وثائقيات: فينس ماكمان (1) : يعتدي على زوج والدته، ويواصل مشاكله فى الجيش

وثائقيات: فينس ماكمان (1) : يعتدي على زوج والدته، ويواصل مشاكله فى الجيش

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 16 نوفمبر، 2015


VicneandVince_crop_north

فى عام 1945 من القرن الماضي دهش العالم بأسره بأختراع جديد اسمه التلفزيون بدأ يغزو العالم فى كل مكان، وفى نفس العام ولد طفل فى مدينة باينيهرست بولاية نورث كارولينا، أسمه فينس من والد ايرلندي الاصل، ويبدو ان علاقة الرضيع فينس والتلفاز قد بدأت من تاريخ ميلادهما سويا، فينس ماكمان شاهد والده فينسنت الاكبر يرحل من المنزل وهو فى سن مبكرة للغاية، واضطر بعدها للعيش مع والدته حتى تجاوز العاشرة من عمره.

وعلى خلاف ما يعتقد الكثيرون بأن فينس ولد وفى فمه معلقة ذهب فالفتى عانى كثيرا وهو يحاول ان يكمل دراسته فقط، وكانت والدته تنتقل من زوج الى اخر فى فترة زمنية قصيرة وكل واحد من هؤلاء الرجال لم يكن يعجبه تواجد الفتى فينس فى المنزل، وفى احدى المرات اعتدي ماكمان على زوج والدته بمعدات الصيانة وكان على وشك قتله لولا ان تمالك نفسه فى اللحظة المناسبة، لينتقل ماكمان ويكمل مراحل دراسته فى مدرسة عسكرية، بينما اعترف بنفسه انه يعانى من عسر الكتابة.

فى تلك الفترة كان فينس يجد صعوبة فى التأقلم مع زملائه فى المدرسة الثانوية وكانت سمعته بافتعال المشاكل تسبقه فى كل مكان، لذا حين وضع بين خيار المواصلة فى المدرسة التى هو فيها الآن او الانتقال الى الجيش قرر ماكمان يتخلى عن ماضيه ويبدأ من الصفر، فهناك كان عليه ان يتعامل مع صفته مفتعلا للمشاكل على الرغم من تألقه فى كرة القدم الامريكية، أما فى الجيش فلا أحد يعرفه على الاطلاق ولا شيء لديه ليخسره.

فاصبح فينس الشاب فردا فى الجيش الامريكي ولكن حتى هناك لم يسلم فينس من الوقوف امام القضاة بسبب جرم أقدم عليه، ماكمان اتهم بالاستهزاء بالجيش بسبب طريقة احتفاله فى حفل التخرج ولكن تم اسقاط جميع التهم لاحقا لعدم كافية الادلة. ماكمان ظل فى حياته يتنقل من وظيفة الى اخرى، ويحاول ان يساعد والدته بقدر المستطاع، حتى التقى يوما بالشخص الذي غير حياته الى الأبد.

فى تلك الفترة من تاريخ الولايات المتحدة كان التلفزيون قد اصبح فردا فى غالبية المنازل الامريكية، وبدأ الاعلام المرئي ينشط اكثر وبدأت البرامج اليومية والاسبوعية تتابع من قبل المشاهدين بأهتمام كبير، ومن بين تلك البرامج كانت المصارعة الحرة تذاع كل اسبوع بانتظام، ليظهر مصارع اسمه غورجس جورج (جورج الجميل) يختلف فى اسلوبه تماما عن بقية المصارعين، فهو لا يدخل الى الحلبة ويصارع ليخسر او يفوز فقط كما يفعل البقية، بل كان يدخل بطريقة استعراضية، ويتباهى قليلا قبل النزال وبعده.

لذا وصف الكثير من المحللين ان غورجس جورج هو حجر الاساس والرجل الحقيقي وراء المصارعة الترفيهية، وبسببه تحولت المصارعة الى ما هي عليه الان، فلولا غورجس جورج لما كان المصارعين حاليا يدخلون بموسيقى خاصة، ولم يكن هناك سيناريو او غيرها من وسائل الترفيه التى اصبحت جزء أساسي فى عروض المصارعة بدلا عن القتال فقط. المصارعة بدأت تنتشر اكثر وكان الناس يتابعونها فقط من اجل الترفيه خصوصا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، فالناس كان تريد ان ترى المصارع الطيب ينتصر والشرير يخسر.

فينس كان يشاهد تلك العروض وهو مسحور تماما بأداء غورجس جورج وظل يتابع المصارعة بأهتمام حتى التقى والده فينسنت ماكمان لأول مرة وهو فى سنة الثانية عشرة من عمره. ماكمان الأكبر كان احد أهم الاسماء فى عالم مصارعة المحترفين، وكان مروج للعروض ناجح للغاية ويدير شركة خاصة تعتبر الأولى فى هذا المجال، لذا لم يتردد فينس فى الطلب من والده ان يدخله الى عالم المصارعة ليصارع مثل غورجس جورج ومن معه من المصارعين، الا ان طلبه قوبل بالرفض القاطع، فالوالد كان يتمنى ان يحصل ولده على وظيفة اكثر أمانا مثل المحاماة أو المحاسبة او غيرها من الوظائف التى يكون مكانها فى المكاتب وخلف الطاولات الخشبية.

لم يستمع فينس الى نصائح والده وظل يجرب بطرق مختلفة الولوج الى عالم المصارعين، وفى تلك الفترة التقى فينس بشريكته فى الحياة ليندا، وقال الفتى انه التقى بليندا لأول مرة وهو داخل الكنيسة، ومنذ ان وقعت عينه عليها ادرك انه قدره سيرتبط بهذه الفتاة على الفور، وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة بين الاثنين ومحاولة كل واحد منهما السيطرة على الآخر الا ان ذلك لم يمنعهما من الوصول الى الكاهن ليعلنا زواجهما رسيما فى عام 1966.

وهو الزواج الذي استمر حتى الان، كاطول زواج بين جميع المشاهير حول العالم، حيث يصف فينس زوجته بشريكته فى العمل خارج المنزل، وصديقته بعيدا عن المكاتب، وعشقه الأبدي فى كل وقت ومكان.

(يتبع)

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد