسبب التهميش او التضييق من قبل كتاب السيناريو، واستمالتهم للتعاقد معهم فورا.
لكن ذلك لا يعنى ان يتم التعاقد مع أي مصارع غادر اتحاد فينس ماكمان، وهو خطأ وقع فيه اتحاد TNA سابقا حين ظنوا بأنهم حين يتعاقدوا مع اسماء مثل هولك هوجان وبوكر تي وميك فولي وجولدست وغيرهم من الاساطير سيزعزعون مكانة ماكمان. خصوصا وان من كان يقف وراء تلك الفكرة هو ايريك بيشوف والذي حاول تكرار تجربته السابقة مع اتحاد WCW.
لكن الاختلاف بين التجربتين كان في أهمية المصارعين وقتها، فحين انطلقت WCW لأول مرة قامت بضرب فينس ماكمان فى مقتل وهى تسحب منه اهم المصارعين مثل سكوت هول وكيفين ناش وهوجان وبريت هارت وراندي سافاج وريك فلير وغيرهم، وحتى على صعيد كتاب السيناريو والمعلقين كانت WCW سباقة فى التعاقد معهم، وذلك لأنهم كانوا يعرفون ان التفوق على ماكمان يتطلب مقارعته فى مجاله الخاص، وهو الشخصيات المميزة والتى تجذب الجماهير والمعجبين معها الى أي مكان.
الان كودي رودز نجح فى الخطوة الاولى وهو الدعاية والشهرة لاتحاده مع انطلاقته الأولى، كما انه سيستفيد من وقوف رجل ثري للغاية ومحب للمصارعة لا يتردد فى صرف الملايين من اجل نجاح مشروعه، تماما كما كان يفعل الميلياردير تيد تيرنر مع ايريك بيشوف سابقا. ليتبقى الخطوة الاهم وهو جذب المصارعين المناسبين لانجاح هذا الأمر.
والمصارعين المناسبين نقصد بهم هنا الافضل من حيث نجاح الشخصية، وليس الافضل من حيث المستوى كما ظلت تفعل بقية الاتحادات السابقة. ويعتبر تواجد اسم كبير ومميز مثل كريس جيريكو بمثابة ضربة موفقة للغاية للاتحاد الجديد، وهو المعيار الذي يجب ان يتخذه القائمون على الاتحاد فى اختيارهم للاسماء المقبلة. والعديد من المصارعين المتفرغين يمكن ترشيحهم للانضمام لهم وعلى رأسهم جولدبيرج.
اما عن الاسماء التى يجب ان يركز اتحاد All Elite Wrestling على التعاقد معهم، فهناك دين أمبروز الذي اعلن مغادرته عقب راسلمينيا. فيما سيكون الاسم الأفضل والأهم من جميع تلك الاسماء والذي ربما سيكتب شهادة نجاح الاتحاد فورا هو سي ام بانك فقط.
الظفر بذلك الرجل يعنى اختصار العديد من السنوات للوصول الى مكانة WWE فى عالم الترفيه، سي ام بانك من الاسماء التى لا زالت تحافظ على مكانتها فى هذا العالم على الرغم من مشواره الفاشل فى عالم الفنون القتالية، كما لا ننسى انه يعتبر عدو فينس ماكمان الاول فى العالم السفلي فى مجال المصارعة، ولازال يمتلك الملايين من المعجبين بسبب شخصيته المميزة التى بناها وتم تطويرها هناك تحت اجنحة فينس ماكمان نفسه.
انضمام سي ام بانك الى اتحاد All Elite Wrestling سيكون حجر الاساس وسيعطهم الثقة في الاستمرارية ويجعلهم قادرين على التفاوض مع اي مصارع آخر مهما كان أسمه وكذلك التفاوض مع اي شبكة تلفزيون كبيرة ستكون متأكد من وجود الملايين من المشاهدين لمتابعة تلك العروض كل اسبوع او حتى كل شهر. وسيكون سي ام بانك هو الحل لمشكلة عدم المنافسة وبالتالي سيتعين على فينس ماكمان الاهتمام اكثر بعروضه ورفع مستواها حتى لا يجد نفسه فى خانة الخاسر كما ظل يحدث سابقا فى حروب ليلة الاثنين.

 

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد