هذه حكايتي… مع خسارة أندرتيكر

هذه حكايتي… مع خسارة أندرتيكر

الكاتب رامي علي بتاريخ 7 أبريل، 2014


يقول العلم أن الحزن استجابة متعدده الأشكال  لفقدان شيء أو كيان يربطنا به علاقة قوية، فكيف إن ارتبط الشخص والكيان والمناسبة والتاريخ بالطفولة والاحلام والرهبة والمشاعر ضمن قالب واحد اسمه أندرتيكر ؟

حاولت كما جميع المتابعين للرسلمانيا 30 استيعاب ما حدث، حاولت عبثاً إبتلاع المسألة وتقبلها كما كانت، وبعد أن وجدت حيزا ضيقا للتفكير بواقعية بعد الصدمة، بدأت بالنظر لنفسي وردة فعلي أنا وكل المتابعين وتحليل ما مررنا به لحظة بلحظة بعد أن ضرب الحكم بيده الضربة الثالثة معلنا انتهاء السلسلة وفوز ليسنر.

– في البداية أنكرت ما حدث :” لا … لم تنتهي المباراة ….المباراة لم تنتهي بعد… أنا متأكد… هذا مجرد حلم”، وسرعان ما تحول إنكاري هذا لوعي وإدراك أن السلسلة فعلا انكسرت وهو ما استوجب مني رد فعل أكثر عنفاً من مجرد الإنكار.

– بعدها دخلت في نوبة من الغضب العارم لدرجة أثّرَت على حواري مع زملائي في الموقع: ” كيف يسمحون لهذا أن يحدث؟… كيف يقبلها تيكر؟ … كيف يقبلها الاتحاد؟ … تبّا لريسلمينيا…. تبا لفينس ولعائلته …تبا لبروك الذي لا يستحقها… وتبا لبول هيمان وتبا… تبّا….. تبّا لــــتيكر نفسه… كيف قبل بهذا؟ … وكيف أطاح بأحلامنا بكل بساطة ؟!؟!؟”، بعد أن أغرقت نفسي بالأسئلة والعبارات الغاضبة الرافضة للموضوع جملة وتفصيلاً بدأت بالتفكير بحلول أخرى كي أخرج نفسي من تلك الحالة, فبدأت بطرح بعض الفرضيات والتوقعات بأن المباراه لم تنتهي بعد.

– بدأت بالمساومة، ومناقشة تلك الفرضيات الخيالية والإيمان بحدوث أحدها :” فينس لم يكن غيابه عن كل الأحداث إلا لأجل أن يتدخل ويمدد المباراة بأي شكل كان… فينس والاتحاد لن يرضوها  لتيكر… أو أن الملعب سينهار وتنطفيء الأنوار كلها وتلغى النتيجة بأي شكل أو بأي معجزة كانت… يجب أن يحدث أي شيء… فالعرض ما زال طويلا … وتيكر ما زال ملقى في منتصف الحلبة وقد يقف في أي لحظة وتُستأنف المباراة مجددا”.

– ثم وصلت لأقصى درجات الحزن وأعمق درجات الغضب بعد أن تبين أن كل افتراضاتي مجرد وهم لا أكثر، وهو ما دفعني لأن أحدث نفسي قائلاً: “ما الفائدة أساسا من متابعة المصارعة… وهي كلها تمثيل؟ ما الفائدة من ضياع وقتي على شيء كهذا؟ … وما قيمة كل ما سيحدث بعد انتهاء أهم حدث عرفته المصارعة الحرة في تاريخها؟ …. تيكر نفسه باع السلسلة ومشجعيه وتاريخه هكذا بكل بساطة…فلم أهتمّ انا كل هذا الاهتمام؟!؟”ومع مرور اللحظات، ومع تكرار كل تلك الأسئلة بدأت بالإنتقال تدريجيا لمرحله التقبّل المنطقي للمسألة.

– التقبّل :” السلسلة كان لا بد لها أن تنتهي… حتى وإن لم يكن ليسنر الأحق بكسرها”  تقبُّل جعلني أبحث عن مبررات لنهاية السلسلة بغض النظر عن طريقة إنهائها تلك، فتيكر بشري من لحم ودم وله طاقة وقدرة، والنزال أوضح كثيرا مدى تحامله على نفسه وعلى عمره لأجل إرضاء جماهيره.

مراحل الحزن تلك التي ذكرتها صحيّة جداً وطبيعية جداَ لكل محب لتيكر بل انها تشكل جزءا من إرث الحانوتي الكبير، ويكفيني فخر – شخصياً – أنني شهدت نزالاته جميعها في ريسلمينيا، وعلى جميع عشاقه أيضا أن يشعروا بالفخر لكونهم شهدوا التاريخ وهو يتغير بنهاية سلسلته.


نعم تيكر جزء لا يتجزأ من ذاكرتنا المرتبطة بالمصارعة، وحزننا فعليا لم يكن على السلسلة بقدر حزننا على الطريقة التي انتهت بها، ومراحل الحزن تلك وتفاعلنا مع الحدث هو ما سيخلد السلسلة في الأذهان كما لو أنها مستمرة.

هذه كانت حكايتي بالأمس، ويبقى السؤال لك عزيزي القارئ، في أي مرحلة تجد نفسك الآن؟

رامـــــــي علــــــــي
Follow @RamiAlix



تابع صفحتنا الرسمية على الفيسبوك وتويتر: