نظرة على الاسبوع: جون سينا يرفع من شأن سماكداون، والرو يعاني بدون اساطيره

نظرة على الاسبوع: جون سينا يرفع من شأن سماكداون، والرو يعاني بدون اساطيره

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 29 ديسمبر، 2016


جون-سينا

قدمت ادارة WWE آخر عروضها قبل نهاية هذا العام 2016، والتى لم تقدم جديدا على صعيد السيناريوهات بل كانت بمثابة خاتمة وتمهيد فى نفس الوقت لما سيتواصل عليه السيناريو فى العام المقبل، وكانت أهم الاحداث من نصيب سماك داون والذي قدم لنا مفاجأة كبيرة بتجريد عائلة وايت من حزام الزوجي، وايضا بعودة جون سينا واعلانه للتحدي على حزام البطولة في الرويال رامبل المقبل.

– نظرة على عرض الرو:

انطلق عرض الرو بتواجد السيدة ستيفاني في الحلبة، وهى من الشخصيات التى ترفع عادة من مستوى الفقرة التى تظهر فيها، وكانت كذلك خصوصا حين حاولت جماهير مدينة شيكاغو ان تستفزها بهتافات سي ام بانك. ويبدو ان الخسارة المذلة التى تعرض لها بانك فى الفنون القتالية اسقطت كثيرا من قناعه المشرق الذي يضعه فى وجهه منذ ان قدم نفسه بالمتمرد الاشهر فى عالم مصارعة المحترفين.

حين سخرت ستيفاني ماكمان من خسارة بانك السريعة لم تتمكن الجماهير من الرد عليها وهو ما يعنى ان الجمهور فى حد ذاته شعر بالخزي من قبل سي ام بانك. ليقدم لنا ما حدث درس مهم على الاطلاق لجميع الرياضيين والمصارعين، وهو ان لا تقم بالسخرية والهجوم على منظمة ترفيهية ضخمة مثل WWE ان لم تكن قويا بما يكفي او كما تقدم لنا اعلانات MBC هذه الايام “مش أد أكشن.. ما تأكشنهاش”.

بالعودة الى عرض الرو فاستطاعت ستيفاني ايضا ان تخفف من الهتافات ضد رومان رينز بطريقة ذكية للغاية وتحويلها لمصلحته ايضا، وذلك حين قامت بتحويل الحديث الى فريق الدرع وامكانية عودتهم، وهو ما جعل الجمهور يهتف مع كل كلمة يقولها سيث رولينز وايضا رومان رينز.

نزال الزوجي بين شيمس وسيزارو ضد فريق نيوداي كان بثمابة الاعلان عن نهاية حقبة نيوداي تماما، ليبدأ عصر السويسري والايرلندي، وما سيحدد أهمية هذا العصر من عدمه هو ايجاد الخصم المناسب، وبنظر سريعة على الاسماء المتواجدة لن نجد من هو على قدر المستوى، وبما ان عرض الرويال رامبل على الابواب فمن الارجح ان يظل المصارعين بدون خصم حتى الانتهاء من ليلة الرامبل.

عرض الرو الاخير لمع اكثر من صورة الوحش التى وضعت على برون سترومان، والذي كان مجرد جثة ضخمة فى عروض NXT، بل تم الدفع به ايضا في سخافات ادم روز حين كان يتراقص ضمن فرقته، مثله مثل بطلة السيدات السابقة فى سماك داون بيكي لينش، وغيرهما من بعض الاسماء الأخرى.

برون سترومان وعلى عكس بعض المصارعين الضخام كان مقنعا للغاية فى تقديم صورة الوحش، ومنذ السيناريو الذي جمعه بعائلة وايت ضد الاسطورتين اندرتيكر وكين وسترومان هو الاكثر عنفا. ليكون المحك فى مهرجان رويال رامبل او حين يوضع فى مواجهة نجم من الدرجة الأولى مثل بروك ليسنر يوما ما.

مواجهة تشارلوت فلير ضد بايلي تذكرنا تماما بما يحدث مع النجم وبطل الاتحاد كيفين أوينز، وهو تأكيدا للقاعدة الشهيرة فى عالم مصارعة المحترفين، والتى تنص على ان كل حامل لقب يقدم الشخصية الشريرة يكون جبانا ومخادعا، الا بعض الحالات النادرة مثل بروك ليسنر. تشارلوت فلير موهبة كبيرة فى عالم السيدات، ولا يجب ان تقدم على انها تحتاج لحكم والحبال لتحقيق الفوز.

وبالنسبة لكيفين أوينز فالاخير حين قدم الى الشركة كان مشهور بجملة “أقتل.. أوين.. أقتل” وحتى عن ظهر فى NXT أظهر وحشية كبيرة، وكذلك فى اول ظهور له فى عرض الرو وهو يتغلب على أسم كبير مثل جون سينا بكل نزاهة. والآن باتت هو المصارع الضعيف والجبان والذي يتعرض للضرب المبرح على يد رومان رينز وسيث رولينز في كل أسبوع.

