انتهى كل شئ بالنسبة لسيناريوهات مهرجان راسلمينيا 33 ولا يوجد ما يمكن تقديمه بعد الآن، حسمت العداوات وتم تحديد النزالات ومعرفة المصارعين الذين سيتقاسمون احداث المهرجان العريق ما بين عرضي الرو والاسماك داون بعد ان قدم كلا العرضين كل ما لديهما فى الحلقات الاخيرة قبل راسلمينيا الاسبوع المقبل، وفى هذه المساحة سنقوم ايضا بالقاء نظرة تحليلية للعرضين وتأثير ما قدماه على مهرجان راسلمينيا ونزالاته.
نظرة على عرض الرو:
افتتح عرض الرو بطريقة مختلفة عن الاسابيع الماضية، وذلك حين كانت السيدات هن من قابلن الجماهير فى البداية، لتتواصل بذلك فصول سيناريو بطولة السيدات والذي يعتبر من السيناريوهات المحكمة والذي ظل يسير بطريقة ممرحلة منذ عدة اسابيع حتى وصلنا الى المنافسة الرباعية، ومع ان الاحداث تظهر تعاطفا بين ساشا بانكس وبايلي الا انه لن يتواصل حين يدخلان الحلبة، وقد تتحول ساشا بانكس الى الشخصية الشريرة فى تلك الليلة وتنقلب على بايلي، وان كان هذا الأمر سيزيد من عدد صاحبات الشخصية الشريرة فى القسم مقابل مصارعة واحدة بالشخصية الطيبة وهى بايلي
والملاحظ ايضا ان النجمة نايا جاكس باتت تتحسن كثيرا فى الحلبة من ناحية المستوى وحركتها باتت حتى اسرع من السابق، لتكون بذلك من المرشحات بقوة للفوز بالحزام فى راسلمينيا، ففينس ماكمان عادة ما يكافئ ابناء عائلة أنوا بالاحزمة ولا يتركهم بدونها لوقت طويل، كما هو الحال مع رومان رينز وكذلك الأخوين أوسو فى سماك داون.
الفقرة التى قدمها تربل اتش وسيث رولينز لا شئ سيئ فيها سوى انها طويلة بعض الشيئ، الكثير من الحديث فى تلك الفقرة مقابل القليل جدا من الافعال، خصوصا وان ما تم ذكره قد سبق واخبر به الجمهور أكثر من مرة، والاهم من كل ذلك ان اتحاد WWE قرر ان يكون غيبا فى هذا السيناريو، وان يغمض عينه على حقيقة مهمة للغاية وهى ان المصارعة تغيرت وهم أول من يعرفون ذلك، لا داعي لسيناريو يرتكز على اصابة مصارع وهى فى الاساس لا توجد، ذلك العهد قد ولى حين كان الجميع لا يعرفون ما يدور فى كواليس العروض.
سيث رولينز ليس مصاب ولا يعاني من أي مشكلة على الاطلاق، حقيقة يعرفها الجميع والصغير قبل الكبير، واتحاد WWE يعرف ان الجماهير نفسها تعرف، لماذا اذن هذا الغباء، كيف رضي تربل اتش بالتحديد على تقديم هذا النزال، ولماذا يضع نفسه فى موقف المستخف به وهو يجعل خصمه يتظاهر بالاصابة حتى لا يكون فى كامل مستواه حين يقاتله، تربل اتش الملك، سيد اللعب والقاتل المحترف الذي تغلب على اعتى واعنف المصارعين من قبل يواجه فى راسلمينيا مصارع شاب يعرج فى الحلبة.
للأسف راسلمينيا هذا العام تسير نحو فشل نوعي على مستوى سيناريوهات النزالات، ويبقى الأمل الوحيد ان يقدم هؤلاء المصارعين نزالات قوية وممتعة فى الحلبة بعيدا عن السيناريوهات غير المقنعة التى قدمها كتاب السيناريو، والذين تعاملوا مع راسلمينيا وكأنها فاجأتهم، فوضعت غالبية السيناريوهات قبل شهرين فقط من الحدث الأهم، وحده نزال راندي أورتن وبراي وايت مقنعا من ناحية السيناريو، وكذلك كريس جيريكو وكيفين أوينز في عرض الرو.
من فكر فى اقامة هذه النزالات التى كان بطلها بيغ شو، وما الغرض منها، هل هو تقديم مصارعين مثل غولدست وار تروث وايبكو وبو دالاس كأنهم مجرد دمى بالية بالنسبة للمصارع العملاق، أم ان الادارة تحاول ان تعوض وتواسى بيغ شو بعد ان ضاع عليه نزال مهم للغاية بينه وبين شاكيل أونيل فى راسلمينيا، ولماذا قررت الادارة ان تخسر موهبة مثل برون سترومان فى اشراكه بالنزال الملكي.
أسبوعا بعد الآخر وسامي زين فى تطور ويقدم افضل النزالات فى العرض الاحمر خصوصا حين يواجه أمثال ساموا جو وكيفين أوينز كما حدث فى عرض الرو الماضي حين عاد لتقديم افضل مواجهة برفقة صديقه كيفين أوينز، وهو ما يجعلنا نتسأل ان كانت الادارة لديها مصارعين مميزين مثل سامي زين وساموا جو لماذا لم تقم بوضعهما فى نزال بالراسلمنيا.
رومان رينز وما أدراك مع رومان رينز، المصارع الذي لا ينتهى الحديث عنه ابدا، ولكننا هذه المرة سنركز أكثر على خصمه أندرتيكر، والذي عاد للظهور بشخصيته الرائعة فى السابق، وهو يعود للظهور بين القبور والتلاعب بخصمه من هناك، سيناريو مثل هذا لم نره منذ وقت طويل بالنسبة للظاهرة والذي كان يتقنه فى مواجهة اسماء مثل كين وخلافه فى عهده الذهبي.
لا أحد أفضل من بول هيمان للترويج لأي سيناريو، معلومة يعرفها كتاب السيناريو جيدا لذا حرصوا على ان يعطوا الاداري الماكر الوقت الكافي عبر المايكرفون من اجل زيادة الاثارة لسيناريو غولدبيرغ وبروك ليسنر والذي بات يعاني كثيرا فى الاونة الاخيرة، بول هيمان جعل الجماهير تنتبه لكل حرف يخرج من فمه وهو يضع بروك ليسنر فى القمة كما هي العادة، بينما كان ظهور غولدبيرغ اكثر من رائع وهو يعطى الجماهير ما تريد بابعادها عن الكلام والاشتباك فورا مع ليسنر.
نظرة على عرض سماك داون:
أختار القائمون على عرض سماك داون التوقيت الخطأ لتقديم واحد من أسوأ عروضهم على الاطلاق، فالبداية كانت متواضعة للغاية بين أي جي ستايلز وشاين ماكمان والذين لم يقدما أي جديد فى السيناريو بينهما وكان توقيع عقد النزال بينهما هادئ جدا على خلاف ما تكون عليه مثل هذه الفقرات مع اقتراب المواجهة بينهما، ولكن المثير فى الأمر هو قدرة النجم أي جي ستايلز على تقمص شخصيته، والتى جعلتنا نصدق تماما انه بحق يكره شاين ماكمان.
العرض الازرق كما بات معتاد كان خاصا بالسيدات تقريبا، ولم نشاهد أي سيناريو يقدم خلافهما، خصوصا وان قسم الزوجي فى عرض سماك تم تجميده بسبب عدم اقامة نزال بطولة لهم فى مهرجان راسلمينيا، ومن جديد عاد سماك داون للظلم وهو ينال نزالين فقط فى المهرجان الاشهر على الاطلاق، بينما ذهبت بقية النزالات لعرض الرو.
ظللنا نشيد بالمستوى الرائع الذي يقدمه ذا ميز فى الاونة الاخيرة وخصوصا عبر المايكرفون، ولكن هذه المرة علينا ان نرفع القبعة احتراما لنجم كبير مثل جون سينا، اثبت ان لا أحد من مصارعي الجيل الحالي قادر على مجاراته فى التحدث عبر المايكرفون، وتمكن النجم الكبير من اخراس ذا ميز تماما حين تواجها فى الحلبة وقدم فقرة اكثر من رائعة، ويبقى نزاله مع نكي ضد ذا ميز وماريس غصة في الحلق لاهدار موهبة كبيرة للغاية مثل جون سينا كان يمكن ان يقدمنا لنا سيناريو نزال أكثر من رائع فى تلك الليلة.
ظل سيناريو العداوة بين براي وايت وراندي أورتن ينتقل من اسبوع لآخر وهو فى حالة تطور ولكنه سقط فى اخر المحطات، حيث قدم الاثنين واحدة من اسوأ الفقرات مع انها الاخيرة قبل مواجهتهما فى راسلمينيا، لماذا عاد أورتن الى مقر عائلة وايت بعد ان قام تمديره، وما معنى ان يغرس سيفا فى الارض وكأنه يريد من الجماهير ان تصدق فعلا ان هناك روحا لابيغال. مثل هذه السيناريوهات الطفولية باتت لا تلاقى اعجاب الجماهير على الاطلاق.
تحليل: محمد بهاء الدين