عودة النجم نيفيل بالشخصية الشريرة هو أفضل ما حدث فى منافسات بطولة الكروزرويت، فتلك البطولة ومنذ ان اضيفت الى عرض الرو ومن بعدها العرض الخاص بهم الا انها لا تحظى بأي اهتمام، والسبب هو اعتمادها الاساسي على النزالات دون اي بعد انساني او سيناريوهات محكمة وفقرات خلف الكواليس. نيفيل مصارع معروف ولديه سبب ينافس ويقاتل من اجله، وما قد يجذب بعض الاعين الى تلك النزالات.

– نظرة على سماك داون

حظي عرض سماك داون بافتتاحية مميزة للغاية على غرار غريمه ذا رو، وذلك حين عاد السوبرستار جون سينا اخيرا الى الحلبة الزرقاء، عودة جون سينا كانت السبب فى مقارعة عرض سماك داون للرو فى ارقام المشاهدات عبر التلفاز، كما ان عودته كانت بمثابة اضافة كبيرة للعرض الذي كان يعاني كثيرا بدونه، خصوصا فى فقرة الحدث الرئيسي والنزال على حزام البطولة

الحديث الذي ادلى به جون سينا يجب ان يكون درسا للعديد من المصارعين، وعلى رأسهم رومان رينز، جون سينا وضعه نفسه فى مكانتها تماما وهو يخاطب الجمهور، كان يتحدث وهو نجم الشركة الأول والاسم الاول فى ترتيب اهمية المصارعين. لذا حين قال بأنه سينافس على حزام البطولة، لم يكلف نفسه بالتبرير عن كيفية حصوله على هذا الامتياز وهو غائب. بل كان السبب هو أنه جون سينا فقط.

هكذا وبدون اي اضافات او تبرير، جون سينا هو واجهة الشركة وحين يريد ان يحصل على فرصة على اللقب سيحصل عليها، بدون سيناريو تمهيدي أو نزال يخوضه من اجل تلك الفرصة، او حتى مدير العرض ليعلن عن النزال رسميا، هو يريد، وهو قد أعلن ، وهو قد حصل على النزال.

وعلى رومان رينز ان يفعل ذات الشئ ان كان يريد ان ينهى معاناته مع الجمهور، “انا رومان رينز المفضل لدى فينس ماكمان وواجهة الشركة المقبل، سأكون فى جميع النزالات الرئيسية، وسانافس على الالقاب، وساتصدر راسلمينيا، وساكون على رؤوسكم لوقت طويل. لأننى رومان رينز”. ولكن هل يحصل رومان رينز على ذات الثقة التى يحصل عليها جون سينا؟ الاجابة هى لا، لذا لن يتمكن النجم الشاب من تكرار فعلة سينا.

عرض سماك داون بات ينقسم حسب وجهة نظرى الى قسمين، قسم خاص بالمصارعة الحرة وقسم خاص ببرامج الواقع التفلزيوني، ولكل قسم سينايو منفصل، ففحين نرى عائلة وايت وهى تخسر حزام الزوجي، واي جي ستايلز وهو ينافس للاحتفاظ بالبطولة، فهذا هو صميم المصارعة ونحن نتابع احداث متعلقة بعرض سماك داون ونزالاته.

ولكن حين نشاهد دين أمبروز وصديقته رينيه يونغ وهما يقاتلان ذا ميز وماريس وحزام القارات بينهما، وكذلك العداوة بين نتاليا ونكي بيلا بسبب ثأر قديم تطالب به نيكي من ناتي بعد ان تسببت فى حرمانها من المشاركة في سيرفايفر سيريس. فهذه عداوة تسلط عليها كاميرا أخرى وسيناريو آخر خاص ببرنامج توتال ديفاز.

بالعودة الى سماك داون فقد كان كتاب السيناريو فى قمة الابداع والشجاعة وهم يسحبون بطولة الزوجي من فريق كبير للغاية من مثل عائلة وايت وتحويله الى فريق مميز وهو أمريكان الفا، والسبب قد يكون كما ذكرت فى التحليل السابق ان عائلة وايت لن تجد ابدا خصما فى مستواها.

للمرة الثانية على التوالي يتفوق عرض سماك داون على عرض الرو، فالعرض الازرق كان اكثر ترفيها وامتاعا من العرض الاحمر، ولكن فى المجمل وعموما المصارعة الحرة هى عرض الرو، وهو قلب وعقل المصارعة، وهو ذكريات وحنين المصارعة، المدرسة القديمة وعصر الاتيديود. ميلاد الاساطير ومصنع النجم.

تحليل: محمد بهاء الدين